في واحدة من أكثر التصريحات إثارة للجدل في الوسط الرياضي السعودي خلال الفترة الأخيرة، فجّر المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله، نجم نادي الشباب الحالي، موجةً من التفاعل العنيف بين جماهير ناديي النصر والاتحاد، بعدما أطلق سلسلة من التصريحات النارية، تناول فيها أسباب رحيله عن النصر، ومشاعره تجاه جماهير الفريقين، إلى جانب كشفه بعض الكواليس الخاصة عن علاقته بزميله السابق أندرسون تاليسكا، ورئيس النصر السابق مسلي آل معمر.
وتصريحات حمدالله، التي جاءت عبر برنامج "كورة" على شاشة روتانا خليجية، لم تمر مرور الكرام، بل فجّرت موجة من الردود الإعلامية والجماهيرية، كان أبرزها تعليق الإعلامي الرياضي المعروف عدنان جستنيه، الذي نشر مقطع الفيديو عبر حسابه في منصة "إكس"، مرفقًا إياه بتعليق مقتضب لكنه لافت قال فيه: "الحقيقة تظهر ولو بعد حين".
وخلال المقابلة، لم يتردد حمدالله في توجيه نقد صريح لطريقة التعامل التي حظي بها داخل أسوار نادي النصر قبل انتقاله إلى الاتحاد، معتبرًا أن افتقاده للاحترام كان السبب الرئيسي في قراره بالرحيل، وقال مهاجم الاتحاد السابق: "في النصر، شعرت بعدم الاحترام، هناك تغييرات مستمرة في الجهاز الفني، كل يوم مدرب جديد، وهذا لا يساعد اللاعب على الاستقرار أو تقديم أفضل ما لديه".
وأثارت تصريحاته بشأن جماهير النصر موجة استياء كبيرة بين عشاق "العالمي"، بعدما وصفهم بـ"المزاجيين"، في مقارنة مباشرة مع جماهير الاتحاد الذين وصفهم بـ"الأوفياء"، قائلًا: "جماهير النصر مزاجية، على عكس جماهير الاتحاد التي دائمًا خلف الفريق، في السراء والضراء".
والإعلامي المعروف بانتمائه لنادي الاتحاد، عدنان جستنيه، لم يفوّت الفرصة، وشارك مقطع الفيديو الذي يظهر فيه حمدالله وهو يوضح تفاصيل خلافه مع النصر، وعلّق بتلميح مباشر بقوله: "الحقيقة تظهر ولو بعد حين"، وهو ما اعتبره البعض تأكيدًا على ما ظل يلمّح إليه جستنيه سابقًا حول وجود أزمة خفية بين حمدالله والنصر لم تُكشف كل تفاصيلها بعد.
وتعليق جستنيه فتح بابًا جديدًا للتأويل، حيث تساءل البعض عما إذا كان الإعلامي الاتحادي يمتلك معلومات إضافية، أم أن تصريحه مجرد تأييد لموقف اللاعب المغربي، ولم تتوقف تصريحات حمدالله عند جماهير النصر فقط، بل امتدت لتشمل علاقته بزميله السابق في الفريق، النجم البرازيلي أندرسون تاليسكا. حيث قال عنه: "تاليسكا شوي مهبول (مجنون قليلًا)، أعرف أنه برازيلي والعلاقة بيننا كانت محترمة، لكن أحس أنه زعل لما لعبت ضده".
وأضاف: "تاليسكا كان يريد أن يكون النجم الأول في الفريق، وهذا طبيعي، لكن حصل نوع من الصراع بيننا على هذه المكانة"، وهذه التصريحات أعادت إلى الأذهان الحديث عن التوترات الداخلية في صفوف النصر خلال فترة تواجد النجمين سويًا، والتي كانت موضع جدل في أكثر من مناسبة، رغم محاولات إدارة النادي آنذاك التقليل من تلك الأنباء.
ويرى محللون أن حمدالله، رغم أرقامه المميزة مع النصر، دخل في حالة من التوتر مع إدارة النادي بعد عدة أزمات داخلية، ليُعلن فسخ عقده ويبدأ مسيرة جديدة مع الاتحاد، حيث نجح في كسب حب جماهير "العميد" بفضل أهدافه الحاسمة، وبحسب المراقبين، فإن تصريحات حمدالله الأخيرة تعكس شعورًا بعدم التقدير لا يزال يلازمه منذ خروجه من النصر، وربما يفسّر ذلك طريقته المباشرة والصريحة في الحديث عن تفاصيل لا تُكشف عادةً في الإعلام الرياضي السعودي.
وعقب التصريحات، انقسمت ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، فبينما أيّد البعض حمدالله في تقييمه لتجربته، رآها آخرون محاولة متأخرة لتصفية حسابات شخصية، وكتب أحد مشجعي النصر: "لو كان فعلاً محترفًا، ما كان يتكلم عن نادٍ خدمه وساعده يتألق، حتى لو اختلف مع الإدارة"، بينما دافع آخرون عنه قائلين: "من حق اللاعب يقول رأيه، واللي قاله حصل قدام الجميع، تغييرات المدربين كانت مزعجة للجميع".
وقد تكون تصريحات عبدالرزاق حمدالله حلقة جديدة في سلسلة من السجالات الإعلامية التي تشهدها كرة القدم السعودية، والتي تُظهر مدى التفاعل الجماهيري الواسع مع النجوم المحليين والدوليين على حد سواء، غير أن ما يميّز هذه الحالة تحديدًا هو أن حمدالله لا يزال لاعبًا نشطًا في الدوري، ولا تزال فصول قصته مع النصر والاتحاد -وربما مع أندية أخرى في المستقبل- مرشحة لمزيد من التفاصيل والتصريحات، خاصة إذا واصل أداؤه المميز مع نادي الشباب.