الخطوط الجوية السعودية.

ابتداءً من هذا الموعد .. إطلاق رحلات مباشرة بين الدمام ولندن عبر الخطوط السعودية

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

في خطوة استراتيجية تعكس تنامي الاهتمام الدولي بالمملكة العربية السعودية كمحطة رئيسية على خارطة السياحة العالمية، أعلن برنامج الربط الجوي، بالتعاون مع الهيئة السعودية للسياحة، ومطارات الدمام، وهيئة تطوير المنطقة الشرقية، عن تدشين مسار جوي مباشر يربط بين مطار الملك فهد الدولي في الدمام، ومطار هيثرو في العاصمة البريطانية لندن، ابتداءً من نوفمبر المقبل، وذلك عبر الخطوط الجوية السعودية بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيًا في كل اتجاه.

ويُعد هذا المسار إضافة نوعية إلى شبكة الخطوط الجوية السعودية، ويأتي كجزء من جهود متكاملة لتعزيز الربط الجوي بين المملكة والأسواق الأوروبية، ما يعكس حرص الجهات المعنية على دعم قطاع السياحة وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث يُتوقع أن تسهم هذه الخطوة في استقطاب شريحة جديدة من السياح والمستثمرين من القارة الأوروبية.

إقرأ ايضاً:

بالشراكة مع وزارة السياحة.. جامعة جدة تطلق دبلوم السفر والسياحة "بعد إعلان النتائج الأولية".. شرط جديد ومفاجئ في قبول الكليات العسكرية

ويتماشى هذا الإعلان مع التوجه الوطني نحو فتح آفاق جديدة للسفر والسياحة، خاصة في ظل الحملات التسويقية المتصاعدة التي تقودها الهيئة السعودية للسياحة للترويج للوجهات السعودية عالميًا، حيث يُبرز المسار الجديد الوجه السياحي لمدينة الدمام كمركز حيوي يجمع بين الأنشطة الترفيهية والثقافية والاقتصادية، ما يعزز من جاذبيتها كوجهة واعدة.

ويُعد الربط المباشر بين الدمام ولندن فرصة ثمينة لزيادة الحركة الجوية بين المنطقتين، إذ يشكل مطار هيثرو نقطة التقاء هامة للمسافرين من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يعزز من قابلية الدمام لأن تكون نقطة انطلاق مفضلة إلى المملكة للزوار الأوروبيين، ويرسّخ مكانتها كمركز اقتصادي وسياحي مزدهر.

وتعمل الخطوط الجوية السعودية بالتعاون مع الهيئة السعودية للسياحة على تطوير حملات ترويجية نوعية تستهدف الأسواق الأوروبية، وخاصة السوق البريطاني، بما في ذلك تسليط الضوء على التجارب السياحية المتنوعة التي تقدمها المنطقة الشرقية، وهو ما يعزز من فرص التوسع في استقطاب الزوار وزيادة الإشغال الفندقي.

ويُشكل هذا الربط أيضًا قيمة مضافة لمطار الملك فهد الدولي، الذي يشهد توسعًا مستمرًا في شبكة رحلاته الدولية، حيث تسعى مطارات الدمام إلى تعزيز دور المطار كبوابة عالمية متقدمة قادرة على استيعاب الزيادة المتوقعة في حركة المسافرين والبضائع، في ظل تحسن البنية التحتية والخدمات اللوجستية.

وفي السياق ذاته، تواصل هيئة تطوير المنطقة الشرقية تنفيذ خطط طموحة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والسياحية، من خلال دعم المشاريع النوعية وتحفيز الاستثمار في قطاعات الضيافة والترفيه والثقافة، مستفيدة من الزخم الذي تخلقه مثل هذه المبادرات في استقطاب رؤوس الأموال والسياح على حد سواء.

ويرى مراقبون أن هذا المسار الجديد قد يكون مقدمة لمسارات إضافية مستقبلًا، تربط المنطقة الشرقية بعدد من العواصم الأوروبية، لا سيما مع تزايد الطلب على الوجهات الجديدة في المملكة، إذ تُظهر الدراسات السوقية اهتمامًا متناميًا من قبل السياح الأوروبيين بزيارة السعودية والتعرف على إرثها الثقافي وتنوعها البيئي.

وتتمثل أهمية المسار الجديد أيضًا في دوره المتوقع في تعزيز قطاع المؤتمرات والأعمال، حيث تُعد لندن مركزًا عالميًا للمال والأعمال، ويُتوقع أن يسهم الربط المباشر في تسهيل حضور الوفود والفعاليات بين المدينتين، مما يدعم النمو في قطاع السياحة التجارية والمؤسسية.

كما تسهم هذه الخطوة في تقديم خيارات أوسع للمسافرين السعوديين الراغبين في زيارة المملكة المتحدة، سواء لغرض السياحة أو الدراسة أو الأعمال، وهو ما يعزز من تنافسية مطار الدمام كمركز انطلاق مريح وفعّال مقارنةً بالمطارات الأخرى.

وفيما تعمل الجهات المختصة على رفع مستوى الجاهزية التشغيلية لمسار الدمام – لندن، يجري التركيز على تطوير الخدمات المصاحبة للمسافرين من خلال تحسين تجربة السفر، ورفع جودة الخدمات المقدمة، مما ينعكس إيجابًا على رضا العملاء وولائهم للناقل الوطني.

وتشير البيانات إلى أن برنامج الربط الجوي يمضي قدمًا في تطوير شراكات استراتيجية تسهم في فتح المزيد من الوجهات، إذ يشكّل البرنامج أحد الركائز الأساسية في تمكين الاستراتيجية الوطنية للسياحة، من خلال ربط المملكة بأسواق رئيسية في أوروبا وآسيا وأفريقيا.

ويُنظر إلى مطار الملك فهد الدولي على أنه من المطارات التي تمتلك إمكانيات هائلة للتوسع، إذ يتمتع بموقع استراتيجي على الخليج العربي، ويُعد نقطة عبور مهمة لحركة الشحن الجوي أيضًا، مما يفتح الباب أمام تطوير خدمات لوجستية متقدمة تخدم السوق الإقليمي والدولي.

وتدرك هيئة تطوير المنطقة الشرقية أهمية تكامل الجهود بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق النمو المستدام، وتسعى إلى ترجمة مشاريع الربط الجوي إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، من خلال خلق بيئة جاذبة للمستثمرين والسياح على حد سواء.

ويرى متابعون أن تعزيز الربط الجوي من الدمام لا يخدم فقط أهداف السياحة، بل يتجاوزها ليشمل تحفيز النمو الاقتصادي الشامل، وخلق فرص عمل جديدة، وتحسين جودة الحياة للسكان، بما يتماشى مع الأهداف التنموية لرؤية المملكة الطموحة.

وفي ظل هذا التوسع، تتواصل الجهود لتوسيع شبكة الربط بين مختلف مدن المملكة والعواصم العالمية، بما يعكس الديناميكية التي يشهدها قطاع النقل الجوي في المملكة، والذي بات يشكّل ركيزة من ركائز الاقتصاد الوطني الجديد.

ويُتوقع أن يفتح هذا المسار فرصًا واسعة أمام شركات الضيافة والخدمات السياحية والفندقية في الدمام والمدن المجاورة، حيث تتهيأ هذه القطاعات لاستقبال تدفقات سياحية نوعية من الأسواق الأوروبية، مدعومة بخطط تطوير شاملة وتجارب سياحية متكاملة.

وتُعد هذه المبادرة نموذجًا حيًا على نجاح التنسيق المشترك بين مختلف الجهات الفاعلة، حيث تشكل وحدة الأهداف والرؤى بين السياحة والطيران نقطة قوة تدفع نحو تحقيق التحول المستهدف في القطاع السياحي، وترسّخ مكانة المملكة كمركز إقليمي بارز في مجال الربط الجوي.