حط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رحاله في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الخميس في المحطة الثالثة والأخيرة من جولته الخليجية الهامة التي بدأها بزيارة المملكة العربية السعودية ثم دولة قطر، وسط توقعات بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن وأبوظبي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية. وكان في مقدمة مستقبليه الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الإماراتيين الذين حرصوا على تقديم استقبال رسمي يليق بأهمية هذه الزيارة ومكانة الضيف.
ومن المقرر أن يعقد الرئيسان الأمريكي والإماراتي جلسة محادثات موسعة مساء اليوم في "قصر الوطن" بالعاصمة أبوظبي، حيث سيتناول الجانبان العلاقات الثنائية الاستراتيجية وسبل تطويرها، بالإضافة إلى مناقشة أبرز التحديات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع في الشرق الأوسط والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. وتأتي هذه المباحثات في ظل توقعات بتوقيع اتفاقيات مهمة بين البلدين على غرار الاتفاقيات التي وقعها ترامب خلال محطتي جولته السابقتين في السعودية وقطر.
وكان الرئيس الأمريكي قد غادر العاصمة القطرية الدوحة ظهر اليوم بعد زيارة استمرت يومين، أشاد خلالها بقيادة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واصفاً إياه بـ"الرجل الرائع والقائد الكبير"، معربًا عن شكره للدور القطري الفاعل في دعم العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة. وشهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية في مجالات الاستثمار والتعاون الاقتصادي، كما تطرق الرئيس الأمريكي خلال تصريحاته إلى قضايا إقليمية بارزة، مشيرًا إلى احتمالية التوصل إلى اتفاق قريب مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وفي سياق متصل، لم يخفِ ترامب اهتمامه المتجدد بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن إدارته ستولي المنطقة أهمية خاصة "على عكس إدارة جو بايدن السابقة" على حد تعبيره. كما أشاد بالرئيس السوري أحمد الشرع قائلاً "سنرى ما سيحصل بعد رفع العقوبات"، في إشارة إلى التحولات المحتملة في السياسة الأمريكية تجاه دمشق. وتأتي جولة ترامب الخليجية في توقيت حساس تشهد فيه المنطقة تحديات أمنية وسياسية معقدة، مما يعكس رغبة الإدارة الأمريكية الجديدة في إعادة تموضعها الاستراتيجي في المنطقة وتعزيز تحالفاتها التقليدية مع دول الخليج العربي.
وتعتبر هذه الجولة الخليجية الأولى للرئيس ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري، وهي تعد مؤشرًا واضحًا على الأهمية التي توليها الإدارة الأمريكية الجديدة للعلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية المتنامية في المنطقة والعالم. ويرتقب المراقبون نتائج هذه الزيارة وانعكاساتها على مستقبل العلاقات الأمريكية-الإماراتية والتوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة.