بعد أن طوى نادي الهلال صفحة مشاركته التاريخية في بطولة كأس العالم للأندية بنسختها الموسعة، والتي وصل فيها إلى الدور ربع النهائي، تتجه أنظار جماهيره الآن بشغف كبير نحو فترة الانتقالات الصيفية، التي يُنتظر أن تشهد تدعيمات من العيار الثقيل.
لقد دخل الزعيم البطولة العالمية دون صفقات كبرى، مكتفيًا بتعيين المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، وضم المدافع علي لاجامي، مع استعارة قصيرة وخاطفة للمهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، مما يجعل من الميركاتو الحالي ضرورة حتمية لبناء فريق ينافس بقوة.
إقرأ ايضاً:
بلاغ واحد قد يُنقذ قطاعًا صناعيًا كاملًا من الخسائر.. احمِ منتجك الوطني الآناستثمر الآن.. منطقة رابغ تتحول لوجهة استثمارية بعد إعلان 13 مشروعًا جديدًاوفي أولى الخطوات التي تهدف إلى الحفاظ على الركائز الأساسية، توصلت إدارة النادي لاتفاق نهائي مع حارس المرمى المغربي المتألق ياسين بونو، من أجل تمديد عقده الذي كان من المقرر أن ينتهي في الصيف المقبل، لموسمين إضافيين حتى عام 2028.
يأتي هذا القرار تتويجًا للمستويات الاستثنائية التي قدمها بونو في المونديال، حيث لفت أنظار العالم بتصدياته الرائعة، والتي قادت الفريق لانتصار تاريخي على مانشستر سيتي، فضلاً عن تألقه اللافت أمام ريال مدريد وفلومينينسي، ليثبت أنه صمام أمان لا يمكن التفريط فيه.
وعلى صعيد تدعيم الخطوط الخلفية، بدأت الأنظار تتجه نحو خيارات محلية مميزة، حيث أكدت تقارير صحفية أن نادي الهلال يقترب من الحصول على خدمات عبد الله مادو، مدافع نادي الاتفاق الحالي والنصر سابقًا، وذلك بناءً على طلب مباشر من المدرب إنزاجي.
هذا الاهتمام أثار نقاشًا في الأوساط الإعلامية، حيث علق الإعلامي عبد العزيز المريسل بأن مادو يعد من أفضل ثلاثة قلوب دفاع في الدوري السعودي، وأن انضمامه لأي فريق يمثل مكسبًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن هذا التوجه قد يعني أن صفقة علي لاجامي لم تكن مقنعة كفاية.
وبعيدًا عن الخيارات المحلية، تواصل الإدارة الهلالية عملها على ملف الصفقات العالمية الكبرى، والتي من شأنها أن تحدث ضجة واسعة، حيث بات الإعلان عن صفقة الظهير الأيسر الفرنسي ونجم ميلان، ثيو هيرنانديز، وشيكًا وقريبًا للغاية.
كما لم تغلق الإدارة ملف المهاجم النيجيري الفذ فيكتور أوسيمين، نجم نادي نابولي، ورغم أن المفاوضات لا تزال دائرة، إلا أنها تصطدم برغبة اللاعب المعلنة في البقاء ضمن الدوريات الأوروبية الكبرى، مما يجعلها مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة.
إن هذه التحركات المكثفة على كافة الأصعدة، سواء بتمديد عقود النجوم الحاليين أو استقطاب لاعبين محليين وأجانب من الطراز الرفيع، تعكس إدراك الإدارة لحجم التحديات التي تنتظر الفريق في الموسم الرياضي الجديد "2025-2026".
فالفريق مقبل على المشاركة في أربع بطولات كبرى، تتطلب وجود قائمة طويلة من اللاعبين الجاهزين والقادرين على المنافسة بنفس القوة، حيث سيستهل موسمه بمواجهة القادسية في نصف نهائي كأس السوبر السعودي في العشرين من أغسطس المقبل.
وبالإضافة إلى كأس السوبر، سيخوض الزعيم غمار المنافسة الشرسة في دوري روشن للمحترفين، وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، والنسخة الجديدة والمستحدثة من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، والتي تتطلب نفسًا طويلاً وجودة استثنائية.
إن رؤية المدرب سيموني إنزاجي بدأت تتضح ملامحها، فهو يسعى لبناء فريق متوازن يجمع بين الخبرة الدولية والمحلية، مع التركيز على تدعيم المراكز التي تحتاج إلى عمق أكبر، خاصة في خط الدفاع وقلب الهجوم، استعدادًا لموسم طويل وشاق.
لقد كانت مشاركة الهلال في المونديال بمثابة فرصة لتقييم الفريق عن قرب تحت قيادة المدرب الجديد، وقد كشفت عن الحاجة الماسة لتدعيمات نوعية قادرة على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة، وهو ما تعمل عليه الإدارة حاليًا على قدم وساق.
وفي نهاية المطاف، تعيش جماهير الهلال حالة من الترقب، آملة في أن تسفر الأسابيع القليلة المقبلة عن إعلانات رسمية لصفقات تليق باسم النادي وتاريخه، وتمنح الفريق القوة اللازمة للعودة إلى منصات التتويج في كافة المحافل.