الذهب

الذهب يصعد رغم تعافي الدولار ... هل يشهد المستثمرون فرصة ذهبية؟

كتب بواسطة: سوسن شرف |

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً اليوم في ظل ترقب المستثمرين عن كثب للمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، والتي تلعب دوراً محورياً في تحديد مسار الأسواق العالمية.

ورغم هذا الارتفاع، بقي تأثير صعود الدولار قوياً ليحد من مكاسب المعدن الأصفر، ما يعكس تعقيدات المشهد الاقتصادي الحالي وتداخل العوامل التي تؤثر على تحركات السوق.

إقرأ ايضاً:

"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العامبعد نوبة صحية خطيرة.. الهلال الأحمر في جازان ينقذ رضيعًا من خطر التشنجات في موقع جبلي معزول

في التفاصيل، سجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعاً نسبته 0.3% ليصل إلى 3310.26 دولاراً للأوقية، وذلك بعد أن شهد المعدن النفيس انخفاضاً في وقت سابق من الجلسة إلى أدنى مستوياته منذ 30 يونيو الماضي.

هذا التذبذب يعكس حالة من الحذر لدى المستثمرين الذين يتابعون عن كثب كل جديد في ملف المفاوضات التجارية، إلى جانب تأثيرات متقلبة على سعر الدولار الذي يواصل تحركاته الصاعدة.

أما بالنسبة للعقود الأمريكية الآجلة للذهب، فقد شهدت ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1% لتبلغ 3321 دولاراً للأوقية، مما يؤكد توجهات إيجابية متحفظة تجاه المعدن كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين التي تشوب الأسواق المالية حالياً.

يظل الذهب خيار المستثمرين التقليديين في أوقات الاضطرابات السياسية والاقتصادية، لا سيما في ظل التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية بسبب العلاقات التجارية بين القوى الكبرى.

وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، تباينت تحركات الأسعار بشكل ملحوظ، حيث شهدت الفضة تراجعاً بنسبة 1.3% في المعاملات الفورية لتصل إلى 36.31 دولاراً للأوقية، وهو ما يشير إلى ضعف الطلب النسبي مقارنة بالذهب.

البلاتين أيضاً سجل هبوطاً بنسبة 1.1% ليصل إلى 1344.32 دولاراً، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 1106.35 دولاراً للأوقية، تعكس هذه التحركات اختلاف عوامل العرض والطلب الخاصة بكل معدن، إلى جانب تأثيرات التغيرات الاقتصادية العالمية على المعادن الصناعية مقابل الذهب كملاذ آمن.

يرى المحللون أن الارتفاع الحالي في أسعار الذهب جاء نتيجة تزايد المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية المحتملة من استمرار التوترات التجارية، بالإضافة إلى بيانات اقتصادية متباينة من الولايات المتحدة وأوروبا.

فمع تواصل المفاوضات التجارية بين واشنطن وشركائها، يبقى المستثمرون في حالة ترقب، ما يجعل الذهب يحتفظ بجاذبيته كأصل استثماري يحافظ على قيمته في ظل حالة عدم اليقين.

من جانب آخر، يعزز ارتفاع الدولار الأمريكي بعض الضغوط على أسعار الذهب، حيث يؤدي ارتفاع العملة الأمريكية إلى جعل الذهب، المقوم بالدولار، أكثر تكلفة للمشترين من خارج الولايات المتحدة، مما يقلل الطلب عليه نسبياً، هذا التفاعل بين الدولار والذهب يظل أحد العوامل الأساسية التي توجه تحركات الأسعار في الأسواق العالمية.

بالنظر إلى المشهد الأوسع، يبقى الذهب في قلب استراتيجيات المستثمرين الباحثين عن حماية أصولهم، خصوصاً في ظل استمرار التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية، ويرى بعض الخبراء أن المعدن قد يشهد مزيداً من التقلبات في الفترة المقبلة بناءً على نتائج المفاوضات التجارية وأداء الاقتصاد العالمي، إضافة إلى قرارات البنوك المركزية التي تؤثر على السيولة وأسعار الفائدة.

في النهاية، تبقى أسعار الذهب ومختلف المعادن النفيسة مرآة تعكس التوازنات الدقيقة بين قوى العرض والطلب، والضغوط الاقتصادية والسياسية العالمية، ومع استمرار تطورات المفاوضات بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، تبقى الأسواق في حالة ترقب دائمة، ما ينعكس مباشرة على تحركات هذه المعادن الحيوية التي تلعب دوراً مركزياً في المشهد الاستثماري العالمي.