في إطار جهودها المتواصلة لحماية المجتمع من آفة المخدرات، أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات عن تمكنها من الإطاحة بأربعة مقيمين من الجنسية الباكستانية في منطقة الرياض، إثر تورطهم في ترويج مواد مخدرة شديدة الخطورة، شملت مادة الميثامفيتامين المعروفة بـ"الشبو"، بالإضافة إلى مادتي الكوكايين والحشيش المخدرتين.
وتأتي هذه العملية الناجحة ضمن الحملات الأمنية النوعية التي تنفذها الجهات المختصة للحد من انتشار السموم القاتلة داخل الأحياء والمناطق السكنية، واستهداف مروجيها الذين يعبثون بأمن المجتمع وسلامة أفراده.
وأوضحت المديرية في بيانها أن العملية تمت بناءً على معلومات وتحريات دقيقة، أسفرت عن ضبط المتهمين متلبسين بحيازة وترويج كميات من المخدرات المعدة للتوزيع داخل العاصمة الرياض، وجرى على الفور إيقافهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، تمهيدًا لإحالتهم إلى النيابة العامة، لاستكمال بقية المسارات القانونية وفقاً للأنظمة المعمول بها في المملكة، التي تتعامل بحزم وصرامة مع كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن.
ولم تكتفِ المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالإعلان عن تفاصيل هذه الضبطية فحسب، بل استغلت الفرصة لتوجيه نداء إلى المواطنين والمقيمين للتعاون معها عبر الإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بتهريب أو ترويج المواد المخدرة، وأكدت أن جميع البلاغات التي ترد إليها سيتم التعامل معها بمنتهى السرية، حماية للمبلّغين وتحفيزًا لمزيد من المشاركة المجتمعية في دعم الجهود الأمنية.
وتُعد مادة "الشبو" من أخطر أنواع المخدرات المصنعة، لما لها من تأثيرات مدمرة على الجهاز العصبي، كما ترتبط ارتباطاً مباشراً بارتفاع معدلات الجريمة والعنف، نظراً لما تسببه من اضطرابات سلوكية ونفسية حادة، أما الكوكايين، فهو مخدر منشط معروف بتأثيره الإدماني السريع، ويشكل تهديدًا مباشرًا على صحة المتعاطي وحياته، بينما لا يقل الحشيش خطورة عن سابقيه، إذ يؤدي إلى تدهور في الوظائف العقلية والبدنية، ويُعد بوابة لتعاطي أنواع أشد فتكاً من المخدرات.
ويأتي هذا النجاح الأمني في إطار استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة المخدرات، تستند إلى شقين رئيسيين: الأول يتمثل في التصدي الأمني الحازم للمروجين والمهربين، والثاني يركّز على التوعية والوقاية المجتمعية، خاصة في أوساط الشباب.
وقد نجحت المملكة خلال السنوات الأخيرة في إحباط العديد من المحاولات الإجرامية التي هدفت إلى إغراق السوق المحلي بالمخدرات، مما أكسبها إشادات إقليمية ودولية على مستوى كفاءة الأجهزة الأمنية.
ومن الجدير بالذكر أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات توفر عدة قنوات للإبلاغ عن المروجين، كما دعت جميع المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بهذا النشاط المحظور عبر الأرقام المخصصة لذلك، إلى جانب تطبيق "كلنا أمن"، الذي يتيح تقديم البلاغات بسهولة وسرعة، وهو ما أسهم في تعزيز سرعة الاستجابة وتحقيق إنجازات نوعية في التصدي لهذه الآفة.
إن الحزم الذي تبديه الجهات الأمنية في مثل هذه القضايا يعكس عزم الدولة على التصدي لكل ما يمس أمن وسلامة المجتمع، ويؤكد ألا تهاون في ملاحقة المجرمين، أيًّا كانت جنسياتهم أو أساليبهم، في معركة وطنية لا تقبل التراخي أو التأجيل.