أسعار الذهب

انخفاض مفاجئ وكبير في الذهب ... خسائر تتجاوز 1%!

كتب بواسطة: محمد وزان |

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات أمس الثلاثاء، لتفقد أكثر من 1% من قيمتها، في ظل موجة من التفاؤل سادت الأسواق بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين.

هذا التطور ساهم في تقليص الطلب على الذهب كملاذ آمن، بالتزامن مع ارتفاع ملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي وزيادة عوائد سندات الخزانة، ما عزز من الضغوط السلبية على المعدن الأصفر.

إقرأ ايضاً:

مواطن "يساعد" 6 متسللين.. "المجاهدون" يطيحون به في جازان.. والعقوبات قاسيةحرس الحدود يعلن ضبط صيد غير قانوني في القنفذة وتطبيق الإجراءات النظامية

وتراجع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% ليصل إلى 3307.16 دولارات للأوقية، وذلك بعد أن سجل أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع خلال الجلسة السابقة، وفي ذات السياق، انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنفس النسبة تقريبًا.

ليستقر سعرها عند 3316.90 دولارًا عند التسوية، ما يعكس استمرار الاتجاه الهبوطي للمعدن مع ميل المستثمرين إلى تقليص مراكزهم في الذهب لصالح أدوات مالية أخرى أكثر ارتباطًا بالعائد.

في المقابل، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوى لها في أسبوعين، ما يُعد عاملاً حاسمًا في التأثير على تحركات الذهب، إذ أن ارتفاع العوائد يقلل من جاذبية المعدن الذي لا يدر أي عوائد ثابتة.

كما ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، وهو ما أدى إلى جعل الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، وبالتالي أسهم في خفض الطلب العالمي عليه، وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، فقد واصلت أسعار الفضة تراجعها حيث هبطت بنسبة 0.3% لتسجل 36.64 دولارًا للأوقية في المعاملات الفورية، متأثرة أيضًا بتحسن شهية المخاطرة في الأسواق المالية.

أما البلاتين، فقد شهد انخفاضًا بنسبة 0.8% ليصل إلى 1359.90 دولارًا للأوقية، في حين حافظ البلاديوم على استقراره عند مستوى 1111.36 دولارًا للأوقية، وسط تحركات محدودة في ظل غياب محفزات قوية.

وتعكس هذه التحركات مجتمعة تغيرًا في المزاج العام للمستثمرين، الذين بدأوا بإعادة تقييم استراتيجياتهم في ظل مؤشرات على تحسن العلاقات التجارية الدولية، ما قد يقلص احتمالات اللجوء إلى الذهب كأداة تحوّط ضد المخاطر الجيوسياسية أو الاقتصادية.

كما أن التحركات في سوق السندات الأمريكية تواصل لعب دور رئيسي في تحديد اتجاه أسعار الذهب، في ظل الترقب المستمر لتوجهات السياسة النقدية الأمريكية، خصوصًا بعد التصريحات الأخيرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي والتي أشارت إلى استمرار التشديد النقدي في حال بقاء معدلات التضخم مرتفعة.

ويتوقع مراقبون أن تبقى أسعار الذهب تحت الضغط في المدى القريب ما لم تظهر تطورات جديدة على الساحة السياسية أو الاقتصادية العالمية تعيد تفعيل دور الذهب كملاذ آمن.

كما أن استقرار الأسواق المالية وتحسن الثقة التجارية بين القوى الكبرى سيبقى عاملاً ضاغطًا على أداء المعدن الأصفر خلال الأسابيع المقبلة، ما لم تطرأ أحداث غير متوقعة قد تعيد خلط الأوراق من جديد في سوق المعادن النفيسة.