نبه الدكتور صالح العيسى إلى أن عادة السهر لدى الأطفال والمراهقين قد تتسبب في مشكلات صحية ونفسية متعددة أبرزها زيادة معدلات القلق وضعف في أداء الذاكرة، مشيرًا إلى أن الأمر لا يجب الاستهانة به أو التعامل معه على أنه مجرد سلوك وقتي.
وأوضح أن الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت وجود علاقة وثيقة بين اضطرابات النوم في سن النمو وبين تراجع القدرات الذهنية، حيث يؤدي السهر لساعات طويلة إلى تشتت التركيز وفقدان القدرة على معالجة المعلومات واستيعابها بالشكل الطبيعي.
إقرأ ايضاً:
بعد أقل من عام في السعودية مدافع "الاتحاد" يعود إلى "الليغا" من بوابة هذا الناديجسر الملك فهد يتألق عالميًا .. وأمير الشرقية يكشف السر لإنجاز التاريخي!وأكد أن الأطفال الذين ينامون عدد ساعات أقل من المطلوب يوميًا، يكونون أكثر عرضة للتقلبات المزاجية والانفعالات الحادة، مما ينعكس على سلوكهم العام سواء في المدرسة أو في المحيط الأسري والاجتماعي.
أشار الدكتور العيسى إلى أن النوم المنتظم والعميق يلعب دورًا مهمًا في عملية ترميم الدماغ وتجديد النشاط الذهني، إضافة إلى تنظيم العمليات الحيوية في الجسم مثل إفراز الهرمونات والنمو الجسدي والانفعالي.
كما بيّن أن قلة النوم قد تؤدي إلى زيادة مؤشرات التوتر والقلق المزمن لدى المراهقين، مما يرفع من احتمالات الإصابة باضطرابات نفسية لاحقًا، مؤكدًا أن تجاهل هذه المؤشرات قد يؤدي إلى نتائج طويلة الأمد على الصحة العقلية.
ودعا أولياء الأمور إلى ضرورة مراقبة أنماط النوم لدى أبنائهم، والحرص على وضع روتين يومي يساعدهم على النوم في مواعيد ثابتة بعيدًا عن الاستخدام المطول للأجهزة الإلكترونية أو الجلوس لساعات أمام الشاشات.
ونوّه إلى أن التعرض للضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية قبل النوم مباشرة يؤدي إلى تعطيل إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم، مما يعيق الدخول في مرحلة النوم العميق.
وأشار إلى أهمية التوعية المدرسية بمخاطر السهر والآثار الصحية المترتبة عليه، من خلال برامج إرشادية تُقدم للطلاب والطالبات بالتعاون مع الأخصائيين النفسيين داخل المدارس، وذلك لتعزيز الوعي والسلوك الصحي.
كما شدد على أهمية أن يكون هناك تعاون متكامل بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والجهات الصحية لبناء ثقافة مجتمعية تشجع على النوم المنتظم وتدرك تأثيره على النمو العقلي والنجاح الأكاديمي للأطفال.
وأضاف أن النوم الكافي يحسّن من مستوى الانتباه والتفاعل داخل الصف، ويمنح الطفل قدرة أعلى على حفظ المعلومات واسترجاعها، وهو ما ينعكس في النهاية على نتائجه الدراسية وأدائه العام.
وأوضح أن بعض الأعراض التي تظهر على الطفل نتيجة السهر المستمر تشمل الإرهاق المتكرر، انخفاض الدافعية، تقلبات في الشهية، وبطء في ردود الفعل العصبية، مما قد يُفهم خطأً على أنه إهمال أو ضعف قدرات.
وأكد أن معالجة اضطرابات النوم تبدأ من تعديل السلوكيات اليومية، مثل تقليل الكافيين، وتنظيم أوقات الأكل، وممارسة النشاط البدني خلال النهار، مع الامتناع عن الأنشطة المجهدة قبل النوم بساعات.
ودعا إلى إجراء فحوصات دورية للأطفال الذين يعانون من صعوبات نوم مزمنة، للتأكد من عدم وجود أسباب صحية أو نفسية خفية تستدعي تدخلاً طبيًا أو دعمًا سلوكيًا متخصصًا.
واختتم الدكتور العيسى حديثه بالتأكيد على أن الوقاية من تأثيرات السهر تبدأ من الوعي المجتمعي بخطورة هذه الظاهرة، مشددًا على أن بناء جيل يتمتع بصحة عقلية وجسدية سليمة يبدأ من سرير نوم هادئ في موعده.