قال الإعلامي علي عايض القرني إن التكنولوجيا الرقمية أحدثت تحولًا جذريًا في صناعة الإعلام، مؤكدًا أن العصر الرقمي لم يكتفِ بتغيير أدوات النشر فحسب، بل أعاد تشكيل منظومة الإعلام بالكامل، إذ لم تعد الصحف الورقية أو شاشات التلفزيون هي المصدر الحصري للأخبار، بل أصبح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المحرك الأهم في صناعة المحتوى، وبوابة رئيسية للوصول إلى الجمهور في أي وقت ومن أي مكان.
وأوضح القرني أن هذه المنصات الجديدة أوجدت واقعًا تفاعليًا غير مسبوق، حيث بات بإمكان أي فرد أن يتحول إلى مصدر خبري مباشر من خلال هاتفه المحمول، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام التقليدية واجهت تحديًا كبيرًا يتمثل في مواكبة هذا التسارع، مما دفعها إلى تبني تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية التي باتت تساعد في تحليل التوجهات العامة للجمهور، وتحسين دقة التحرير وسرعة النشر، بما يتيح إنتاج محتوى أكثر تخصيصًا وفعالية.
إقرأ ايضاً:
"إدارة المرور" توضح: الخطر ليس فقط في "استخدام الجوال".. وهذه هي "المشتتات الخفية"بتقنيات حديثة وخيارات متعددة ... تطبيق "مصحف المدينة" رسمي ودقيق من مجمع الملك فهد!وأضاف أن التحول الرقمي أسهم في فتح المجال أمام مزيد من الانفتاح الإعلامي، إلا أنه في الوقت ذاته جلب معه تحديات كبيرة، أبرزها انتشار الأخبار الزائفة وصعوبة التحقق من مصادر المعلومات، داعيًا المؤسسات الإعلامية إلى تعزيز أدوات التدقيق والتحقق المهني، والعمل على استعادة ثقة الجمهور عبر تبني خطاب إعلامي يعتمد المصداقية والشفافية.
ونوّه القرني إلى أن سلوك الجمهور الإعلامي قد تغيّر أيضًا، إذ لم يعد المتلقّي يكتفي بمشاهدة الخبر بل بات شريكًا فيه من خلال التفاعل والتعليق والمشاركة اللحظية، ما دفع الوسائل الإعلامية إلى إعادة النظر في أساليب تقديم المحتوى، خاصة عبر المحتوى المرئي والقصير الذي يناسب وتيرة التصفح السريعة وتفضيلات الجمهور العصري.
وفي ختام حديثه، شدد القرني على أن التحول الرقمي لا يجب أن يُنظر إليه كمجرد تطور تقني، بل كإعادة تشكيل شاملة لطبيعة الإعلام، معتبرًا أن المرحلة المقبلة تتطلب من الإعلاميين مواكبة التغيرات بروح مهنية ووعي رقمي عالٍ، لضمان البقاء في دائرة التأثير والمصداقية، في ظل تنافس محتدم على انتباه الجمهور.