نادي الهلال السعودي

 بعد الخروج من المونديال.. الدويش: لم يذهب وحيداً سوى "المنتخب".. أما الهلال فالدعم كان بلا حدود

كتب بواسطة: رانية كريم |

خرج الهلال السعودي من بطولة كأس العالم للأندية 2025 في مشهد صادم لجماهيره التي كانت تأمل في عبور الدور ربع النهائي، حيث توقفت مسيرة الفريق بعد خسارة غير متوقعة بنتيجة هدفين مقابل هدف، وهو ما أثار موجة من التفاعل الغاضب والمستغرب بين جمهور النادي والمتابعين في الوسط الرياضي السعودي.

الهلال دخل البطولة بترقب كبير بعد استعدادات وصفت بالفريدة من نوعها، إذ تعاقد مع أسماء بارزة على مستوى اللاعبين والمدربين، وتم منحه صلاحيات واسعة في التعاقدات الخارجية بما يتجاوز ما حصلت عليه أندية أخرى مشاركة في البطولة، الأمر الذي جعل التوقعات مرتفعة جدًا بشأن أدائه في المونديال.

إقرأ ايضاً:

"بـ 380 مليون ريال".. أمير الرياض بالنيابة يدشن 6 مشاريع طرق حيوية بالمنطقةللباحثين عن "استثمار حلال".. "الإنماء" تطرح منتج "مرابحة" بعائد مستقر.. وهذه تفاصيله

الإعلامي السعودي محمد الدويش دخل على خط الانتقادات الحادة التي طالت إدارة الهلال بعد الخروج المبكر، حيث نشر عبر حسابه الرسمي على منصة إكس تغريدة لاقت تفاعلًا واسعًا، أبدى فيها استياءه من المحاولات المستمرة لتبرير الفشل رغم الإمكانيات الضخمة التي أتيحت للنادي.

واعتبر الدويش أن الهلال لم يُترك وحيدًا في البطولة كما يروج البعض، بل سُخرت له كل الإمكانيات ليظهر بصورة مشرفة تمثل الكرة السعودية، مؤكدًا أن حجم الدعم غير المسبوق الذي ناله النادي لا ينسجم مع المردود الذي ظهر به داخل أرض الملعب، ما يجعله في مرمى النقد دون مبررات.

واستشهد الدويش بمجموعة من الخطوات التي تمت خصيصًا لأجل الزعيم، مثل تقديم فترة التسجيل ومحاولات استقطاب نجوم من أندية أخرى للمشاركة معه، إلى جانب التعاقد مع مدرب من أغلى الأسماء العالمية، في محاولة لبناء منظومة تنافس على اللقب العالمي وليس مجرد الحضور.

وختم حديثه بنبرة حادة داعيًا إلى احترام عقول المتابعين وعدم تقديم الأعذار المتكررة، في إشارة إلى أن الواقع الفني لم يكن على قدر التطلعات رغم الصفقات والتسهيلات التي أحاطت بالفريق، ما يضع الإدارة تحت ضغوط كبيرة لإعادة النظر في قراراتها.

وتأتي خسارة الهلال لتعيد التساؤلات بشأن مدى نجاعة استراتيجية الدعم التي تتبعها الأندية السعودية الكبرى، خاصة حين لا تنعكس هذه التسهيلات على أرض الواقع بنتائج إيجابية تسعد الجماهير وتبرر حجم الإنفاق الكبير.

يُذكر أن الهلال سبق وأن خاض تجارب مونديالية متعددة خلال السنوات الأخيرة، وكان دائمًا ما يصل إلى أدوار متقدمة، إلا أن هذه النسخة حملت نتائج غير معتادة جعلته يغادر مبكرًا، ما أثار الإحباط وسط أنصاره الذين رأوا الفريق الأقوى محليًا في السنوات الأخيرة.

ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي جاءت حادة هذه المرة، إذ اعتبر البعض أن الفريق لم يكن جاهزًا فنيًا بالشكل المطلوب رغم الأسماء اللامعة، فيما حمّل آخرون المدرب مسؤولية القرارات التكتيكية التي أفضت إلى فقدان السيطرة في اللقاء المصيري.

أما جمهور الهلال، فقد بدا منقسمًا بين من يلقي باللوم على الجهاز الفني ومن يرى أن التعاقدات لم تكن بالمستوى الحقيقي الذي يحتاجه الفريق للمنافسة على بطولة عالمية، مما يعكس أزمة ثقة في اختيارات الإدارة رغم إنفاقها السخي.

الصحافة الرياضية المحلية لم تكن أقل حدة، حيث أبدى كثير من المحللين دهشتهم من الطريقة التي لعب بها الفريق في ربع النهائي، مشيرين إلى غياب الانسجام في الخطوط الثلاثة وسوء الانتشار رغم المعسكرات المكثفة والإعداد المبكر.

ويرى مراقبون أن هذا الإقصاء قد يكون نقطة تحول في مسار المشروع الهلالي، فإما أن يؤدي إلى مراجعة شاملة تصحح المسار، أو إلى مزيد من الضغط الجماهيري الذي قد يهدم ما بُني في السنوات الأخيرة إذا استمرت النتائج السلبية في البطولات الكبرى.

ورغم الألم الكبير الذي تسببت به هذه الخسارة، يرى البعض أن الهلال لا يزال يمتلك كل الأدوات للعودة سريعًا، بشرط أن يتم تجاوز الصدمة وتحليل ما جرى بهدوء دون انفعالات، لإعادة ترتيب الصفوف استعدادًا للموسم المحلي والبطولات القارية القادمة.

حتى الآن، لم تصدر إدارة النادي بيانًا رسميًا يوضح خطتها للمرحلة المقبلة، فيما يُنتظر أن يعقد اجتماع عاجل لبحث تداعيات الخروج وتقييم مبررات الأداء الضعيف، وسط ضغوط كبيرة من الجماهير تطالب بالشفافية والمحاسبة بعد هذه النتيجة المحبطة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار