الأهلي يفاجئ يايسله بقرار يُعيد رسم مستقبل

مكافأة استثنائية بعد المجد الآسيوي: الأهلي يفاجئ يايسله بقرار يُعيد رسم مستقبل "الراقي"

كتب بواسطة: محمد اسعد |

في خطوة مفاجئة تعكس حجم الثقة والتقدير، تستعد إدارة النادي الأهلي السعودي لتقديم عرض جديد للمدير الفني الألماني ماتياس يايسله، يتضمن تمديد عقده لموسم إضافي وتعديلًا جوهريًا في بنوده المالية، وذلك بعد الإنجاز التاريخي الذي قاد فيه الفريق الأول لكرة القدم للتتويج ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة 2025، للمرة الأولى في تاريخ النادي.

ووفقًا لما نقلته مصادر خاصة لوكالة "إرم نيوز"، فإن إدارة "الراقي" تعمل حاليًا على تحضير عرض رسمي يتناسب مع القيمة الفنية والنتائج المميزة التي حققها يايسله منذ توليه المسؤولية، وخاصة بعد قيادة الفريق للفوز في المباراة النهائية أمام كاواساكي فرونتال الياباني بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء شهد تألقًا جماعيًا أكد تطور شخصية الفريق على المستوى القاري.

ولم يكن تتويج الأهلي بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة مجرد انتصار عابر في سجل النادي، بل مثّل لحظة تحول استراتيجية أعادت رسم ملامح الطموح الإداري والفني، وعلى الرغم من أن عقد يايسله يمتد حتى نهاية موسم 2025–2026، إلا أن الإدارة، بحسب المصادر، ترغب في تأمين استمراره لفترة أطول، بهدف الحفاظ على الاستقرار الفني والبناء على القاعدة التي تم تأسيسها خلال الفترة الماضية.

وأشارت المصادر إلى أن يايسله أبدى بالفعل رغبة واضحة في الاستمرار مع الفريق، لكنه وضع عدة مطالب فنية لضمان تطور المشروع، أهمها تدعيم الفريق بعدد من الصفقات النوعية في مراكز محددة يرى أنها ضرورية للمنافسة على كافة البطولات في الموسم المقبل، محليًا وقاريًا.

اللافت في قصة يايسله مع الأهلي أنه لم يكن بعيدًا عن شبح الإقالة في وقت سابق من الموسم، في ظل نتائج متذبذبة أثارت التساؤلات حول قدرته على قيادة الفريق لتحقيق تطلعات جماهيره، وراجت خلال تلك الفترة تكهنات واسعة بشأن إمكانية فسخ التعاقد معه بنهاية الموسم، إلا أن الأمور سرعان ما تغيرت بفضل تدخل جماهير النادي وبعض القيادات المؤثرة داخل غرفة الملابس، حيث لعب اللاعبون دورًا كبيرًا في التمسك بالمدرب، مؤكدين ثقتهم في مشروعه التدريبي.

وتحولت تلك الثقة إلى إنجاز ملموس حين قاد يايسله "الراقي" إلى منصة التتويج الآسيوية، واضعًا حدًا لسنوات من الغياب عن البطولات القارية، ومثبتًا قدرته على صناعة فريق يتمتع بالهوية والانضباط التكتيكي.

وانضم ماتياس يايسله إلى الأهلي في يوليو 2023 قادمًا من فريق ريد بول سالزبورج النمساوي، الذي شهد معه واحدة من أنجح التجارب التدريبية في مسيرته، حيث عُرف بأسلوبه الهجومي المنظم واعتماده على الضغط العالي وتطوير اللاعبين الشباب، وتم التعاقد معه حينها بعقد يمتد لثلاثة مواسم، في إطار مشروع تطويري أرادت الإدارة من خلاله استنساخ تجربة سالزبورج الناجحة.

ومنذ قدومه، واجه المدرب الألماني تحديات كبيرة في التأقلم مع طبيعة المنافسة في الدوري السعودي، لا سيما مع تصاعد حدة المنافسة بعد انضمام عدد من النجوم العالميين إلى الفرق الكبرى، ورغم ذلك، استطاع فرض أسلوبه تدريجيًا، حتى بات الفريق تحت قيادته يتمتع بتوازن تكتيكي واضح ومرونة في التشكيل والخطط، مما جعله أحد أبرز الأسماء التدريبية في المنطقة.

وبحسب المعلومات الأولية، يتضمن العرض الجديد من إدارة الأهلي تمديدًا لمدة موسم إضافي على الأقل، مع رفع قيمة الراتب السنوي للمدرب، ليعكس النجاحات التي تحققت، مع إضافة حوافز إضافية مرتبطة بنتائج الفريق في البطولات المحلية والقارية خلال الموسم المقبل.

كما يجري حاليًا مناقشة قائمة احتياجات المدرب من حيث الصفقات الجديدة، حيث يركز يايسله على دعم خط الدفاع ومحور الوسط، بالإضافة إلى مهاجم صريح ذي مواصفات فنية خاصة، بحسب ما كشفت عنه مصادر قريبة من الجهاز الفني.

وفي المقابل، تدرك الإدارة أن التحديات المقبلة ستكون أكثر صعوبة، لا سيما في ظل ارتفاع سقف التوقعات بعد التتويج القاري، وحاجة الفريق للمنافسة على الدوري السعودي وكأس الملك، فضلًا عن الاستعداد المبكر للموسم الآسيوي الجديد.

وجماهير الأهلي بدورها لم تخفِ ارتياحها وسعادتها بالأنباء المتعلقة بتجديد عقد المدرب، معتبرة أن يايسله هو "مهندس المجد" الذي أعاد للفريق بريقه، ونجح في إعادة صياغة هوية النادي على الصعيدين المحلي والدولي، وتداولت جماهير الأهلي على منصات التواصل الاجتماعي عبارات التأييد، مطالبة الإدارة بالإسراع في حسم ملف التمديد، وتوفير الأدوات التي يطلبها الجهاز الفني لتحقيق المزيد من البطولات.

وقرار الأهلي بتجديد الثقة في يايسله لا يعكس فقط حجم التقدير لإنجازه الآسيوي، بل يأتي كرسالة واضحة بأن الإدارة تعي أهمية الاستقرار الفني، وترى في هذا المدرب الألماني قائدًا قادرًا على حمل راية "الراقي" نحو المزيد من الأمجاد، وبينما تتجه الأنظار إلى ما سيحمله الموسم المقبل، فإن ما هو مؤكد أن الأهلي بات يمتلك كل مقومات المنافسة، بقيادة مدرب أثبت أنه أهل للثقة في لحظات الشك، قبل أن يتحول إلى بطل في عيون جماهيره.