في سيناريو لم يكن في الحسبان، أسدل الستار على مشاركة المهاجم المغربي عبد الرزاق حمدالله مع نادي الهلال السعودي في بطولة كأس العالم للأندية بعد فترة قصيرة لم تتجاوز خمس عشرة دقيقة فقط، ليغادر اللاعب البطولة بصمت مثير للتساؤلات، دون أن يترك أثرًا كبيرًا داخل المستطيل الأخضر.
وقد دخل حمدالله قائمة الهلال بشكل مفاجئ بعدما تم الاستعانة به كبديل طارئ للمهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، الذي تعرض لإصابة حرمته من المشاركة في البطولة، ورغم التوقعات العالية والدعم الجماهيري، جاءت مشاركة حمدالله محدودة للغاية، حيث ظهر لدقائق معدودة فقط في المواجهة التي جمعت الهلال بمانشستر سيتي الإنجليزي.
إقرأ ايضاً:
الصحة..مراكز علاج الإدمان تفتح أبوابها مجانًا كيف أصبحت العُلا نموذجًا عالميًا لحفظ التراث؟وخاض اللاعب المغربي آخر لحظاته بقميص الهلال خلال تلك الدقائق القليلة في الشوط الثاني، حيث دفع به المدرب إنزاجي على أمل تغيير مجريات اللقاء، لكن الوقت لم يكن كافيًا لحمدالله ليضع بصمته المعهودة، واكتفى ببضع لمسات لم تغير من واقع المباراة التي انتهت بخروج الهلال من الدور ثمن النهائي.
وجاء قرار فسخ التعاقد المؤقت مع حمدالله ليؤكد انتهاء رحلته القصيرة مع الفريق الأزرق، حيث سيعود إلى نادي الشباب الذي يمتلك عقده الأصلي، بعد انتهاء مهمته المؤقتة التي لم تحقق الهدف المرجو منها، رغم الأجواء الإيجابية التي رافقت انضمامه المؤقت.
ورغم خيبة الأمل في مشاركته المحدودة، إلا أن الجهاز الفني للهلال بقيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي فضل التحدث بإيجابية عن أداء الفريق في البطولة، مشيرًا إلى أن الفريق قدم مستوى مشرفًا وحقق نتائج أفضل من المتوقع، ونجح في تمثيل الكرة السعودية بشكل مشرّف أمام كبار أوروبا.
واعتبر إنزاجي أن مواجهة مانشستر سيتي في هذه المرحلة من البطولة بمثابة تحدٍ صعب، وأن اللاعبين قدموا كل ما لديهم أمام بطل إنجلترا وأوروبا، كما أشاد بالروح القتالية والعطاء الذي أظهره الفريق طوال اللقاء، مؤكدًا أن النتيجة لا تقلل من الجهد الكبير الذي بُذل داخل الملعب.
ورغم الخروج المبكر، إلا أن جماهير الهلال أبدت فخرها بأداء فريقها، خاصة أن المباراة ضد أحد أقوى الفرق العالمية، وشهدت فترات متقاربة في المستوى، مما يعكس حجم التطور الذي وصلت إليه الأندية السعودية في المنافسات الدولية الكبرى.
وتحولت مشاركة حمدالله إلى حديث الوسط الرياضي بعد المباراة، حيث انقسمت الآراء بين من اعتبر أن ظروف المباراة لم تمنحه الفرصة لإظهار إمكانياته، وبين من رأى أن التعاقد المؤقت معه لم يكن موفقًا من الأساس، وأن الفريق كان بحاجة إلى حلول هجومية أكثر جاهزية وانسجامًا.
وكان حمدالله قد انضم إلى الهلال في صفقة إعارة قصيرة الأمد تمت بسرعة قبل انطلاق البطولة، نظرًا لضرورة تعويض غياب ميتروفيتش، وجاءت هذه الخطوة كجزء من سعي إدارة النادي لتوفير بدائل قوية في خط الهجوم، لكن إصابة اللاعب المستدعى سابقًا، وقرار الاعتماد على حمدالله، لم يُكتب له النجاح الكامل.
ويُعرف حمدالله بكونه واحدًا من أبرز الهدافين في الدوري السعودي خلال السنوات الماضية، حيث سبق له أن تألق مع النصر ثم انتقل إلى الاتحاد، قبل أن ينضم إلى الشباب في انتقال أثار الكثير من الجدل، مما جعل التعاقد معه من قبل الهلال محط أنظار الشارع الرياضي.
ومع انتهاء مغامرته المؤقتة، سيعود اللاعب إلى الشباب لاستكمال موسمه مع الفريق، حيث من المنتظر أن يعمل على استعادة لياقته الكاملة ورفع مستواه، خاصة في ظل المنافسة القوية في الخطوط الأمامية للدوري السعودي هذا الموسم.
وفي المقابل، يستعد الهلال للعودة إلى استحقاقاته المحلية بعد نهاية مشاركته العالمية، وسيركز على المنافسات المحلية والآسيوية في ظل طموحاته المتواصلة لحصد الألقاب، خاصة مع امتلاكه مجموعة من النجوم القادرين على صنع الفارق.
ويبقى السؤال الذي يتردد في الأوساط الرياضية ما إذا كانت تجربة التعاقدات المؤقتة لمثل هذه البطولات ناجحة بالفعل، أم أنها مجرد مجازفات قصيرة الأمد قد لا تؤتي ثمارها دائمًا، وهو ما ظهر في تجربة حمدالله الأخيرة مع الهلال.
وفي ظل طموح الأندية السعودية بالمنافسة على أعلى المستويات، يبدو أن القرارات الفنية والصفقات المؤقتة ستخضع لمزيد من التقييم خلال المرحلة المقبلة، حيث تسعى الفرق لتطوير استراتيجياتها بما يواكب سقف الطموحات المتزايد محليًا وقاريًا.
ولم تصدر إدارة الهلال حتى الآن بيانًا رسميًا يوضح كواليس وتفاصيل نهاية إعارة حمدالله، وسط توقعات بأن يتم التركيز على مستقبل الفريق وتجهيزاته للمراحل المقبلة، في وقت يستمر الجدل حول أداء المهاجم المغربي ومدة مشاركته القصيرة جدًا.
وتبقى مشاركة حمدالله الخاطفة واحدة من أسرع التجارب الفردية في بطولات الأندية الدولية، حيث تسجل كإحدى القصص غير المعتادة في سجل المشاركات العالمية للاعبين العرب في البطولات الكبرى، خاصة وأنها اقتصرت على دقائق معدودة دون مساهمات مؤثرة.