أوراكل

زلزال في عالم السحابة: OpenAI تتخلى عن حصرية مايكروسوفت وتتجه نحو أوراكل وجوجل!

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

في صفقة اعتُبرت الأضخم من نوعها حتى الآن في عالم الذكاء الاصطناعي، كشفت مصادر مطلعة عن توقيع شركة OpenAI اتفاقًا سنويًا ضخمًا مع شركة أوراكل، يقضي باستئجار قدرات حوسبة هائلة تصل إلى 4،5 جيجاواط، مقابل ما يقارب 30 مليار دولار سنويًا، وهو ما اعتبره مراقبون تطورًا استثنائيًا في تاريخ الصناعة التقنية.

الصفقة الجديدة تأتي ضمن التوسّع المستمر لمشروع "Stargate" الذي أطلقته OpenAI بالتعاون مع مجموعة SoftBank مطلع هذا العام، وهو مشروع يهدف إلى بناء بنية تحتية حاسوبية فائقة، مخصصة لتطوير النماذج الذكية، وتوفير متطلبات تشغيل الخدمات المتنامية مثل ChatGPT وتطبيقاته المتفرعة.

إقرأ ايضاً:

إيران تخدع وتربك امريكا وتصدر ارقام قياسية وتخفض الأسعار قد لا تكون مستحقاً.. "التأمينات الاجتماعية السعودية" توضح "الشرط الجوهري" الذي قد يحرمك من "تعويض ساند"

شركة أوراكل بدورها تعتزم تنفيذ خطط طموحة لإنشاء عدة مراكز بيانات جديدة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وذلك من أجل تلبية التزاماتها تجاه المشروع العملاق، حيث تشير التقديرات إلى أن القدرة المتفق عليها تشكل ما يقارب ربع الطاقة الإجمالية لمراكز البيانات في أمريكا حاليًا.

المشروع الذي تحوّل خلال أشهر إلى حديث الأوساط التقنية والمالية حول العالم، يُتوقّع أن يستقطب استثمارات هائلة تتجاوز 500 مليار دولار خلال سنواته الأولى، ويهدف إلى إرساء قواعد جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي من خلال توفير طاقة حوسبية غير مسبوقة.

ورغم أن المشروع تمكّن حتى اللحظة من جمع تمويلات تصل إلى نحو 50 مليار دولار، بمشاركة أطراف عالمية متعددة مثل أوراكل وصندوق MGX الإماراتي، إلا أن الأرقام الحقيقية التي أُنفقت فعليًا لم تُكشف بعد، مما يضيف بعدًا من الغموض إلى خططه المستقبلية.

ما يلفت الأنظار في هذه الصفقة أنها تشكّل جزءًا من توجه OpenAI للتنويع في مزوّدي الخدمات السحابية، حيث تسعى الشركة إلى التحرر من الحصرية، وتوسيع شراكاتها في سوق يشهد تنافسًا محتدمًا بين عمالقة التكنولوجيا على موارد الحوسبة العملاقة.

وفي هذا السياق، كانت OpenAI قد أعادت مؤخرًا التفاوض مع شركة مايكروسوفت، والتي تُعد أكبر مستثمريها، لإنهاء العلاقة الحصرية السابقة، ومنحتها بدلًا من ذلك حق الأولوية فقط في العقود المستقبلية، ما أتاح لها مساحة أكبر لعقد شراكات جديدة دون قيود.

وبالفعل، بدأت OpenAI عقب هذه الخطوة بمد جسور التعاون مع شركات جديدة، من بينها Google التي دخلت هي الأخرى ضمن قائمة الشركاء التقنيين الجدد، في مشهد يعكس التحولات السريعة في خريطة التحالفات داخل عالم الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.

ومن اللافت أيضًا انضمام شركة CoreWeave الناشئة إلى قائمة الشركاء، وهي شركة متخصصة في تقديم حلول حوسبة مصممة خصيصًا لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، ما يشير إلى أن OpenAI لا تستهدف الكبار فقط، بل تنفتح أيضًا على اللاعبين الجدد الواعدين.

أهمية هذه الصفقة لا تتوقف عند الجانب المالي فحسب، بل تمتد لتؤثر بشكل مباشر على طبيعة المنافسة الجارية على المستوى العالمي، فامتلاك القدرة على تشغيل نماذج ضخمة يتطلب استثمارات هائلة، وبُنى تحتية معقدة، لا يمكن تحقيقها دون تعاون عابر للقارات.

ومع صعود الذكاء الاصطناعي إلى الواجهة كعنصر استراتيجي في اقتصاد المستقبل، باتت الشركات تتسابق لتأمين موقعها ضمن النظام التقني العالمي الجديد، وصفقة OpenAI مع أوراكل تأتي كدليل واضح على أن البنية التحتية أصبحت هي ساحة الصراع الحقيقية.

تُعتبر القدرة الحوسبية الآن هي رأس المال الأهم في صناعة الذكاء الاصطناعي، ومن يملك الخوادم يملك التفوق، وهذه الفلسفة الجديدة تتجلى بوضوح في تحركات OpenAI التي تسعى إلى استباق الزمن عبر بنية تحتية عملاقة تسبق منافسيها بخطوات واسعة.

ومع أن المشروع لا يزال في بداياته، فإن المؤشرات الحالية تؤكد أنه سيغير ملامح الصناعة خلال السنوات المقبلة، خاصة إذا ما استمرت وتيرة الاستثمار والتوسع بهذا الشكل المتسارع، ما قد يُسهم في خلق موازين قوى جديدة في عالم التقنية.

ويبقى الترقب سيد الموقف بشأن تفاصيل المرحلة التالية من مشروع Stargate، خاصة في ظل تكتم OpenAI على المراحل الزمنية القادمة، والأرقام الدقيقة للتمويل والتنفيذ، وهو ما يزيد من التوقعات بشأن مفاجآت قريبة قد تحملها الساحة التقنية قريبًا.