طالب أهالي قرى الجوة الواقعة جنوب غرب محافظة العارضة بمنطقة جازان الجهات الصحية المختصة بسرعة التدخل وتوفير طبيبة نساء في المركز الصحي التابع للمنطقة، وذلك بعد مرور أكثر من ستة أشهر على مغادرة الطبيبة الوحيدة التي كانت تعمل بالمرفق، دون أن يتم تعيين بديلة لها حتى الآن.
هذا الغياب الطويل انعكس بشكل مباشر على توقف خدمات عيادة النساء، التي تُعد من أكثر الخدمات الطبية أهمية، خصوصًا للنساء الحوامل اللاتي يحتجن إلى متابعة مستمرة طوال فترة الحمل.
إقرأ ايضاً:
17 قرارًا جديد من مجلس الوزراء بالمملكة .... نظام تملك غير السعوديين يُقر رسميًا!دعم زراعة البن في عسير ... ورشة عمل بـ 9 جهات لتعزيز زراعة البن بتوجيه نائب الأمير!وأوضح الأهالي في حديثهم أن المركز الصحي يخدم أكثر من ستة آلاف نسمة يتوزعون على نحو خمس وعشرين قرية، ويُعد هو المرفق الصحي الوحيد المتاح لهم في نطاقهم الجغرافي.
وأكدوا أن غياب طبيبة النساء تسبب في أعباء مضاعفة على الأسر، واضطرت العديد من النساء إلى مراجعة مستشفيات ومراكز صحية خاصة تقع في نطاقات أبعد، ما حمّل الأسر تكاليف مالية إضافية تفوق طاقتها، إلى جانب مشقة التنقل والمسافات الطويلة، التي تُشكّل تحديًا إضافيًا خاصةً في حالات الحمل أو الظروف الصحية الطارئة.
وأشار الأهالي إلى أن معاناتهم تفاقمت بعد قرار ضم سكان قرى “أبو العشرة” إلى خدمات مركز الجوة، عقب إغلاق مركزهم الصحي، وهو ما زاد من الضغط على المركز الحالي وأصبح من الضروري تزويده بكوادر طبية إضافية لمواكبة الزيادة في عدد السكان المستفيدين من خدماته.
وشددوا على أن توفير طبيبة نساء في المركز لم يعد مطلبًا فقط بل ضرورة صحية ملحة يجب التعجيل في معالجتها دون تأخير.
إلى جانب ذلك، جدد الأهالي مطالبهم المستمرة بضرورة افتتاح عيادة أسنان بالمركز، مشيرين إلى أن جميع المراكز الصحية الأخرى التابعة لمحافظة العارضة تتوفر فيها هذه الخدمة باستثناء مركز الجوة، رغم أن هناك غرفة مخصصة لعيادة الأسنان موجودة وجاهزة من حيث البنية التحتية، ولا ينقصها سوى توفير الأجهزة الطبية والطواقم المتخصصة لتبدأ العمل بشكل رسمي.
جاءت هذه المطالب خلال اجتماع المجلس الاستشاري للمرضى وأسرهم بمركز الجوة الصحي، والذي عُقد هذا الأسبوع بحضور عدد من ممثلي الأهالي، حيث تم طرح جملة من القضايا والملاحظات على أداء المركز، كان أبرزها غياب طبيبة النساء.
تأخر افتتاح عيادة الأسنان، ضيق مواقف السيارات، ونقص بعض التخصصات الطبية، إلى جانب التأكيد على أهمية تفعيل نظام حجز المواعيد عن طريق قنوات وزارة الصحة الرسمية لتسهيل إجراءات المراجعين وتخفيف الزحام.
وفي ختام الاجتماع، عبّر مدير المركز الصحي الأستاذ جبران حيدر خبراني عن تقديره لمشاركة الأهالي وحرصهم على تحسين جودة الخدمات الصحية، مؤكدًا أهمية مثل هذه اللقاءات الدورية التي تساهم في نقل صوت المجتمع الصحي، وتساعد على متابعة الاحتياجات ووضعها ضمن أولويات التطوير بالتنسيق مع الجهات الصحية المعنية.
ويُذكر أن المجلس الاستشاري للمرضى وأسرهم كان يُعرف سابقًا بلجنة حقوق وعلاج المرضى، ويضم في عضويته ممثلين عن المركز الصحي وممثلين عن سكان القرى، ويهدف إلى تعزيز جودة الرعاية الصحية وتحسين تجربة المريض بما يتماشى مع توجهات وزارة الصحة نحو الشفافية والمشاركة المجتمعية في تطوير الخدمات.