تيك توك

"ترامب" قد يتصل بـ"الرئيس الصيني" مباشرة.. تطورات جديدة في "أكثر القضايا التقنية حساسية"

كتب بواسطة: سوسن شرف |

بدا أن التحرك الأميركي بشأن تطبيق "تيك توك" يدخل مرحلة جديدة من المفاوضات، بعدما أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستبدأ محادثات مع الصين هذا الأسبوع بشأن صفقة محتملة تتعلق بمصير التطبيق داخل الأراضي الأميركية.

في خطوة قد تعيد فتح باب النقاش حول واحدة من أكثر القضايا التقنية حساسية في السنوات الأخيرة.

إقرأ ايضاً:

"صفقات بأمر إنزاجي".. الهلال يستهدف مدافع النصر السابق ويواصل مفاوضات أوسيمين"صراع سعودي تركي".. نجم ديبورتيفو لاكورونيا يشعل الميركاتو الصيفي

وقال ترامب إن المحادثات ستبدأ يوم الإثنين أو الثلاثاء، وقد تشمل اتصالاً مباشراً مع الرئيس الصيني شي جين بينغ أو أحد ممثليه، مشيراً إلى أن هناك ما يمكن وصفه بـ"صفقة شبه مكتملة"، في إشارة إلى تقدم ملموس على مستوى التفاهمات، رغم أن العقبات السياسية لا تزال حاضرة.

هذا الإعلان يأتي في وقت كانت فيه صفقة سابقة تهدف لفصل عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة عن الشركة الأم الصينية "بايت دانس" قد تعثرت في وقت سابق، بسبب إشارات من بكين بأنها لن توافق على شروط الصفقة، خصوصاً بعد أن أعلنت إدارة ترامب فرض رسوم جمركية إضافية على البضائع الصينية.

وكانت الصفقة المتعثرة تنص على تأسيس شركة جديدة في الولايات المتحدة تكون مملوكة بالأغلبية لمستثمرين أميركيين، بحيث تدار عمليات التطبيق من داخل أميركا بشكل منفصل عن الكيان الصيني، بما يرضي مطالب الأمن القومي الأميركي، إلا أن التصعيد التجاري بين البلدين أجهض هذا المسار.

وفي تصريحات أدلى بها من على متن الطائرة الرئاسية، قال ترامب إنه يعتقد أن الصفقة باتت ممكنة من جديد، موضحاً أن التواصل مع الصين سيكون مباشراً على أعلى المستويات، وأنه يأمل في تجاوز الخلافات السابقة، لأن ما يتم بحثه الآن مختلف نوعاً ما عن النسخة السابقة من الاتفاق.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الموعد النهائي الذي مُنح لشركة "بايت دانس" لبيع عمليات "تيك توك" داخل الولايات المتحدة قد تم تمديده إلى السابع عشر من سبتمبر، ما يمنح الطرفين مساحة من الوقت لإعادة صياغة الشروط وتجاوز الحساسيات السياسية والاقتصادية.

لكن ترامب لم يُخفِ أن موافقة الصين تبقى ضرورية لإنجاز الصفقة، وهو ما يضيف بعداً دبلوماسياً معقداً للمفاوضات، خاصة أن الجانب الصيني كان قد رفض سابقاً الرضوخ للضغوط الأميركية التي رأت في التطبيق تهديداً للأمن القومي ووسيلة محتملة لجمع البيانات لصالح بكين.

وفي رده على سؤال حول ثقته بموافقة الصين هذه المرة، قال ترامب إنه ليس واثقاً تماماً، لكنه يعتقد أن الأمور تسير في اتجاه إيجابي، مشدداً على أن علاقته بالرئيس الصيني لا تزال جيدة، وأن الصفقة المقترحة ستكون مفيدة للجانبين إذا تمت كما هو مخطط لها.

الحديث عن فوائد الصفقة لكل من واشنطن وبكين يعكس محاولة من ترامب لإعادة صياغة النزاع التقني في إطار تفاوضي، بدلاً من الصدام المباشر الذي ساد خلال مراحل سابقة، وهو ما قد يُعد تحولاً في أسلوب إدارة الملف التكنولوجي بين القوتين.

وتأتي هذه التطورات في ظل ضغط متزايد تمارسه دوائر أميركية عدة من أجل تقليص النفوذ الصيني في قطاع التكنولوجيا، حيث يُنظر إلى "تيك توك" باعتباره أحد رموز القوة الرقمية الصينية التي يصعب ضبطها ضمن الأطر الأميركية التقليدية للرقابة والتشريع.

في الوقت نفسه، فإن العودة للمفاوضات قد تكون محاولة لاستباق أي تحرك تشريعي داخلي في الكونغرس الأميركي، خصوصاً أن هناك أصواتاً تطالب بحظر التطبيق كلياً في حال لم يتم فصله بالكامل عن الشركة الأم الصينية، ما يجعل التفاوض أقل كلفة من التصعيد.

يُذكر أن تطبيق "تيك توك" قد واجه اتهامات متكررة من واشنطن بأنه يستخدم لجمع بيانات المستخدمين الأميركيين لصالح الحكومة الصينية، وهي اتهامات نفتها الشركة مراراً، مؤكدة أن عملياتها في الولايات المتحدة تُدار بشكل مستقل وتحترم الخصوصية.

لكن هذه التطمينات لم تكن كافية لطمأنة المسؤولين الأميركيين، ما دفع إدارة ترامب في وقت سابق لفرض إجراءات تقيد استخدام التطبيق، ومن ثم المطالبة ببيعه لمستثمرين محليين، في خطوة وُصفت بأنها سابقة في علاقة الدولة الأميركية مع قطاع التطبيقات.

من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من التحركات الدبلوماسية، وقد تعيد هذه الصفقة – إذا تم التوصل إليها – صياغة قواعد الاشتباك بين واشنطن وبكين في المجال الرقمي، وهو ميدان تتقاطع فيه المصالح الاقتصادية مع الأمن القومي بشكل غير مسبوق.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار