أمير الرياض ونائبه يتقدمان المصلين في جامع الإمام تركي بن عبدالله.

وداع مهيب للأميرة جواهر بنت بندر: أمير الرياض ونائبه يتقدمان المصلين في جامع الإمام تركي بن عبدالله

كتب بواسطة: رولا نادر |

شهد جامع الإمام تركي بن عبدالله في العاصمة السعودية الرياض، عصر اليوم، مراسم وداع مهيبة لصاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت بندر بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمها الله-، حيث أدى الصلاة على الفقيدة جمع كبير من أصحاب السمو الملكي الأمراء، وعلى رأسهم أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، في مشهد جسد التلاحم الملكي والمجتمعي في لحظات الوداع الأخيرة.

وتقدم أمير الرياض ونائبه صفوف المصلين عقب صلاة العصر، حيث أمّ الحضور في صلاة الجنازة سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الذي حضر لتأدية واجب الصلاة والدعاء للفقيدة، وسط حضور واسع من الأمراء والمسؤولين وكبار الشخصيات والمواطنين.

وشهدت مراسم الصلاة مشاركة نخبة من أصحاب السمو الملكي والأمراء من مختلف فروع الأسرة المالكة، ما يعكس مكانة الفقيدة الرفيعة في قلوب الأسرة المالكة والمجتمع، وكان من بين الحضور صاحب السمو الأمير سلطان بن سعود بن عبدالله بن سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، وصاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، وصاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، إلى جانب عدد من الأمراء والمسؤولين البارزين.

كما حضر الصلاة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، في حضور لافت يعكس عمق العلاقات داخل الأسرة المالكة، والاحترام الكبير الذي تحظى به الأميرة الراحلة، وعُرفت الأميرة جواهر بنت بندر بسيرتها الطيبة، ومكانتها الاجتماعية الرفيعة، وحرصها الدائم على دعم الأعمال الخيرية والمبادرات الإنسانية، مما جعلها محط محبة وتقدير واسع في الأوساط المجتمعية المختلفة، ولم يقتصر أثرها على محيطها الأسري فقط، بل امتد ليشمل العديد من الأنشطة الخيرية والاجتماعية التي ساهمت من خلالها في خدمة المجتمع وتعزيز قيم التكافل والتراحم.

وقد توافد المئات من المواطنين والمقيمين إلى جامع الإمام تركي بن عبدالله للمشاركة في الصلاة على الفقيدة، في مشهد جسد صورة من صور التلاحم المجتمعي بين القيادة والشعب، حيث امتزجت مشاعر الحزن والدعاء في أرجاء الجامع العريق، ورفعت الأكف متضرعة إلى الله بأن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنها فسيح جناته.

وحرص العديد من المسؤولين وكبار الشخصيات على الحضور والمشاركة في أداء الصلاة، بما يعكس التقدير الذي كانت تحظى به الأميرة الراحلة، والإجلال الذي يكنه المجتمع لكل من ساهم في خدمة البلاد والعباد، وساهم في دعم الاستقرار والنماء في المملكة.

وتنتمي الأميرة جواهر بنت بندر إلى الأسرة المالكة السعودية، وهي حفيدة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من جهة والدها، وتحمل اسمًا مرموقًا في تاريخ الأسرة، وقد نشأت في بيئة تميزت بالقيم الإسلامية الأصيلة والولاء للوطن والقيادة، وارتبط اسمها بعدد من الأعمال الخيرية والمجتمعية، إذ كانت من الداعمات للمبادرات التي تهدف إلى تمكين المرأة، ورعاية الأيتام، ودعم المحتاجين.

وعلى الرغم من عدم بروزها في وسائل الإعلام، إلا أن تأثيرها ظل حاضرًا من خلال دعمها الهادئ والدائم لكثير من الأنشطة ذات الطابع الخيري والإنساني، واختلطت مشاعر الحزن بالدعاء في الجامع، وبدت علامات التأثر جلية على وجوه الحاضرين من أمراء ومواطنين، حيث تم حمل الجثمان عقب الصلاة إلى مثواه الأخير، وسط دعوات الرحمة والمغفرة، ومشاعر العزاء الصادقة من كل من عرفها أو سمع عن سيرتها.

وأكد عدد من الحاضرين في حديثهم عقب الصلاة أن رحيل الأميرة جواهر هو فقد لشخصية نبيلة خدمت دينها ووطنها بصمت وإخلاص، مشيرين إلى أن أثرها سيبقى محفورًا في ذاكرة من استفاد من عطائها أو لمس اهتمامها بشؤون المجتمع، وبرحيل صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت بندر، تودع المملكة واحدة من بناتها البارات، ممن حملن اسم العائلة المالكة بكل جدارة، وكان لهن دورهن في النهوض بالمجتمع وخدمة أبنائه.

ويظل حضور هذا العدد الكبير من أصحاب السمو والمسؤولين والمواطنين دليلاً حيًا على الاحترام والتقدير الذي تحظى به سموها في حياتها وبعد وفاتها، نسأل الله أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، وأن يلهم ذويها ومحبيها الصبر والسلوان.