في حادثة مأساوية حوّلت عطلة سياحية إلى كابوس، تتواصل الجهود المكثفة في جزيرة بالي الإندونيسية، لليوم الثالث على التوالي، بحثًا عن مواطن سعودي فُقد في عرض البحر.
وتعمل فرق البحث والإنقاذ الإندونيسية بلا كلل أو ملل، على مدار الساعة، أملًا في العثور على أي أثر للشاب السعودي البالغ من العمر تسعة وعشرين عامًا.
إقرأ ايضاً:
"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العامبعد نوبة صحية خطيرة.. الهلال الأحمر في جازان ينقذ رضيعًا من خطر التشنجات في موقع جبلي معزولوكانت فصول هذه القصة المحزنة قد بدأت يوم الثلاثاء الماضي، عندما قرر الشاب النزول للسباحة في شاطئ "باتو بيليغ" الشهير، الواقع في منطقة سيمينياك السياحية.
وبحسب ما أعلنته السلطات المحلية، فإن الشاب قد جرفته التيارات البحرية القوية، التي تشتهر بها المنطقة، مما أدى إلى سحبه بعيدًا عن الشاطئ وفقدانه عن الأنظار.
هذا الحادث المأساوي وقع على الرغم من وجود تحذيرات متكررة من خطورة السباحة في تلك المنطقة تحديدًا، بسبب قوة التيارات التي قد تفاجئ حتى أمهر السباحين.
وفي بيان رسمي، أكد رئيس مكتب البحث والإنقاذ في بالي، أن فرق الإنقاذ قد باشرت عملها فور تلقي البلاغ، وبدأت عملية تمشيط واسعة النطاق للمنطقة.
وأوضح أن الفرق قامت بمسح دقيق لمسافة تصل إلى كيلومتر واحد على امتداد الساحل، في كلا الاتجاهين من النقطة التي شوهد فيها الشاب لآخر مرة.
لكن على الرغم من هذه الجهود الكبيرة، والمشاركة الواسعة من فرق الإنقاذ، إلا أن عمليات البحث لم تسفر عن العثور على أي دليل يقود إلى مكان المواطن المفقود.
ونقلت صحيفة "جاكرتا غلوب" الإندونيسية، أن عمليات التمشيط والمراقبة استمرت طوال الليل، وحتى الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، دون جدوى.
وأشارت الصحيفة إلى عدم وجود أي إشارات أو مؤشرات حتى الآن، تدل على وجود السائح المفقود، مما يزيد من حالة القلق والترقب التي تخيم على الجميع.
وتواصل السلطات الإندونيسية حاليًا توسيع نطاق البحث، ليشمل مراقبة المناطق الساحلية المجاورة، على أمل أن تكون الأمواج قد قذفت به إلى أحد الشواطئ القريبة.
وتستخدم فرق الإنقاذ في عملياتها مختلف الوسائل المتاحة، من القوارب البحرية إلى الدوريات الشاطئية، في سباق محموم مع الزمن لإنقاذ حياة الشاب.
وتتابع السفارة السعودية في جاكرتا عن كثب تطورات عمليات البحث، وتتواصل بشكل مستمر مع السلطات الإندونيسية المختصة، لتقديم كافة أشكال الدعم الممكن.
ويمثل هذا الحادث تذكيرًا مؤلمًا بضرورة توخي أقصى درجات الحيطة والحذر عند ارتياد الشواطئ المفتوحة، والالتزام بالتعليمات والتحذيرات التي تضعها السلطات المحلية.
وبينما تدخل عمليات البحث يومها الثالث، تتعلق القلوب بالدعاء والأمل، في أن تنجح جهود فرق الإنقاذ في العثور على الشاب السعودي، وعودته سالمًا إلى أهله ووطنه.
وتظل الأجواء في منطقة سيمينياك يسيطر عليها الترقب، حيث تتجه كل الأنظار إلى البحر، على أمل ظهور أي خبر قد ينهي هذه المحنة المؤلمة.
إن كل دقيقة تمر تزيد من صعوبة الموقف، لكن رجال الإنقاذ يواصلون عملهم بإصرار، مدفوعين بواجبهم الإنساني، وأملهم في تحقيق نتيجة إيجابية.