إكس بوكس

صدمة في "إكس بوكس" ... شات جي بي تي سيهتم بمستقبلكم!

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

في خضم موجة واسعة من عمليات التسريح التي تنفذها شركة مايكروسوفت الأمريكية، أثار تصريح غير معتاد من أحد مسؤولي منصة "إكس بوكس" جدلًا واسعًا بين المتابعين والموظفين على حد سواء، وذلك بعد أن نصح الموظفين المفصولين باللجوء إلى روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي" للحصول على المشورة المهنية.

جاء ذلك على لسان مات تورنبول، المنتج التنفيذي في "إكس بوكس"، عبر منشور نشره على منصة "لينكد إن" قبل أن يتراجع ويقوم بحذفه لاحقًا، لكنه لم يمر مرور الكرام لدى المتابعين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

إقرأ ايضاً:

"صفقات بأمر إنزاجي".. الهلال يستهدف مدافع النصر السابق ويواصل مفاوضات أوسيمين"صراع سعودي تركي".. نجم ديبورتيفو لاكورونيا يشعل الميركاتو الصيفي

تورنبول كتب في منشوره أن أدوات الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن تحل محل الصوت الإنساني أو التجارب الحياتية الفريدة، لكنه أشار إلى أنها قد تكون مفيدة في أوقات يشعر فيها الأشخاص بأن طاقتهم العقلية منهكة.

وقال إن استخدام أدوات مثل "شات جي بي تي" أو "كوبايلوت" قد يسهم في تخفيف الأعباء العاطفية والمعرفية التي ترافق تجربة فقدان الوظيفة، مؤكدًا أن التجربة الشخصية أثبتت له جدوى هذه الأدوات في مساعدته على التفكير بشكل أكثر هدوءًا ووضوحًا خلال الأوقات الصعبة.

ولم يتجاهل تورنبول حقيقة أن هناك تحفظات ومشاعر متباينة تجاه أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث أقر بأن البعض قد يشعر بعدم الارتياح من الاعتماد عليها في مسائل تمس مستقبلهم المهني.

ومع ذلك، دعا الأشخاص الذين يواجهون خطر التسريح أو يستعدون له إلى التفكير في استخدام هذه الأدوات كوسيلة دعم، سواء في كتابة السيرة الذاتية أو في تخطيط المسار الوظيفي أو حتى في البحث عن فرص عمل جديدة، وأضاف أن هذه الأدوات قد لا تقدم الحل النهائي لكنها تتيح مساحة من الدعم التقني والنفسي في فترة يشوبها الكثير من التوتر والقلق.

التصريح أثار تباينًا في الآراء، حيث اعتبره البعض خروجًا عن المألوف، إذ كان من المتوقع أن تقدم الشركة دعمًا إنسانيًا ومهنيًا مباشرًا للمتضررين من قرارات التسريح، في حين رأى آخرون أن الإشارة إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لا تعني بالضرورة التخلي عن الجانب البشري، بل توظيف ما هو متاح لتخفيف وطأة المرحلة الانتقالية التي يمر بها الموظف المفصول.

ويأتي هذا التصريح في وقت حساس للغاية، إذ أعلنت مايكروسوفت مؤخرًا عن جولة جديدة من عمليات التسريح التي تطال ما يصل إلى 9100 موظف، ما يعادل نحو 4% من إجمالي القوى العاملة لديها.

وكانت الشركة قد سرّحت أكثر من 6000 موظف قبل نحو شهرين، أعقبتها جولة تسريح إضافية شملت أكثر من 300 موظف في يونيو، وتُعد هذه التحركات جزءًا من إعادة هيكلة داخلية تجريها الشركة لمواجهة التحديات الاقتصادية ومواكبة التحول المتسارع نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية الحديثة.

وبينما تحاول مايكروسوفت إعادة رسم ملامح مستقبلها المهني والتقني، تبقى تداعيات قرارات التسريح محسوسة على المستوى الإنساني والنفسي للعاملين المتأثرين، سواء من خلال الدعم الذي يتلقونه أو من خلال الطريقة التي تُدار بها المرحلة التالية من حياتهم المهنية.