الطائف

لوحات ذكية في المواقع التاريخية بالطائف لحماية المواقع الأثرية

كتب بواسطة: رضا سمكي |

أعلنت جمعية الدعوة بالطائف عن إطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية المواقع التاريخية والأثرية في المحافظة، من خلال وضع لوحات إرشادية متعددة اللغات في هذه المواقع لتوجيه الزوار والسياح بكيفية التعامل معها بشكل لائق، وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود الجمعية للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للطائف، الذي يُعد من أقدم المدن في المملكة العربية السعودية، ويتمتع بتاريخ طويل يزخر بالآثار والمعالم الدينية والتاريخية.

وأوضح متحدث باسم الجمعية في تصريح خاص لـ"عكاظ" أن المشروع ينقسم إلى مرحلتين رئيسيتين، وفي المرحلة الأولى، تم بالفعل تركيب اللوحات الإرشادية المترجمة في ثلاثة مواقع رئيسية بالمحافظة، تشمل عدداً من المساجد التاريخية في منطقة المثناة، وأضاف أن هذه اللوحات صُممت لتشمل تعليمات مهمة تهدف إلى الحفاظ على قدسية هذه الأماكن ومنع التصرفات غير اللائقة مثل التبرك الذي قد يؤدي إلى الشرك، وتشجيع الزوار على جعل زيارتهم لهذه المواقع فرصة للتأمل والعظة والعبرة.

وتتضمن التعليمات التي وضعت على هذه اللوحات أيضًا التأكيد على أهمية المحافظة على نظافة المواقع التاريخية، حيث يطلب من الزوار الامتناع عن رمي النفايات في محيطها، وتجنب الكتابة أو تشويه جدرانها بأي شكل من الأشكال، وتهدف هذه الإرشادات إلى حماية هذه المواقع من التدهور والحفاظ على مظهرها التاريخي للأجيال القادمة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في تعزيز السياحة الثقافية والدينية.

أما المرحلة الثانية من المشروع، فهي أكثر تطورًا، حيث تشمل إنتاج مقاطع مرئية توعوية بلغات مختلفة، تمثل غالبية زوار هذه المواقع، وسيتم ربط هذه المقاطع بلوحات إرشادية عبر رموز QR، ليتمكن الزوار من الوصول إليها بسهولة باستخدام هواتفهم الذكية. وتُعد هذه الخطوة محاولة لإثراء تجربة الزوار، وتعزيز فهمهم لأهمية هذه المواقع وقيمتها التاريخية والثقافية.

وأشار المتحدث إلى أن الجمعية تعمل حاليًا على حصر مواقع إضافية لتركيب المزيد من هذه اللوحات في المستقبل، بما يشمل مواقع أخرى في الطائف قد تكون ذات أهمية تاريخية أو دينية، وتأتي هذه الخطوة استجابة لزيادة الاهتمام بالسياحة التاريخية في المملكة، حيث تشهد الطائف على وجه الخصوص إقبالًا متزايدًا من السياح المحليين والدوليين، خاصة مع تزايد الوعي العالمي بأهمية السياحة الثقافية والتراثية.

وتسعى الجمعية من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق عدة أهداف، من بينها تعزيز احترام الزوار لهذه المواقع، والحد من السلوكيات التي قد تؤدي إلى تلفها أو فقدان قيمتها الأثرية، كما تأمل الجمعية أن تسهم هذه الجهود في بناء وعي مجتمعي بأهمية الحفاظ على التراث التاريخي، ليس فقط كجزء من الهوية الوطنية، ولكن أيضًا كمصدر اقتصادي مهم يعزز السياحة المحلية ويجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وأضاف المتحدث أن الجمعية تلقت ردود فعل إيجابية من الزوار الذين أشادوا بالمبادرة، وأعربوا عن تقديرهم لهذه الخطوة التي تسهم في تحسين تجربة الزيارة وتعزيز احترام المواقع التاريخية، كما أشار إلى أن الجمعية ستواصل العمل على تطوير هذه المبادرة وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من المواقع التاريخية في المستقبل القريب.

واختتم المتحدث حديثه بالقول إن هذه المبادرة تأتي في إطار رؤية أوسع لتعزيز القيم الثقافية والدينية في المجتمع السعودي، ودعم السياحة المستدامة التي تحافظ على التراث الثقافي والتاريخي للمملكة، وأكد أن الجمعية ملتزمة بتوفير كل الدعم اللازم لإنجاح هذا المشروع، وضمان أن تظل المواقع التاريخية في الطائف مصدرًا للفخر الوطني ومقصدًا سياحيًا عالميًا.