أوضح الخبير والمتابع للحالات الجوية، وليد سليمان الحقيل، أن نماذج الطقس العالمية ترصد مؤشرات قوية على نشاط ملحوظ للرياح الشمالية التي ستؤثر على أجزاء واسعة من المملكة العربية السعودية، وذلك على مدار يومي الأحد والاثنين المقبلين.
وفقًا لتحليلات الحقيل، فإن هذه الكتلة الهوائية من المتوقع أن تبدأ تأثيرها الفعلي اعتبارًا من يوم الأحد، الموافق للحادي عشر من شهر محرم، ليستمر زخمها حتى يوم الاثنين الذي يليه، مما يستدعي الانتباه وأخذ الحيطة والحذر في المناطق المشمولة بالتأثير.
إقرأ ايضاً:
الأرصاد تحذّر من رياح مغبرة وسحب ممطرة بعدة مناطق اليومرغم العواصف .. فهد بن نافل يقرر البقاء ويقود الهلال لفترة جديدة!وتمتد رقعة تأثير هذه الرياح لتشمل قطاعًا جغرافيًا واسعًا، حيث تبدأ من المناطق الشمالية للمملكة، وتواصل امتدادها نحو العمق لتصل إلى أجزاء من المنطقة الوسطى، محدثة تقلبات جوية واضحة خلال فترة تأثيرها التي قد تتجاوز الثماني والأربعين ساعة.
ولن يقتصر التأثير على المناطق الداخلية فقط، بل من المرجح أن تطال هذه الرياح النشطة طريق الساحل الغربي، وتحديدًا المسار الحيوي الرابط بين مدينتي جدة وجازان، خاصة خلال ساعات النهار، مما قد يؤثر على حركة السير ويتطلب قيادة حذرة.
وتشير البيانات المستقاة من المراصد والنماذج المناخية العالمية إلى أن سرعة الرياح ستكون ملحوظة، وهو ما قد يؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار في المناطق المفتوحة والصحراوية، وبالتالي احتمالية تدني مدى الرؤية الأفقية بشكل متفاوت بين منطقة وأخرى.
إن نشاط الرياح الشمالية في هذا الوقت من العام يعد سمة مناخية معتادة على أجواء شبه الجزيرة العربية، وغالبًا ما يطلق عليها محليًا رياح "البوارح"، والتي تشتهر بقدرتها على حمل الغبار لمسافات طويلة، مما يغير من صفاء الأجواء بشكل مؤقت.
ويؤكد خبراء الطقس على ضرورة متابعة التحديثات المستمرة، حيث إن حركة الرياح وسرعتها قد تتغير بناءً على التغيرات في قيم الضغط الجوي، إلا أن المؤشرات الحالية تبدو ثابتة في توقعاتها بشأن هذا النشاط الريحي الملحوظ خلال اليومين القادمين.
ومن المتوقع أن يشعر سكان المناطق الشمالية والوسطى بالتأثير بشكل أكبر، خاصة فيما يتعلق بزيادة تركيز العوالق الترابية في الهواء، مما قد يشكل مصدر إزعاج لمرضى الجهاز التنفسي والربو، والذين ينصحون باتخاذ الاحتياطات اللازمة.
أما بالنسبة للمسافرين على الطرق البرية، وخصوصًا طريق الساحل بين جدة وجازان، فإن اليقظة ستكون مطلوبة لمواجهة أي تدنٍ محتمل في الرؤية أو أي تأثير للرياح الجانبية على المركبات، خاصة خلال فترة الظهيرة التي تشهد ذروة النشاط.
ويعتمد المهتمون بمتابعة الطقس مثل الحقيل على مجموعة معقدة من البيانات الرقمية والنماذج الحاسوبية المتقدمة، والتي توفر تصورًا دقيقًا لحركة الكتل الهوائية وتأثيراتها المحتملة، مما يساعد في إصدار التنبيهات الاستباقية لرفع مستوى الوعي المجتمعي.
إن هذه المعلومات الأولية تضع الجميع في حالة من التأهب، وتساعد الجهات المعنية على الاستعداد للتعامل مع أي طارئ قد ينجم عن هذه الظروف الجوية، كما تمنح الأفراد فرصة لتخطيط أنشطتهم الخارجية بما يتناسب مع حالة الطقس المتوقعة.
وتأتي هذه التوقعات لتؤكد على أهمية متابعة المصادر الموثوقة في أخبار الطقس، والابتعاد عن الشائعات، حيث إن المعلومة الدقيقة في وقتها المناسب يمكن أن تسهم بفعالية في تعزيز السلامة العامة على الطرقات وفي مختلف مناحي الحياة اليومية.
وينصح دائمًا في مثل هذه الظروف الجوية بتثبيت الأجسام القابلة للتطاير خارج المنازل، وتجنب ارتياد البحر في حال صدور تحذيرات بحرية مصاحبة، بالإضافة إلى التأكد من سلامة الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المباني قدر الإمكان.
في الختام، تبقى هذه الظروف الجوية جزءًا من دورة المناخ الطبيعية، والتعامل معها بوعي ومسؤولية هو السبيل الأمثل لتجاوز تأثيراتها بأمان، مع ضرورة البقاء على اطلاع دائم بآخر مستجدات الحالة الجوية خلال اليومين المقبلين.