فهد بن نافل يقرر البقاء ويقود الهلال لفترة جديدة!

رغم العواصف .. فهد بن نافل يقرر البقاء ويقود الهلال لفترة جديدة!

كتب بواسطة: احمد قحطان |

حسمت التطورات الأخيرة في البيت الهلالي الجدل الدائر حول مستقبل رئيس النادي فهد بن نافل، بعدما تأكدت نيته الترشح لفترة رئاسية جديدة، بعد نهاية فترته الحالية التي شهدت العديد من المحطات الحاسمة على المستوى المحلي والدولي، ليبقى الرجل الذي قاد النادي خلال واحدة من أكثر الفترات ازدحامًا بالتحولات والضغوط، حاضرًا على رأس الإدارة الزرقاء.

وكانت التكهنات قد تصاعدت في الآونة الأخيرة بشأن نية فهد بن نافل مغادرة منصبه، خاصة بعد النتائج التي حققها الهلال في الموسم المنصرم، وعلى رأسها الخروج من ربع نهائي كأس العالم للأندية أمام فريق فلومينينسي البرازيلي، وهي المباراة التي شكلت نقطة تحول في نظرة الجماهير لأداء الإدارة الفنية والإدارية للنادي في الموسم.

إقرأ ايضاً:

12 مليون نخلة .... القصيم تتصدر بجدارة في قطاع النخيل!صدمة في "إكس بوكس" ... شات جي بي تي سيهتم بمستقبلكم!

وأثارت الخسارة بنتيجة هدفين مقابل هدف أمام بطل أمريكا الجنوبية موجة من التساؤلات حول جدوى استمرار الإدارة الحالية، لا سيما في ظل تطلعات الشارع الرياضي السعودي لرؤية فريقه ينافس على الألقاب القارية والعالمية دون تعثرات أو مفاجآت مؤلمة، وهو ما جعل مستقبل بن نافل محل نقاش واسع بين الإعلام والجماهير.

ورغم أن بعض التقارير كانت تشير إلى نية الرئيس الحالي عدم الترشح لفترة جديدة، إلا أن مصادر مقربة من النادي أكدت توجهه لخوض تجربة جديدة على رأس الإدارة الهلالية، مستندًا إلى ثقة عدد من الداعمين والمسؤولين الذين يرون في استمراره استقرارًا فنيًا وإداريًا للفريق في هذه المرحلة المفصلية.

ويأتي هذا القرار بعد أن أمضى فهد بن نافل سنوات عدة في قيادة الهلال، تمكّن خلالها من تحقيق إنجازات بارزة، من بينها التتويج بدوري أبطال آسيا عام 2021، وتحقيق ألقاب الدوري السعودي وكأس الملك، إلى جانب بناء منظومة إدارية أكثر احترافية داخل النادي، رغم التحديات المتكررة على جميع المستويات.

واعتبر عدد من المتابعين أن استمرار بن نافل يمنح النادي مزيدًا من الثبات، خاصة في ظل الاستحقاقات المقبلة، التي تتطلب إدارة متمرسة ومطّلعة على تفاصيل الفريق، وتملك شبكة علاقات واسعة في الوسط الرياضي محليًا ودوليًا، وهي عناصر تُحسب له خلال ولايته السابقة.

ورغم الخروج من كأس العالم للأندية، إلا أن أداء الهلال في البطولة لم يكن محبطًا على المستوى الفني، فقد أظهر الفريق روحًا قتالية عالية وتمكن من بلوغ ربع النهائي، وهو إنجاز يراه البعض تطورًا طبيعيًا في مسيرة النادي العالمي، الذي سبق له أيضًا أن بلغ نهائي البطولة في نسخة سابقة.

وكان من الواضح أن بن نافل لم يرغب في مغادرة المشهد في وقت لم يُرضِ فيه الطموحات الكاملة للجماهير، حيث أبدى حرصه على إكمال ما بدأه، ومعالجة نقاط الضعف التي ظهرت في الموسم الماضي، وإعادة الهلال إلى منصات التتويج التي لطالما كانت وجهته المفضلة في السنوات الأخيرة.

وتزامن إعلان نية بن نافل الترشح مع قرب انطلاق موسم جديد يتطلب تحضيرات مكثفة على المستوى الفني والتسويقي، وهو ما يعكس رغبة واضحة لدى الإدارة في ضمان أكبر قدر ممكن من الجاهزية، ومنع أي فراغ إداري قد ينعكس سلبًا على مسيرة الفريق في البطولات المقبلة.

وتحدثت مصادر رياضية عن وجود دعم كبير من أعضاء الشرف وبعض الشخصيات المؤثرة في الوسط الرياضي السعودي لفهد بن نافل، وهو ما يشكل قاعدة قوية لترشحه مجددًا، ويعزز من فرص استمراره على رأس نادي الهلال الذي يشكل واحدًا من أعرق الأندية في القارة الآسيوية.

وتراهن الإدارة الهلالية على تحقيق قفزة نوعية في الموسم الجديد، خصوصًا مع التجهيزات المرتقبة في سوق الانتقالات الصيفية، والتي من المتوقع أن تشهد دخولًا قويًا من النادي الأزرق لتعزيز صفوفه بلاعبين محليين وأجانب، مما يتطلب إدارة متماسكة قادرة على التفاوض والتخطيط بعيد المدى.

وسبق لفهد بن نافل أن أكد في أكثر من مناسبة أن الهلال ليس مجرد نادٍ رياضي، بل مؤسسة ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وجماهيرية واسعة، مما يحمّله مسؤولية مضاعفة تجاه الجماهير والمجتمع الرياضي ككل، في ظل تحوّل الأندية السعودية إلى كيانات تتعامل بمنطق الاستثمار الرياضي.

وفي الوقت الذي انقسمت فيه آراء الجماهير بشأن تقييم المرحلة الماضية، فإن كثيرين يرون أن فهد بن نافل نجح في خلق هوية إدارية واضحة للنادي، وساهم في صعود الهلال لمصاف الأندية العالمية، خصوصًا من خلال الترويج لعلامته التجارية والتعاقد مع أسماء بارزة رفعت من القيمة التسويقية للفريق.

وتنتظر إدارة بن نافل تحديات كبيرة تتعلق بالجانب الفني بعد الموسم الماضي الذي شهد تراجعًا في بعض المؤشرات، حيث سيكون لزامًا عليها اتخاذ قرارات دقيقة على مستوى الجهاز الفني واللاعبين لضمان عودة الفريق إلى دائرة المنافسة على كافة البطولات المحلية والدولية.

ويُنظر إلى الانتخابات الهلالية القادمة باعتبارها محطة مفصلية في تاريخ النادي، إذ تمثل فرصة لاختيار استراتيجية المرحلة المقبلة، ومن المرجح أن تشهد دعمًا كبيرًا من الوسط الرياضي، لا سيما في حال حُسمت لصالح استمرار فهد بن نافل بفريق إداري متجدد وطموح.

وبالنظر إلى المشهد الكروي في السعودية اليوم، فإن استمرار شخصية إدارية بحجم فهد بن نافل على رأس نادٍ بحجم الهلال يمنح الدوري السعودي عنصرًا إضافيًا من الاستقرار، ويعزز من جاذبية البطولة التي باتت محط أنظار العالم، في ظل التوجهات السعودية نحو استقطاب أبرز النجوم والمدربين عالميًا.

وفي خضم الحراك المتسارع الذي يشهده القطاع الرياضي في المملكة، تمثل تجربة بن نافل مثالًا على تحوّل رؤساء الأندية إلى صناع قرار ذوي رؤية اقتصادية وإدارية، وهو ما ينسجم مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتحويل الرياضة إلى قطاع مساهم في الناتج المحلي وتعزيز جودة الحياة.

وبينما لا تزال جماهير الهلال تنتظر الإعلان الرسمي عن القائمة النهائية للمرشحين، يبدو أن فهد بن نافل قد اتخذ قراره بالفعل بخوض السباق الانتخابي، مدفوعًا بإصرار على إكمال مشروعه مع الفريق الأزرق، وإعادة بناء الثقة بعد موسم وصفه كثيرون بأنه كان أقل من التطلعات.