ستيفانو بيولي

زلزال في النصر: إقالة بيولي تفتح أبواب التغيير الكبير وتضع رونالدو على مفترق طرق!

كتب بواسطة: بدور حمادي |

أعلن نادي النصر السعودي، اليوم الأربعاء، عن إنهاء التعاقد مع المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، في خطوة مفاجئة تأتي بعد موسم شهد فيه الفريق سلسلة من الإخفاقات المحلية والقارية، ليغادر بيولي منصبه قبل أن يتم عامه الأول مع “العالمي”.

هذا القرار شمل أيضًا الطاقم الفني المساعد، بحسب البيان الرسمي الصادر عن النادي عبر منصة "إكس"، حيث عبّرت إدارة النصر عن شكرها للمدرب وطاقمه على ما قدموه خلال فترة عملهم، متمنية لهم التوفيق في مسيرتهم المقبلة.
إقرأ ايضاً:خبير نفسي يشرح أسباب اكتئاب ما بعد التخرج ويقترح العلاجأسمنت السعودية تعلن توزيع 153 مليون ريال أرباحًا نقدية للنصف الأول من 2025

تأتي هذه الإقالة في توقيت حساس للغاية، إذ يمر الفريق بفترة تحضيرية مهمة استعدادًا لانطلاقة الموسم الجديد، ما يجعل مصير الجهاز الفني أحد أبرز الأسئلة المطروحة حاليًا في الوسط الرياضي السعودي.

إدارة النصر تبدو مصممة على إعادة هيكلة الجهاز الفني واللاعبين، في محاولة لمحو آثار موسم اعتبره الجمهور "مخيبًا" على جميع الأصعدة، حيث غابت البطولات وخسر الفريق فرص التأهل لدوري أبطال آسيا بنظامه الجديد.

خلال فترة إشرافه، قاد بيولي النصر في 44 مباراة، نجح في تحقيق الفوز في 28 منها، بينما تعادل في 7 مناسبات، وخسر 9 لقاءات. على الرغم من هذه الأرقام التي قد تبدو متوسطة، إلا أن أداء الفريق لم يُقنع جماهيره أو إدارته.

خصوصًا بعد تراجع نتائجه في المراحل الحاسمة من الموسم، واكتفائه بالمركز الثالث في جدول ترتيب دوري روشن السعودي برصيد 70 نقطة، بفارق كبير عن المتصدر الاتحاد، وهو ما اعتبره المتابعون إخفاقًا لا يمكن التغاضي عنه.

الإقالة لم تكن مفاجأة تامة، إذ سبقتها شائعات كثيرة عن توتر العلاقة بين المدرب وبعض اللاعبين، فضلاً عن الانتقادات الإعلامية الواسعة لأسلوب لعب الفريق، والاعتماد المفرط على الحلول الفردية، ما أثار غضب الجماهير وطالبوا مرارًا بتغيير الجهاز الفني.

كما أن الفشل في إحراز أي لقب محلي أو قاري جعل بيولي في موقف ضعيف أمام مجلس الإدارة الذي بدا مستعدًا لإحداث تغييرات جذرية.

الوضع لا يقتصر على تغيير المدرب فقط، بل يمتد إلى اللاعبين، حيث تشير مصادر متعددة إلى أن إدارة النصر بصدد عرض عدد من اللاعبين الأجانب الكبار للبيع، من بينهم السنغالي ساديو ماني، والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، والبرتغالي أوتافيو، وسط غموض بشأن مستقبل الكولومبي جون دوران.

هذه الخطوة تعكس توجهًا واضحًا لإعادة ضبط بوصلة الفريق من جديد، والتحرر من الأسماء التي لم تُقدم الإضافة المرجوة في الموسم الماضي.

في المقابل، تزداد التساؤلات حول مستقبل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي ينتهي عقده في نهاية يونيو الحالي، دون وجود أي إعلان رسمي بشأن تمديد العلاقة مع النادي.

ورغم تلميحات متكررة من اللاعب برغبته في الاستمرار، إلا أن الصمت الإداري حول الموضوع يثير القلق ويترك الباب مفتوحًا أمام جميع الاحتمالات، خصوصًا في ظل التغييرات الإدارية والفنية التي قد تؤثر على توجهات الفريق المستقبلية.

من المؤكد أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد هوية المدرب الجديد، وهوية اللاعبين الذين سيشكلون العمود الفقري للنصر في الموسم المقبل.

التحديات كبيرة، خصوصًا أن جماهير النادي تنتظر موسمًا يليق بتطلعاتها بعد خيبة الموسم الماضي، حيث بات واضحًا أن النصر عازم على قلب الطاولة والعودة بقوة إلى المنافسة المحلية والقارية.

هذه المرحلة من التغيير قد تشكّل مفترق طرق في مسيرة النادي، فإما أن ينجح في إعادة بناء فريق قوي قادر على استعادة هيبته، أو يدخل في دوامة عدم الاستقرار الفني والإداري التي عانت منها أندية كثيرة.

وما بين رحيل بيولي وغموض مصير رونالدو وبقية النجوم، يبقى النصر تحت المجهر في انتظار قرارات تعيد بريق "العالمي" المفقود.