ذكاء اصطناعي

بفضل "GPT-4o" و"Llama".. منصة إماراتية جديدة تحول "المشتريات" إلى عملية ذكية وسريعة

كتب بواسطة: حكيم حميد |

في خطوة تعكس تسارع التحول الرقمي في بيئة الأعمال، أعلنت مجموعة جي 42 الإماراتية عن إطلاق منصة جديدة متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تحمل اسم In Business Procurement، وتهدف المنصة إلى إعادة تشكيل قطاع المشتريات من خلال تقليص الزمن اللازم لدورات التوريد وإبرام العقود بنسبة تصل إلى 40%.

تم تطوير المنصة من قبل شركة إنسبشن التابعة للمجموعة، وتُعد أول مبادرة من نوعها في أبوظبي توظف الذكاء الاصطناعي في مجال المشتريات المؤسسية، مما يمنح المجموعة ريادة واضحة في هذا المجال ويكرس مكانتها كمصدر رئيسي للابتكار التقني في المنطقة.

إقرأ ايضاً:

ابتكار سعودي مذهل ... RPM تطرح أول سيارة طبية فائقة السرعة!الذهب ينخفض في السعودية فهل تحين فرصة الشراء ؟

المنصة الجديدة تعمل كمركز ذكي مستقل قابل للتكامل مع أنظمة الشركات القائمة، وتتميز بقدرات تحليلية متقدمة، تشمل البحث عن موردين جدد والتوريد الذاتي وتحليل العقود ورصد الإنفاق، وهو ما يجعل من المشتريات وظيفة مرنة وسريعة الاستجابة تعتمد على البيانات في اتخاذ قراراتها.

اعتماد الذكاء الاصطناعي في هذه المنصة لا يقتصر على دعم العمليات فقط، بل يهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز الشفافية، حيث يتم توظيف وحدات تحليل متقدمة لتقليل الهدر في الوقت والتكلفة، وتحقيق أعلى درجات الامتثال في دورة الشراء من بدايتها حتى نهايتها.

أوضح الدكتور آصف أشرف، نائب الرئيس التنفيذي لسلاسل الإمداد في مجموعة جي 42، أن المنصة الجديدة نجحت بالفعل في خفض دورة المشتريات من ثلاثة أشهر إلى عشرة أيام فقط، مشيرًا إلى أن الأثر يتعدى السرعة ليشمل تحسين إدارة المخاطر وزيادة التزام الموردين وتعزيز الشفافية.

وأضاف أن هذه القفزة النوعية تعبّر عن التزام المجموعة برؤية دولة الإمارات التي تسعى إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في صميم العمليات المؤسسية، وجعل الإمارات نموذجًا عالميًا في التحول الرقمي وتبني التقنيات الحديثة بشكل مسؤول ومستدام.

تعتمد المنصة على نماذج لغوية متقدمة من بينها GPT-4o وLlama، وتستفيد من قدراتها اللغوية والتحليلية لتقديم توصيات دقيقة، حيث تشير التوقعات إلى إمكانية تحقيق وفورات تصل إلى 10% عبر التوريد الذكي وخفض التكاليف الناتجة عن العمليات التقليدية.

كما تتيح المنصة قدرة أكبر على اكتشاف الموردين الجدد بسرعة تعادل ثلاثة أضعاف ما كانت عليه سابقًا، وتوفر أدوات تحقق من التزام العقود بنسبة تزيد عن 90%، ما يعزز من موثوقية الشراكات التجارية ويقلل من المخاطر القانونية المرتبطة بالمشتريات.

وتسهم المنصة أيضًا في تقديم رؤية تحليلية شاملة لصنّاع القرار في قطاع المشتريات، من خلال لوحات تحكم ديناميكية وتقارير فورية، مما يمنح المسؤولين القدرة على اتخاذ قرارات استباقية مبنية على بيانات دقيقة ومعالجة فورية للمخاطر المحتملة.

يُضاف إلى ذلك أن المنصة تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي الحواري، وتحلل بيانات الموردين، وتدعم اللغات المتعددة، ما يجعلها مناسبة للتعامل مع بيئات الأعمال العالمية التي تتطلب مرونة لغوية وثقافية عالية.

أكدت ماريا سانشيز، نائبة الرئيس الأولى لمتابعة الخدمات في إنسبشن، أن المنصة الجديدة تمثل فقط بداية لباقة متكاملة من حلول الذكاء الاصطناعي التي تعمل الشركة على تطويرها، بهدف تمكين الإدارات المختلفة من تحقيق أعلى كفاءة ممكنة في بيئات تشغيل آمنة.

وأوضحت أن هذه المبادرات تصب في إطار الرؤية الأوسع لكل من جي 42 وإنسبشن، والتي تسعى إلى تحويل الذكاء الاصطناعي من مفهوم نظري إلى أدوات مؤسسية فاعلة تُمكّن الشركات من بناء مستقبل أكثر ذكاء واستدامة وتحقيق أقصى استفادة من التحول الرقمي.

البيئة السحابية السيادية التي تستند إليها المنصة توفر أعلى مستويات الأمان، وتضمن الخصوصية والامتثال في كل خطوة، ما يجعلها خيارًا مناسبًا ليس فقط للقطاع الخاص بل أيضًا للمؤسسات الحكومية والهيئات الكبرى التي تحتاج إلى حلول موثوقة.

ويمثل هذا المشروع خطوة ملموسة نحو تحقيق رؤية شبكة الذكاء التي تسعى مجموعة جي 42 إلى بنائها، وهي شبكة تستهدف إعادة تعريف مستقبل العمل من خلال بنية تحتية ذكية تدعم الاقتصاد الرقمي وتعزز كفاءة المؤسسات في مختلف القطاعات.