الصحي السعودي

المجلس الصحي السعودي يُحذّر: التسمير قد يُفجّر مضاعفات قاتلة لدى الحوامل ومرضى الجلد

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

في تنويه طبي عاجل، أصدر المجلس الصحي السعودي تحذيرًا رسميًا يسلط الضوء على المخاطر الصحية الجسيمة التي قد تنجم عن ممارسة التسمير، سواء بالتعرض المباشر لأشعة الشمس أو باستخدام أسِرّة التسمير الصناعية.

وأوضح المجلس أن هناك فئات معينة من المجتمع قد تكون أكثر عرضة لتداعيات صحية خطيرة جراء هذه الممارسة، ما يستدعي قدرًا عاليًا من الحذر والوعي، خاصة في ظل شيوع ثقافة التجميل المرتبطة باكتساب لون بشرة داكن عبر التسمير.

إقرأ ايضاً:

وداعاً للبقالات قرار جديد في السعودية سيغير طريقة محلات التموينات بالمملكةالسعودية تمنح المخالفين فرصة للتصحيح بدون غرامات والمهلة تنتهي قريباً

المجلس أكد أن ممارسة التسمير ليست مناسبة للجميع، بل قد تشكل تهديدًا حقيقيًا على صحة بعض الأفراد، خصوصًا المصابين بحساسية الجلد تجاه أشعة الشمس، هؤلاء الأشخاص قد يعانون من ردود فعل جلدية شديدة، تصل في بعض الحالات إلى التهابات حادة أو حروق جلدية يصعب علاجها بسهولة.

لذا، شدد المجلس على ضرورة الامتناع الكامل عن التسمير سواء بشكل طبيعي أو صناعي من قبل من يعانون من هذه النوعية من الأمراض الجلدية المزمنة أو الحساسية الضوئية.

ولم يقتصر التحذير على أصحاب الحساسية فقط، بل شمل أيضًا المصابين بسرطان الجلد، حيث أوضح المجلس أن تعريض الجلد المصاب أو الذي سبق علاجه من الأورام الجلدية لموجات الأشعة فوق البنفسجية، سواء من الشمس أو من أجهزة التسمير، قد يؤدي إلى عودة الخلايا السرطانية أو تفاقم الحالة المرضية بشكل يصعب تداركه.

ولفت المجلس إلى أن استخدام أسِرّة التسمير الصناعية يُعد من المحفزات المعروفة لسرطان الجلد، ما يجعلها خيارًا غير آمن إطلاقًا لمرضى هذا النوع من السرطان.

وفي سياق متصل، أشار المجلس الصحي إلى أن النساء الحوامل يُعدن أيضًا من الفئات التي يجب أن تُمارس أقصى درجات الحذر فيما يتعلق بعملية التسمير.

فعلى الرغم من الرغبة المتزايدة بين بعض النساء في الحفاظ على المظهر الجمالي خلال الحمل، إلا أن التغيرات الفسيولوجية التي يشهدها جسم المرأة في هذه الفترة، لا سيما على مستوى الجلد، تجعل بشرتها أكثر حساسية وأقل قدرة على تحمل الأشعة الضارة أو حرارة أجهزة التسمير.

وذكر المجلس أن التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل تؤدي غالبًا إلى زيادة التصبغات الجلدية، ما يعني أن أي تعرض إضافي للأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يُفاقم هذه التصبغات أو يسبب بقعًا يصعب علاجها لاحقًا.

وبالتالي، فإن أي محاولة للتسمير خلال هذه الفترة قد تؤدي إلى أضرار دائمة في مظهر الجلد، وهو ما لا يمكن تداركه بسهولة بعد الولادة.

وتضمن التنويه الطبي توصية مباشرة إلى الحوامل بتجنب استخدام الأسِرّة المخصصة للتسمير، نظرًا لما قد تحمله من مخاطر غير متوقعة، لا تتعلق فقط بصحة الجلد، بل قد تشمل أيضًا آثارًا حرارية على الجسم قد تُؤثر على صحة الجنين واستقراره داخل الرحم.

وشدد المجلس على أن التسمير الصناعي قد لا يكون آمنًا في بيئات مغلقة ترتفع فيها درجات الحرارة إلى مستويات تؤثر على الدورة الدموية للأم والجنين معًا.

المجلس الصحي السعودي دعا في نهاية تنويهه جميع المواطنين والمقيمين إلى التوعية المجتمعية حول مخاطر التسمير، وخاصة للفئات الأكثر ضعفًا.

وأكد على أهمية الرجوع إلى الأطباء المختصين قبل اتخاذ أي قرار يخص تعديل مظهر الجلد بوسائل قد تبدو جمالية من الخارج، لكنها تحمل آثارًا صحية جسيمة عند استخدامها من دون دراية طبية كافية.

الرسالة التي وجهها المجلس تعكس حرص المؤسسات الصحية في المملكة على تبني نهج وقائي واضح، يُعنى بالوقاية أكثر من العلاج، ويُسلّط الضوء على أهمية الوعي الصحي في مجالات التجميل والممارسات المرتبطة به، والتي قد تتحول من مساعٍ شكلية إلى مشكلات صحية معقدة إذا ما أُسيء استخدامها أو أُهملت تحذيرات الطب المختص.