سجلت منطقة تبوك حضورًا متزايدًا في قطاع الزراعة، من خلال إنتاجها الوفير لمختلف أنواع الفواكه، وخاصة فاكهة العنب، التي باتت تحتل موقعًا متقدمًا على خارطة الإنتاج المحلي، بفضل المقومات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها المنطقة.
ويأتي هذا التميز نتيجة جهود تكاملت فيها العوامل المناخية الملائمة، والتربة الخصبة، وتوفر المياه، إلى جانب دعم الجهات المختصة وتبني المزارعين للتقنيات الزراعية الحديثة، التي رفعت من جودة المنتجات الزراعية وزادت من تنافسيتها في الأسواق.
إقرأ ايضاً:
هل هي ميزة "مفيدة" أم "مزعجة"؟.. روبوتات "ميتا" ستبدأ بإرسال رسائل "تلقائية" للمستخدمينبشرى للمعلمين والمعلمات .. التعليم تكشف شروط النقل الجديدة للمعلمينوبحسب بيانات فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة تبوك، فإن إنتاج العنب في المنطقة بلغ أكثر من 46,939 طنًا سنويًا، ما يمثل حوالي 38.39% من إجمالي إنتاج المملكة من العنب، لتصبح بذلك تبوك في طليعة المناطق المنتجة لهذه الفاكهة على المستوى المحلي.
وتُزرع هذه الكميات الكبيرة من خلال ما يزيد على 1,580,000 شجرة عنب، موزعة في مزارع متعددة تستخدم أنظمة ري وتسميد متقدمة، تهدف إلى تعزيز كفاءة الإنتاج وتحسين جودة المحصول، بما يتماشى مع معايير الاستدامة الزراعية.
هذا النمو في إنتاج العنب لم يكن عفويًا، بل جاء نتيجة لجهود إرشادية وتوعوية نفذتها وزارة البيئة والمياه والزراعة، عبر مجموعة من البرامج التدريبية وورش العمل والندوات التي استهدفت المزارعين بشكل مباشر.
وقد أسهمت هذه المبادرات في تعزيز قدراتهم على تبني أحدث الأساليب الزراعية، بما في ذلك استخدام أنظمة التسميد الدقيقة بنظام P.P.M، والذي يساعد على تقليل الهدر في المياه والموارد، ويضمن نموًا صحيًا للنباتات، مما ينعكس إيجابًا على نوعية الإنتاج.
من جانبه، أوضح مدير فرع الوزارة بالمنطقة المهندس أمجد بن عبدالله ثلاب، أن مزارع تبوك تنتج أصنافًا متعددة من العنب، منها البرايم، والسبريور، والريد جلوب، والأوتوم رويال، والمون بولز، والإيفانس، وكلها أصناف عالية الجودة تلقى قبولًا واسعًا في الأسواق المحلية.
وأضاف أن هذا التنوع يتيح فرصًا واعدة للدخول في الصناعات التحويلية، مثل صناعة العصائر الطبيعية، والمربى، والزبيب، ما يعزز من القيمة المضافة للمحصول، ويفتح آفاقًا أوسع لتسويق الفواكه المحلية بشكل يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030.
وأشار المهندس ثلاب إلى أن تطور زراعة العنب في تبوك يندرج ضمن مبادرات الوزارة لتطوير سلاسل الإنتاج الزراعي، وتحفيز الاستثمار في المحاصيل ذات الميزة التنافسية، وهو ما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي للمملكة، وتوفير منتجات طازجة ذات جودة عالية، تلبي احتياجات السوق المحلي وتدعم خطط التصدير.
كما أكد أن الوزارة تعمل على تقديم مختلف الخدمات والتسهيلات للمزارعين، بما في ذلك الدعم الفني والإرشادي، بهدف تحسين العائد الاقتصادي من الإنتاج، وتوسيع الرقعة الزراعية للمحاصيل الواعدة.
واختتم بالقول إن زراعة العنب في تبوك ليست مجرد نشاط زراعي تقليدي، بل تحوّلت إلى منظومة اقتصادية متكاملة ترتكز على الابتكار والاستدامة، وتفتح المجال أمام فرص استثمارية جديدة، في ظل الطلب المتنامي على الفواكه السعودية عالية الجودة، والتي أثبتت قدرتها على المنافسة داخل وخارج المملكة.