أثار غياب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن جنازة مواطنه وزميله في المنتخب ديوغو جوتا، الذي وافته المنية مؤخرًا، جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والجماهيرية داخل البرتغال وخارجها.
ورغم مكانة رونالدو بوصفه قائدًا لمنتخب بلاده وأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في الكرة البرتغالية، فإن غيابه عن هذا الحدث الإنساني المؤثر أثار موجة من الانتقادات والتساؤلات حول دوافعه الحقيقية.
إقرأ ايضاً:
"زلزال في الهلال".. ثلاثة نجوم يطلبون الرحيل رسميًا بعد صدمة المونديالفي شهر واحد فقط.. "الجوازات السعودية" تصدر أكثر من 8000 قرار إداري.. فمن هم المستهدفون؟صحيفة "دايلي ميل" البريطانية كشفت أن رونالدو كان يقضي إجازته الصيفية في مدينة مايوركا الإسبانية خلال الفترة التي أُقيمت فيها جنازة جوتا، ما فسّره البعض على أنه تجاهل متعمد لحدث إنساني كان من المفترض أن يكون في صدارته، نظرًا للعلاقة التي تربط اللاعبين بحكم تواجدهما معًا في صفوف المنتخب البرتغالي لسنوات، فضلاً عن كونهما يمثلان جيلًا واحدًا من النجوم الذين صنعوا أمجادًا للكرة البرتغالية.
اللافت في الأمر أن كريستيانو رونالدو لم يصدر أي توضيح أو بيان رسمي حتى الآن يفسر فيه أسباب تغيبه عن الجنازة، وهو ما زاد من حدة الانتقادات التي طالته، خصوصًا من الإعلام البرتغالي الذي لم يتردد في إبداء استغرابه من صمت اللاعب في مثل هذه الظروف.
وذهب البعض إلى القول إن رونالدو بتصرفه هذا فقد جزءًا من رصيده الإنساني لدى محبيه، لا سيما في بلاده التي لطالما تغنت بمواقفه الداعمة لزملائه داخل وخارج المستطيل الأخضر.
وفي مشهد يُظهر مدى التأثر والحزن على فراق جوتا، شهدت الجنازة حضور عدد كبير من نجوم نادي ليفربول الحاليين والسابقين، إلى جانب بعض لاعبي المنتخب البرتغالي، وكان من بين الحاضرين روبن نيفيز وجواو كانسيلو، اللذان تواجدا رغم عودتهما لتوّهما من مباراة قوية خاضها فريق الهلال في ربع نهائي كأس العالم للأندية.
وقد بدا واضحًا من خلال حضور هؤلاء اللاعبين مدى التقدير الذي كان يحظى به جوتا في محيطه الكروي، سواء في ناديه الإنجليزي أو مع منتخب بلاده، غضب الشارع الرياضي البرتغالي لم يأتِ من فراغ، بل ارتكز على مكانة رونالدو الرمزية كقائد ومثل أعلى، وكان من المتوقع منه أن يكون أول الحاضرين لتقديم الدعم لأسرة الراحل في هذا الظرف العصيب.
فالجماهير لم تكن تنتظر من نجمها سوى موقف إنساني يتماشى مع قيم التضامن والمواساة، خاصة وأن العلاقة بين اللاعبين كانت دومًا محل إشادة من قبل الإعلام والجماهير.
وفي ظل استمرار صمت كريستيانو، تتعالى الأصوات المطالبة بأن يخرج لتوضيح موقفه، ليس فقط احترمًا لزميله الراحل، بل حفاظًا على صورته أمام محبيه في البرتغال والعالم، وقد يكون هذا الموقف محطة جديدة في مسيرة رونالدو، حيث يتعين عليه موازنة صورته الرياضية بوجهه الإنساني، الذي لا يقل أهمية في عالم باتت فيه المواقف تتحدث أكثر من الإنجازات.
من غير المعروف ما إذا كان رونالدو سيكسر صمته قريبًا، لكن الأكيد أن غيابه عن جنازة ديوغو جوتا ستظل علامة استفهام كبيرة في سيرته، ما لم يُقدّم تفسيرًا مقنعًا يُنهي الجدل الذي لا يزال يتصاعد حتى اللحظة.