اليونسكو تحتفي بكنوز العُلا

كيف أصبحت العُلا نموذجًا عالميًا لحفظ التراث؟

كتب بواسطة: حكيم حميد |

في تقرير موسّع نشرته مجلة "The UNESCO Courier" في عددها الصادر لشهر يوليو 2025، وصفت منظمة اليونسكو محافظة العُلا بأنها "لؤلؤة الصحراء السعودية"، مشيدةً بالتحولات الكبيرة التي شهدتها هذه الواحة التاريخية التي كانت على مدى آلاف السنين مركزًا حيويًا على طريق البخور الرابط بين الجزيرة العربية والحضارات الشرقية والغربية.

وأكد التقرير أن العُلا، الواقعة شمال غرب السعودية في منطقة المدينة المنورة، كانت مخزونًا أثريًا دفينًا لقرون، حتى بدأت أعمال التنقيب الواسعة التي تقودها الهيئة الملكية لمحافظة العُلا منذ عام 2017 بالكشف عن طبقات غنية من تاريخ يعود إلى ما قبل 200 ألف عام، في خطوة تعكس التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤية 2030 وتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية وثقافية عالمية.

إقرأ ايضاً:

تبوك تتربع عرش العنب في السعودية ... 38% من إنتاج المملكة بفضل 1.5 مليون شجرة!"مخالفة مرورية" وعقوبات قانونية.. هذا ما ينتظر كل من يرتكب هذا "الفعل المتهور" على الطرق

وسلط التقرير الضوء بشكل خاص على موقع "الحِجر" (مدائن صالح)، أول موقع سعودي مُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، والذي يضم 111 ضريحًا منحوتًا في الصخور تُبرز تأثيرات حضارات متعددة، مثل المصرية واليونانية والآشورية، ويُعد الموقع شاهدًا على ازدهار مدينة الحِجر قبل أكثر من ألفي عام حين كانت محطة رئيسية للقوافل التجارية.

وأبرز التقرير أيضًا جبل عكمة، الذي وصفه بأنه "مكتبة مفتوحة على الهواء الطلق"، بعد إدراجه مؤخرًا ضمن سجل ذاكرة العالم التابع لليونسكو، إذ يضم أكثر من 300 نقش صخري بسبع لغات قديمة، من بينها الدادانية والنبطية والصفائية، وهو ما يشير إلى العمق الثقافي والتواصلي لحضارات العُلا عبر العصور.

ووفقًا للتقرير، فإن العُلا لم تعد مجرد موقع أثري، بل تحولت إلى مركز حي للثقافة والتنمية، حيث تستقطب المملكة خبراء من أكثر من 20 دولة للمشاركة في أعمال التنقيب والترميم، كما يتم تطوير المرافق السياحية والبنية التحتية لاستقبال الزوار، مع تسجيل أكثر من 286 ألف سائح في عام 2024، في توازن دقيق بين حفظ التراث وتعزيز التنمية المستدامة.

في ختام التقرير، شدد خوسيه إغناسيو ريفيا، أحد أبرز خبراء اليونسكو، على أن نجاح تجربة العُلا يكمن في دمج الإرث الإنساني بالمسؤولية التنموية، مؤكدًا أن العُلا أصبحت مثالًا عالميًا يُحتذى به في حماية التراث وربطه بالحاضر والمستقبل.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار