روبوتات ذكاء اصطناعي

الذكاء الاصطناعي يدخل الحقول .... مهندس سابق في تسلا يُطلق روبوتات تُدير المزارع بذكاء خارق!

كتب بواسطة: ليلى حمادة |

نجح مهندس سابق في شركة تسلا في تطوير روبوتات ذكاء اصطناعي مبتكرة تمثل بديلاً فعّالاً وآمنًا للعمال الزراعيين، خصوصًا في المهام التي قد تنطوي على مخاطر صحية أو تتطلب مجهودًا جسديًا كبيرًا.

وتأتي هذه الخطوة ضمن توجه متسارع لتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في قطاع الزراعة، أحد أكثر القطاعات التي تعتمد على القوى العاملة التقليدية، في محاولة لمعالجة التحديات المرتبطة بندرة العمالة، والاعتماد على المواد الكيميائية، والظروف المناخية القاسية.

إقرأ ايضاً:

دون الكشف عن "تفاصيل العقد".. الرياض يتعاقد مع مدرب إسباني والغموض يحيط بالصفقة بعد الخروج من المونديال.. الدويش: لم يذهب وحيداً سوى "المنتخب".. أما الهلال فالدعم كان بلا حدود

الروبوت الجديد الذي يحمل اسم "إيليمنت"، طورته شركة "أيجن" الناشئة، ويتميز بقدرته على أداء مهام إزالة الأعشاب الضارة من الحقول دون استخدام أي مواد كيميائية، ما يضعه في صدارة الابتكارات الزراعية الصديقة للبيئة.

ويعمل الروبوت بالطاقة الشمسية، مستفيدًا من تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يعني أنه لا يتطلب تدخلاً بشريًا مباشرًا أثناء تشغيله، ويقوم الروبوت بمهامه اعتمادًا على كاميرات متقدمة تُركب على متنه، تنقل له البيانات بشكل لحظي، ليتمكن من تمييز صفوف المحاصيل بدقة، ورصد الأعشاب الضارة التي يجب التخلص منها.

صمم الروبوت المهندس ريتشارد وردن، الذي سبق له العمل في "تسلا"، ويشغل الآن منصب الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة "أيجن"، وأوضح وردن أن الروبوت مستلهم من الطريقة البشرية في التعامل مع الأعشاب الضارة، ويهدف إلى تقديم حلّ عملي يراعي صحة الإنسان والبيئة في آنٍ واحد. 

وقد شاهد بنفسه أداء الروبوتات في إحدى المزارع ببلدة لوس بانوس، حيث أعرب عن قناعته بأن هذه التقنية تمثل قفزة نوعية في سبيل تعزيز الصحة العامة، من خلال تقليل الاعتماد على المواد الكيميائية الضارة.

ويعزز الروبوت "إيليمنت" قدرة المزارعين على الحفاظ على محاصيلهم دون المساس بسلامة العاملين أو البيئة، فبفضل تصميمه المتطور، يمكنه العمل تحت أشعة الشمس الحارقة دون أن تتأثر كفاءته، ما يمنحه ميزة تنافسية واضحة في مواجهة الظروف الصعبة التي تعاني منها العديد من المناطق الزراعية.

ومن مزاياه أنه يتوقف تلقائيًا عن العمل عند غروب الشمس، ليعاود نشاطه في اليوم التالي بمجرد سطوع الضوء، في نظام عمل يحاكي دورة الطبيعة، الشركة المطورة التي تتخذ من مدينة ريدموند قرب سياتل مقرًا لها، تضم فريقًا مكوّنًا من 25 شخصًا فقط، إلا أنها تمكنت من تقديم نموذج واعد لمستقبل الزراعة.

وأكد كيني لي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، أن المزارعين لا يفضلون استخدام المواد الكيميائية، لكنهم مضطرون لذلك في غياب البدائل. وأضاف أن ما تسعى إليه "أيجن" هو تقديم حل يحاكي العمل البشري، ويقدم نفس النتائج دون المخاطر.

وتتمثل رؤية الشركة في تحويل دور العمال الزراعيين التقليديين إلى مشرفين أو مدربين يتولون الإشراف على أداء الروبوتات وحل أي مشكلات تقنية قد تطرأ أثناء العمل، كما تتواصل الروبوتات لاسلكيًا مع مراكز تحكم صغيرة ترسل إشعارات للمشغلين في حال حدوث أي أعطال أو مواقف طارئة.

يبلغ سعر الروبوت الواحد نحو 50,000 دولار أمريكي، ما يجعل استثماره موجهًا في المقام الأول للمزارع ذات الحجم المتوسط إلى الكبير، الباحثة عن حلول طويلة الأمد تحافظ على التوازن بين الإنتاجية والاستدامة البيئية.