كشفت تقارير صحفية عالمية عن نقاشات داخلية أجرتها شركة "أبل" الأمريكية بشأن استحواذ محتمل على شركة ناشئة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وسط مساعٍ متزايدة من الشركة لتعزيز وجودها التقني وتطوير بنيتها في هذا المجال الذي يشهد تسارعًا غير مسبوق.
ووفقًا للتقارير فإن الأداة المستهدفة هي شركة "بيربليكسيتي إيه آي" (Perplexity AI)، والتي باتت تُعد من أبرز اللاعبين الجدد في قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي، لما توفره من خدمات بحث فورية تعتمد على بيانات محدثة من الإنترنت.
إقرأ ايضاً:ترقب في السعودية.. هل يُكمل الأخضر مهمة التأهل أم يودع الكأس الذهبية مبكراً؟ليس مجرد اسم.. النيابة السعودية تكشف التعريف الشامل للبيانات الشخصية المحمية قانونياً!
وبحسب مصادر مطلعة على سير المناقشات، فإن أدريان بيريكا، رئيس قسم الدمج والاستحواذ في "أبل"، ناقش إمكانية الشراء مع رئيس قسم الخدمات بالشركة، إيدي كيو، إلى جانب كبار التنفيذيين المعنيين بالذكاء الاصطناعي في "أبل".
وتُشير التقارير إلى أن المناقشات لا تزال في مراحلها التمهيدية، ولم يتم التوصل بعد إلى عرض رسمي مقدم من الشركة الأمريكية، وهو ما يجعل احتمالية إتمام الصفقة متوقفة على متغيرات عدة، أبرزها التحديات القانونية والتنظيمية المرتبطة بقطاع التقنية.
وفي حال مضت "أبل" قدمًا نحو الاستحواذ، فإن الصفقة المتوقعة ستساعدها في تقوية موقعها في مجال محركات البحث المبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصةً في ضوء احتمال انتهاء اتفاقية طويلة الأمد تربطها مع "جوجل"، والتي تجعل من محركها الافتراضي الخيار الأساسي على أجهزة "أبل".
هذه الاتفاقية، التي تدرّ على "أبل" نحو 20 مليار دولار سنويًا، باتت تحت التهديد بسبب القضايا المرفوعة من قبل جهات تنظيمية أمريكية تتهم "جوجل" بممارسات احتكارية.
من جانبها، نفت شركة "بيربليكسيتي" علمها بأي محادثات اندماج أو استحواذ حالية أو مستقبلية، مؤكدة أن الأمور لا تزال ضمن دائرة التكهنات الإعلامية، أما "أبل" وكعادتها، فامتنعت عن التعليق على ما نُشر في هذا الشأن، التزامًا بسياساتها التي تحظر الكشف عن تفاصيل الصفقات قيد الدراسة.
تجدر الإشارة إلى أن شركة "ميتا" كانت قد حاولت في وقت سابق من العام الجاري الاستحواذ على "بيربليكسيتي"، لكنها لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق، ما دفعها لاحقًا إلى شراء حصة بنسبة 49% في شركة "سكيل إيه آي"، ضمن سعيها لتأسيس فريق داخلي للذكاء الاصطناعي المتقدم.
وبالنظر إلى التقديرات المالية، فإن قيمة "بيربليكسيتي" حاليًا تصل إلى نحو 14 مليار دولار بعد جولة استثمارية حديثة، ما يجعل من أي صفقة استحواذ قادمة أكبر صفقة في تاريخ "أبل"، متجاوزة استحواذها الأبرز حتى الآن على شركة "بيتس" في عام 2014، والذي بلغت قيمته 3 مليارات دولار.
كما أن "أبل" سبق وأن عقدت صفقات ضخمة أخرى، منها شراء وحدة المودم من "إنتل" واستثمارها في شركة "دي دي" الصينية للنقل التشاركي، وتعد هذه الخطوات انعكاسًا لمنافسة محتدمة بين عمالقة التقنية للهيمنة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، في وقت تسعى فيه كل من "أبل" و"ميتا" و"مايكروسوفت" و"جوجل" إلى الاستحواذ على الأدوات والخبرات التي تضمن لها التفوق في هذا المجال المتغير بسرعة.