الثروة الحيوانية

7 ملايين رأس ضأن .... منطقة "الحدود الشمالية" تتحول إلى مزرعة وطنية ضخمة للضأن!

كتب بواسطة: رانية كريم |

تُشكّل الثروة الحيوانية في منطقة الحدود الشمالية واحدة من الركائز الحيوية في دعم منظومة الأمن الغذائي الوطني، حيث تُعد هذه المنطقة من أغنى مناطق المملكة في أعداد الماشية، بما تملكه من مقومات طبيعية وبيئية تجعلها بيئة مثالية لتربية أنواع متعددة من الحيوانات، مثل الأغنام والإبل والماعز.

إلى جانب البنية التحتية التي تدعم تطور هذا القطاع الزراعي الحيوي، وتولي وزارة البيئة والمياه والزراعة أهمية كبيرة لهذا المورد الاستراتيجي، عبر مبادرات ومشاريع تهدف إلى رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق الاستدامة.

إقرأ ايضاً:

كيف أصبحت العُلا نموذجًا عالميًا لحفظ التراث؟المجلس الصحي السعودي يُحذّر: التسمير قد يُفجّر مضاعفات قاتلة لدى الحوامل ومرضى الجلد

وتستفيد المنطقة من خصائصها الجغرافية والمناخية، حيث تتمتع بأجواء صحراوية معتدلة ومراعٍ طبيعية واسعة تساعد في دعم التربية التقليدية والحديثة للماشية، ووفقًا لتقرير رسمي صادر عن فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الحدود الشمالية، فقد بلغ إجمالي الثروة الحيوانية في المنطقة نحو 7,551,997 رأسًا.

وهي أرقام تعكس الكثافة الحيوانية والاهتمام الكبير بهذا المورد، ويتوزع هذا العدد إلى 7,258,950 رأسًا من الضأن، و235,814 رأسًا من الماعز، و56,925 رأسًا من الإبل، إضافة إلى 308 رؤوس من الأبقار، ما يعكس تنوع الأنواع الحيوانية التي تُربّى في هذه البيئة.

وأشار عدد من مربي الماشية في المنطقة إلى أن الدعم الحكومي المقدم من قبل الوزارة كان له دور فعّال في تطوير مستوى التربية وتحسين جودة الإنتاج، ويشمل هذا الدعم خدمات بيطرية متكاملة، وتنفيذ حملات تحصين شاملة، بالإضافة إلى تقديم الإرشاد الفني والتوعوي، الأمر الذي ساهم في رفع مستوى الكفاءة التشغيلية لدى المربين، وتحقيق معدلات نمو إيجابية في أعداد الثروة الحيوانية خلال السنوات الأخيرة.

كما تسهم المساحات المفتوحة والمراعي الموسمية في تعزيز تنمية هذا القطاع، لا سيما بعد موسم الأمطار، حيث تنتعش النباتات البرية وتوفر مصدرًا طبيعيًا للتغذية، ما ينعكس إيجابًا على صحة القطعان وجودة المنتجات الحيوانية، وتنتج المنطقة كميات كبيرة من اللحوم والألبان ومشتقاتها، ما يجعلها أحد الأعمدة الداعمة لتوازن السوق المحلي وتعزيز الأمن الغذائي على مستوى المملكة.

وفي خطوة نوعية تهدف إلى الاستفادة القصوى من موارد الثروة الحيوانية، أعلن فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة مؤخرًا عن إطلاق فرصة استثمارية لإقامة منشأة تحويلية لصناعة نسيج الصوف في منطقة أم خنصر بمدينة عرعر، ضمن استراتيجية الوزارة لدعم الصناعات التحويلية المرتبطة بالقطاع الزراعي والحيواني.

ويأتي هذا المشروع كجزء من جهود الوزارة لتعزيز التنمية الاقتصادية في المناطق الشمالية وتحفيز القطاع الخاص على الدخول في مجالات ذات قيمة مضافة.

ويهدف المشروع إلى تطوير سلسلة القيمة المضافة للثروة الحيوانية من خلال تحويل الصوف إلى منتج صناعي يدعم الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل نوعية لأبناء المنطقة، كما يسهم في خلق بيئة استثمارية مستدامة تعزز من التنوع الاقتصادي وتدفع بعجلة التنمية في المناطق الريفية، ويُنتظر أن يشكل هذا المشروع خطوة رائدة نحو تحوّل القطاع الحيواني من مورد تقليدي إلى صناعة حديثة تساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.