مؤشرات سوق الأسهم السعودية

أسهم "مسار" و"هرفي" تتحدى موجة الهبوط وتحقق ارتفاعات قوية!

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

شهدت سوق الأسهم السعودية اليوم تراجعًا ملحوظًا في مؤشرها الرئيس، في حركة تعكس حالة التذبذب التي تمر بها الأسواق المالية في المنطقة، فقد أغلق المؤشر الرئيسي منخفضًا بمقدار 132.17 نقطة، ليستقر عند مستوى 11,411.50 نقطة، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 3.5 مليار ريال، في مؤشر على توجّه المستثمرين نحو الحذر والحيطة.

ورغم التراجع العام، إلا أن السوق شهدت تداولات نشطة على صعيد الكمية، إذ تم تبادل نحو 190 مليون سهم خلال الجلسة، وبالنظر إلى تحركات الشركات، فقد سجّلت أسهم 41 شركة ارتفاعًا في قيمتها السوقية، في مقابل تراجع أسهم 198 شركة، وهو ما يوضح ميلًا واضحًا نحو البيع في الجلسة.

ومن بين الشركات التي نجحت في تحقيق مكاسب اليوم، برزت شركات "مسار"، و"التصنيع"، و"العربية"، و"الصناعات الكهربائية"، و"هرفي للأغذية"، حيث جاءت هذه الشركات ضمن قائمة الأكثر ارتفاعًا، بمعدلات تراوحت بين 2.77% و7.05%. وتُظهر هذه القفزات تفاوت أداء القطاعات داخل السوق، مما يعكس استراتيجيات مختلفة تتبعها الشركات والمستثمرون في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

وعلى الطرف الآخر، تكبدت بعض الشركات خسائر واضحة، حيث تصدّرت "الواحة"، و"ساسكو"، و"إعمار"، و"أسمنت الجوف"، و"معادن" قائمة الأكثر انخفاضًا، وسط تراجع ثقة المستثمرين في أدائها على المدى القصير، هذا التراجع جاء في سياق توقعات متباينة للنتائج المالية الربعية، بالإضافة إلى تأثيرات محتملة من الأسواق العالمية.

وفيما يتعلق بالشركات الأكثر نشاطًا من حيث الكمية، فقد جاءت شركات "الباحة"، و"أمريكانا"، و"مجموعة فتيحي"، و"أرامكو السعودية"، و"شمس" في مقدمة التداولات، ما يعكس اهتمامًا واضحًا من قبل المتداولين بهذه الشركات سواءً بغرض المضاربة السريعة أو الشراء الاستراتيجي.

أما من حيث قيمة التداولات، فقد تسيّدت "أرامكو السعودية" المشهد إلى جانب شركات "مسار"، و"معادن"، و"إس تي سي"، و"الأهلي"، مما يدل على استقطاب هذه الشركات لسيولة عالية، غالبًا نتيجة الأخبار المرتبطة بها أو التوقعات المتفائلة بشأن أدائها المستقبلي.

وعلى صعيد السوق الموازية "نمو"، سجل المؤشر انخفاضًا هو الآخر، حيث تراجع بمقدار 116.45 نقطة ليقفل عند مستوى 25,013.32 نقطة، مع تداولات بلغت قيمتها حوالي 25 مليون ريال، وقد تجاوزت كمية الأسهم المتداولة في هذه السوق حاجز المليوني سهم، ما يعكس حراكًا لافتًا في هذا السوق الذي بات يجذب شرائح جديدة من المستثمرين الباحثين عن فرص النمو.

هذا الأداء المتراجع في السوقين الرئيس والموازي يأتي في ظل استمرار الضبابية التي تخيّم على الاقتصاد العالمي، وخاصة فيما يتعلق بأسعار النفط، والسياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، والتوترات الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على ثقة المستثمرين.

ويُنظر إلى هذا التراجع، رغم حدّته، كجزء طبيعي من دورة السوق، خاصةً بعد مكاسب ملحوظة في فترات سابقة، وهو ما يدفع بعض المحللين إلى ترجيح أن يكون ما حدث اليوم بمثابة "تصحيح صحي" للأسعار، يفتح المجال أمام المستثمرين لبناء مراكز جديدة عند مستويات سعرية أكثر جاذبية.

ويشيرون الخبراء إلى ضرورة التريث وعدم الانجراف وراء التراجعات اليومية، مؤكدين أن السوق السعودية تظل واحدة من أكثر الأسواق الواعدة في المنطقة، مدعومةً بإصلاحات اقتصادية مستمرة، وبرامج تنموية ضخمة ضمن رؤية المملكة 2030، مما يجعلها بيئة خصبة للفرص الاستثمارية طويلة الأجل.

وفي الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون نتائج الشركات للربع الأول من العام الجاري، تبقى أعينهم أيضًا على تحركات أسعار النفط، ومخرجات الاجتماعات الاقتصادية العالمية، لما لها من تأثير مباشر على الحالة النفسية العامة في الأسواق.

ومع إغلاق جلسة اليوم، تتجه الأنظار إلى جلسة الغد، وسط تساؤلات حول قدرة السوق على امتصاص الضغوط الحالية، وهل سيكون هناك ارتداد فني قريب، أم أن موجة التراجع ستستمر لفترة أطول قبل العودة إلى المسار الصاعد.