في خطوة تهدف إلى طمأنة المستفيدين وتوضيح الحقائق، أصدرت المؤسسة العامة للتقاعد في المملكة العربية السعودية بيانًا رسميًا يحدد الموعد الدقيق لصرف رواتب المتقاعدين لشهر مايو 2025، كما ردّت بشكل قاطع على الشائعات المتداولة حول صرف مكرمة ملكية أو إقرار زيادة في المعاشات التقاعدية، وبحسب البيان الصادر، فقد تقرر أن يكون موعد صرف رواتب المتقاعدين لهذا الشهر يوم الأحد الموافق 1 يونيو 2025، والذي يصادف الخامس من شهر ذي الحجة 1446هـ، وذلك وفق الجدول الزمني المعتاد دون أي تقديم في تاريخ الصرف.
وأوضح مصدر مسؤول في المؤسسة أن توقيت الصرف جاء مدروسًا ليتزامن مع ما قبل عطلة عيد الأضحى، بحيث يتمكن المتقاعدون من الاستفادة من رواتبهم في الوقت المناسب لتلبية احتياجاتهم الأساسية والاستعداد لمراسم العيد بكل أريحية، وهذا الموعد يأتي في وقت حساس مع قرب إجازة العيد، وهو ما جعل العديد من المتقاعدين يتساءلون عما إذا كان هناك تقديم محتمل، إلا أن الجهات الرسمية أكدت أن الصرف سيكون وفق الموعد المحدد دون تعديل.
أما فيما يتعلق بما تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بشأن وجود مكرمة ملكية استثنائية للمتقاعدين بمناسبة ذي الحجة أو زيادة مرتقبة في المعاشات بنسبة 15% اعتبارًا من مايو 2025، فقد نفت المؤسسة العامة للتقاعد هذه الأخبار جملة وتفصيلًا، مؤكدة أن جميع المستحقات المالية سيتم صرفها حسب الجداول المعتمدة دون أي إضافات مالية غير منصوص عليها رسميًا.
وقالت المؤسسة في بيانها إن "ما يتم تداوله لا يستند إلى أي مصدر رسمي، وإن إشاعة مثل هذه المعلومات قد تسبب البلبلة والارتباك بين فئة غالية على المجتمع، وهم المتقاعدون"، مضيفةً أن أي تحديثات مستقبلية سيتم الإعلان عنها من خلال المنصات الرسمية فقط، مطالبة الجميع بعدم الانسياق وراء الشائعات والحرص على أخذ المعلومات من مصادرها الموثوقة.
ويُذكر أن رواتب المتقاعدين في المملكة تُصرف شهريًا بحسب جدول معتمد مسبقًا، حيث يتم عادةً إيداع الرواتب في أول كل شهر ميلادي، مع إجراء التعديلات الضرورية فقط في حال تزامن تاريخ الصرف مع إجازة رسمية أو عطلة نهاية الأسبوع، أما رواتب الموظفين العاملين في القطاعين العام والخاص، فتُصرف عادةً في يوم 27 من كل شهر ميلادي، وهو تقويم مختلف عن نظام صرف التقاعد.
وقد اعتادت المؤسسة العامة للتقاعد، وكذلك الجهات المعنية في وزارة المالية، على إصدار بيانات توضيحية شهرية قبيل موعد الصرف لتجنب أي تضارب في المعلومات، خاصة في أوقات الأعياد أو المواسم المهمة التي تشهد فيها الأسواق حركة إنفاق مرتفعة، وتزامنًا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، أصدرت المؤسسة مجموعة من النصائح التوعوية للمستفيدين لضمان صرف رواتبهم دون تأخير، تضمنت ما يلي:
تفقد الحسابات البنكية صباح يوم 1 يونيو للتأكد من إيداع الراتب، والتأكد من تحديث البيانات البنكية على المنصات الرسمية للمؤسسة، لضمان استمرار الصرف دون مشكلات تقنية، وعدم الانجراف وراء الإشاعات المتداولة، والاعتماد فقط على البيانات الرسمية الصادرة عن المؤسسة أو الجهات الحكومية ذات العلاقة.
وأكدت المؤسسة أنها حريصة على التواصل مع كافة المتقاعدين والمستفيدين عبر قنواتها الرقمية وخدماتها التفاعلية، لتقديم الدعم والإجابة عن أي استفسارات تتعلق بالرواتب، الاستحقاقات، أو التعديلات الإدارية، ويأتي هذا البيان في ظل ازدياد الطلب على الشفافية المعلوماتية من قبل فئات المجتمع المختلفة، خاصةً فيما يتعلق بحقوقهم المالية، وهو ما جعل المؤسسة العامة للتقاعد تحرص على إصدار توضيحات فورية عند ظهور أي شائعة يمكن أن تؤثر سلبًا على نفسية المتقاعدين أو تتسبب في قلقهم.
ويرى مراقبون أن الرد السريع على الشائعات المتداولة يعد من أهم مظاهر النضج المؤسسي، حيث يسهم في حماية الثقة العامة، ويمنع انتشار المعلومات المغلوطة، خاصة في بيئة رقمية مفتوحة يسهل فيها تداول الأخبار غير الدقيقة، وفي ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة، يظل تأكيد الجهات الرسمية على موعد صرف الرواتب وانتظامها عامل استقرار مهم للمواطنين، وخصوصًا شريحة المتقاعدين الذين يمثلون ركيزة مجتمعية أساسية، ومع اقتراب العيد، تبقى الجهود المبذولة لضمان صرف المستحقات في موعدها بمثابة رسالة تطمين بأن الدولة حريصة على راحة مواطنيها في كل الأوقات.
