شهدت الأيام الماضية كواليس مثيرة داخل أروقة نادي الاتحاد، بعد أن كان قريبًا من إبرام صفقة كبرى تُعد الأبرز في سوق الانتقالات الصيفية الحالي، إلا أن التدخل المفاجئ من المدافع الإسباني بلانيس ساهم بشكل غير مباشر في إفساد الصفقة المنتظرة.
الاتحاد، الساعي لتجديد دماء الفريق وعودة الهيبة بعد موسم مخيّب، كان قد وضع النجم العالمي المعروف بلقب "الساحر" على رأس أولوياته، ودخل في مفاوضات متقدمة معه، وسط تأكيدات بأن الصفقة أوشكت على الحسم الرسمي.
إقرأ ايضاً:
اللاعب "حسم قراره".. "أوسيمين" يبلغ نابولي بوجهته القادمة ويضغط لإتمام الصفقة"وجبة فطور يومية وصحية" لكل طالب.. "مجلس الشورى السعودي" يطالب "التعليم" بتطبيق هذا القرار الهاماللاعب، الذي يحظى بمتابعة من كبار الأندية الأوروبية، كان متحمسًا لفكرة الانتقال إلى الدوري السعودي وخوض تجربة جديدة، خصوصًا بعد أن تلقى عرضًا مغريًا من العميد، شمل مزايا مالية ضخمة ومشروعا رياضيًا جذابًا.
لكن الأمور بدأت تأخذ مسارًا معقدًا عندما نقل وكيل اللاعب مخاوفه بشأن استقرار غرفة الملابس وتوازن الفريق الدفاعي، وهي النقطة التي برز فيها اسم بلانيس، الذي تسبب بقلق داخلي غير معلن بعد تقييم أدائه الموسم الماضي.
تقارير مقربة من المفاوضات أكدت أن "الساحر" لم يكن مرتاحًا لفكرة اللعب خلف خط دفاع يعاني من التذبذب، لا سيما بعد اطلاعه على إحصاءات الفريق في الموسم الماضي، والتي أظهرت مشكلات واضحة في المنظومة الدفاعية.
اللاعب كان قد طلب من وكيله تقييم الوضع الفني في النادي، ووفقًا للمصادر، فإن الرأي الفني الذي وصل إليه أشار إلى أن وجود بلانيس ضمن التشكيلة الأساسية قد لا يوفّر له الحماية الكافية التي يحتاجها لصناعة الفارق في الثلث الهجومي.
وعلى الرغم من محاولات الإدارة الاتحادية تقديم تطمينات بشأن تعزيز الدفاع وتغيير بعض الأسماء، إلا أن تلك الوعود لم تكن كافية لإقناع اللاعب، خصوصًا بعد أن جاءه عرض رسمي آخر من نادٍ إنجليزي كبير ينافس في البريميرليغ.
وبالفعل، فضّل اللاعب الانتقال إلى إنجلترا في صفقة وُصفت بأنها ضربة موجعة لطموحات الاتحاد، حيث وقع لنادٍ صاحب تاريخ كبير وجماهيرية واسعة، مؤكدًا في تصريحات مقتضبة أنه فضّل "التحدي الأصعب والأكثر تنافسًا".
الصفقة المهدورة أثارت حالة من الحزن داخل البيت الاتحادي، خاصة وأن التفاوض استغرق أسابيع طويلة وشهد تقديم كل ما يمكن ماديًا ومعنويًا لجذب اللاعب، لكن بعض التفاصيل الفنية كانت كفيلة بتغيير مسار الأمور في اللحظة الأخيرة.
ورغم تحفظ الإدارة على كشف تفاصيل الفشل، إلا أن كثيرين داخل النادي يحمّلون بلانيس مسؤولية غير مباشرة عن تراجع الصفقة، بعد أن فشل في إثبات قدرته كصمام أمان خلال الموسم، وأظهر قصورًا حادًا في المباريات الحاسمة.
ويبدو أن مستقبل بلانيس مع الفريق أصبح على المحك، لا سيما في ظل ازدياد الأصوات التي تطالب بتغييرات شاملة على مستوى الخط الخلفي، لضمان استقطاب لاعبين كبار دون أن تعيقها شكوك دفاعية تؤثر على قرارهم.
الجماهير الاتحادية، التي كانت تترقب الإعلان الرسمي عن الصفقة، عبّرت عن استيائها من فقدان هذا الاسم الكبير، معتبرة أن النادي بحاجة إلى مشروع رياضي أكثر تماسكًا وشخصيات قادرة على بث الثقة في كل خطوط الفريق.
ويُنتظر أن تتحرك إدارة الاتحاد سريعًا لتعويض الصفقة الضائعة، من خلال فتح باب التفاوض مع أسماء أخرى، مع مراجعة شاملة للوضع الفني، خاصة أن فترة الإعداد للموسم الجديد على الأبواب ولا تحتمل المزيد من التردد أو الإحباط.