في تطور لافت على الساحة الرياضية السعودية، وجّه صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال، أحد أبرز الشخصيات الداعمة لنادي الهلال عبر تاريخه، طلبًا مباشرًا لرئيس مجلس إدارة النادي، الأستاذ فهد بن نافل، للاستمرار في منصبه لفترة رئاسية جديدة، وذلك في تقدير واضح لما حققه من إنجازات ملموسة خلال فترة رئاسته الحالية.
وجاء هذا النداء، الذي تناقلته مصادر مقربة من النادي، بمثابة رسالة قوية تحمل أكثر من دلالة، سواء على صعيد الدعم المعنوي الذي يحظى به فهد بن نافل من شخصية رفيعة بحجم الأمير الوليد، أو على مستوى الاستقرار الإداري والفني الذي تتطلع إليه الجماهير الهلالية مع قرب انتهاء الفترة الرئاسية الحالية.
إقرأ ايضاً: الشيخي يفجرها.. "شرط وحيد" لمشاركة ثيو هيرنانديز مع الهلال في كأس العالم للأنديةمفاجأة مدوية .. الهلال يحسم صفقة حمدالله رسميًا ويكشف تفاصيل الإعارة المفاجئة
ورغم أن الطلب جاء في صيغة تقدير للجهود، إلا أن المتابعين قرأوا فيه نداءً موجّهًا يحمل في طياته دعوة للاستمرار ومسؤولية لمواصلة المسيرة، خاصة في ظل النجاح الذي حققه نادي الهلال على كافة المستويات المحلية والقارية والدولية خلال السنوات الماضية.
ويُعرف الأمير الوليد بن طلال بكونه من الداعمين الكبار لمسيرة الهلال، ليس فقط على صعيد الدعم المالي، بل أيضًا من خلال حضوره في اللحظات الحاسمة من مسيرة النادي، وتدخله عند مفترقات الطرق التي تحتاج إلى توجيه وإسناد، ومن هنا، فإن توجيهه لطلب الاستمرار لفهد بن نافل قد لا يكون مجرد إشادة، بل قد يُمثّل عنصرًا محوريًا في رسم مستقبل الإدارة الهلالية.
ومنذ توليه رئاسة نادي الهلال في يونيو 2019، تمكن فهد بن نافل من قيادة الفريق لتحقيق عدد من البطولات التاريخية، أبرزها الفوز بدوري أبطال آسيا عامي 2019 و2021، إلى جانب تحقيق الدوري السعودي، وكأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس السوبر السعودي، والمشاركة المشرفة في كأس العالم للأندية.
وقد شهدت فترة إدارته أيضًا نقلة نوعية في البنية التحتية الإدارية والمالية، بالإضافة إلى تعزيز هوية النادي تجاريًا وتسويقيًا، مع توقيع عدد من الرعايات الضخمة، ودخول الهلال إلى مرحلة جديدة من الاحترافية الإدارية، وهذا السجل جعل من بن نافل شخصية تحظى بتقدير واسع داخل البيت الهلالي، بين الجماهير وأعضاء الشرف، وحتى في الأوساط الرياضية عامة، ما يضفي على قرار استمراره من عدمه طابعًا استثنائيًا في تأثيره على مستقبل النادي.
ورغم عدم صدور أي تعليق رسمي من فهد بن نافل حتى لحظة إعداد هذا التقرير، إلا أن الأوساط الرياضية تعج بالتكهنات حول ما إذا كان سيستجيب لهذا النداء ويعلن استمراره لفترة جديدة، أم أن لديه نية للاكتفاء بما قدمه خلال الأربع سنوات الماضية، وتعيش الجماهير الهلالية حالة من الترقب والقلق، خاصة أن هذا القرار سيؤثر بشكل مباشر على مستقبل الفريق فنيًا وإداريًا، وعلى الملفات الساخنة مثل التعاقدات القادمة، والجهاز الفني، والاستعدادات للموسم الجديد.
كما أن توقيت هذا التطور له دلالاته، إذ يأتي قبل أسابيع من موعد الانتخابات الجديدة لرئاسة النادي، ما يضيف بعدًا آخر للحديث حول مستقبل القيادة في الزعيم، خصوصًا في ظل غياب أسماء منافسة بارزة على الساحة حتى الآن، وليست هذه المرة الأولى التي يتدخل فيها الأمير الوليد بن طلال في لحظات حساسة في تاريخ الهلال، فقد اعتاد على أن يكون حاضنًا وداعمًا للنادي في مناسبات عديدة، وقدم دعماً مالياً ومعنوياً للفريق في مواقف كثيرة، مما جعل اسمه يرتبط بعلاقة فريدة مع جماهير الهلال.
ويؤكد متابعون أن تدخل الأمير الوليد في هذا التوقيت بالذات يعكس قلقه على مستقبل الاستقرار الإداري للنادي، ورغبته في ضمان استمرار المسيرة الناجحة التي عاشها الهلال مؤخرًا، لا سيما في ظل الطموحات المتزايدة التي يعلقها أنصار الفريق على المرحلة المقبلة، وفي ضوء هذا النداء، تتجه الأنظار نحو فهد بن نافل، الذي يملك الآن ورقة القرار الحاسمة، والتي ستحدد شكل المرحلة القادمة للهلال، وسط مؤشرات تؤكد أن استمراره سيحظى بترحيب واسع من مختلف مكونات النادي، على مستوى الجماهير والإدارة والداعمين.
وفي حال قرر فهد بن نافل الاستمرار، فإن ذلك سيمنح الهلال جرعة ثقة واستقرار مهمة، تتيح له التخطيط طويل المدى والمنافسة على كافة الأصعدة، بينما قد يفتح الاعتذار عن الترشح الباب أمام مرحلة جديدة، قد تكون مليئة بالتحديات المجهولة، ويبقى قرار فهد بن نافل المنتظر محوريًا في تحديد مستقبل نادي الهلال، ومع نداء الأمير الوليد بن طلال، تزداد الضغوط والمسؤولية، ومع اقتراب الاستحقاقات المقبلة، فإن جماهير الزعيم لا تملك إلا الانتظار، على أمل أن يتواصل الاستقرار الإداري في ناديها، وأن تبقى راية الهلال مرفوعة محليًا وآسيويًا وعالميًا.