أعلنت كلية المسجد النبوي عن بدء استقبال طلبات التسجيل للفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 1447هـ، في خطوة ينتظرها الآلاف من الراغبين في الالتحاق بهذه المؤسسة التعليمية العريقة، والتي تُعد من أبرز منارات العلم الشرعي في العالم الإسلامي، وتحظى بمكانة خاصة لدى طلاب العلوم الدينية من داخل المملكة وخارجها.
وحددت الكلية الأقسام المتاحة للالتحاق هذا العام، وتشمل قسم القرآن وعلومه، وقسم السنة وعلومها، وقسم الشريعة، وقسم العقيدة، وقسم اللغة العربية، مع الإشارة إلى أن بعض هذه الأقسام متاح فقط للطلاب، في حين يتيح قسم الشريعة القبول للطلاب والطالبات على حد سواء، مما يعكس تنوع التخصصات وتوسّع دائرة الفرص التعليمية المتاحة.
إقرأ ايضاً:
"ضربة مزدوجة" في الميركاتو.. النصر يخطط لخطف "ثنائي" من قلب "الغريم التقليدي" الهلالتوقعات بانخفاض عالمي في أسعار النفط واوبك بلس وايران السببواشترطت الكلية أن يكون المتقدم حاصلًا على شهادة الثانوية العامة بنسبة لا تقل عن 85٪، وهو ما يعكس حرصها على استقطاب الطلاب المتميزين أكاديميًا، كما أوجبت إتقان اللغة العربية قراءةً وكتابةً، وهو شرط أساسي نظرًا لطبيعة المناهج العلمية المقدمة التي تعتمد على اللغة العربية كلغة تعليم أساسية.
ومن بين الشروط الأخرى التي وضعتها الكلية، ضرورة اجتياز اختبار القبول والمقابلة الشخصية الحضورية، مما يؤكد التزام الكلية بمعايير تقييم شاملة تركز على الجوانب العلمية والشخصية للمتقدمين، إضافة إلى شرط ألا يكون المتقدم قد سبق له أن طُوي قيده من الكلية نفسها أو من أي جامعة أخرى، لضمان الجدية والاستقرار الأكاديمي لدى الطلبة الجدد.
كما شددت الكلية على ضرورة تطابق البيانات الإلكترونية المقدّمة مع الوثائق الرسمية، واستكمال جميع المستندات المطلوبة، في إجراء تنظيمي يهدف إلى ضمان الشفافية والمصداقية في عملية القبول، ويمنع أي تجاوزات أو أخطاء في الإجراءات.
ووفقًا للإعلان الرسمي، تبدأ فترة التقديم اعتبارًا من يوم الأحد الموافق 11 محرم 1447هـ، وتستمر حتى يوم الخميس الموافق 29 من الشهر ذاته، ما يمنح المتقدمين قرابة ثلاثة أسابيع لإتمام إجراءاتهم وتقديم طلباتهم وفق الشروط المحددة، وهو وقت كافٍ يتيح الفرصة أمام جميع الراغبين في التقديم.
أما اختبار القبول فسيُعقد إلكترونيًا عن بُعد يوم الأحد الموافق 16 صفر 1447هـ، مما يسهم في تسهيل إجراءات التقييم، خاصة للراغبين من خارج منطقة المدينة المنورة أو من خارج المملكة، ويعكس التوجّه الرقمي الحديث الذي تتبناه الكلية في خدماتها.
وتُعد كلية المسجد النبوي إحدى أبرز المؤسسات التعليمية التابعة للرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، وقد أُنشئت بهدف تأهيل طلاب العلم الشرعي تأهيلاً علميًا رصينًا، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويخدم رسالة المسجد النبوي العلمية والدعوية في العالم الإسلامي.
ويتميز التعليم في الكلية بتركيزه على علوم الكتاب والسنة، إضافة إلى الشريعة والعقيدة واللغة العربية، مما يتيح للطالب تكوين قاعدة معرفية متكاملة، تؤهله للعمل في مجالات التدريس، والبحث العلمي، والدعوة، وغيرها من المجالات الشرعية التي يحتاجها المجتمع المسلم في كل مكان.
كما تحرص الكلية على توفير بيئة تعليمية محفزة من خلال نخبة من الأكاديميين المختصين، ومناهج علمية معتمدة، ومرافق تعليمية مهيأة بالكامل، إلى جانب تقديم خدمات للطلاب مثل السكن الجامعي، والمكافآت، والدعم الأكاديمي المستمر.
ومن المتوقع أن يشهد التقديم إقبالًا كبيرًا، خاصة في ظل السمعة العلمية التي تحظى بها الكلية، وموقعها الجغرافي داخل أقدس بقاع الأرض في المدينة المنورة، مما يمنح الطالب فرصة الجمع بين العلم الشرعي وفضل المجاورة للمسجد النبوي الشريف.
ويُنظر إلى الدراسة في كلية المسجد النبوي باعتبارها فرصة فريدة للطلاب الجادين في طلب العلم، لما تتضمنه من عمق معرفي وتكوين شرعي متميز، إلى جانب ما توفره من مناخ روحاني وتعليمي قلّ نظيره، خاصة في ظل الدعم المستمر الذي تحظى به من القيادة الرشيدة.
وفي ظل تسارع وتيرة التعليم الإلكتروني والتحول الرقمي، تواصل الكلية تحديث آليات التقديم والتقييم بما يواكب التطورات التقنية، ويسهل على الطلاب إجراءات القبول، ويعكس التزامها بالتطوير المؤسسي الذي يخدم العملية التعليمية بشكل شامل.
ويُمثل افتتاح باب القبول للفصل الدراسي الأول من العام 1447هـ خطوة جديدة نحو استقطاب الكفاءات الشابة في العالم الإسلامي، وإعداد جيل من العلماء والدعاة والمعلمين، يسهم في ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال، ويخدم قضايا الأمة من منطلق علمي شرعي.
كما تؤكد الكلية من خلال إعلانها الأخير على استمرار رسالتها التعليمية والتربوية، ومضيّها قدمًا في توفير فرص تعليم نوعية مبنية على أسس علمية متينة، وإعداد طلاب قادرين على مواصلة مسيرة التعلم والبحث والتأثير في مجتمعاتهم.