تجمع مكة الصحي

لحظات فارقة تنقذ سبعيني من الموت.. خلل في جهاز القلب واستجابة عاجلة تغيّر المصير!

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

في مشهد إنساني يترجم فعالية نظام الرعاية العاجلة ضمن نموذج الرعاية الصحية السعودي، تمكّن فريق طبي في مستشفى القنفذة العام من إنقاذ حياة مريض يبلغ من العمر 73 عامًا، بعد أن دخل إلى قسم الطوارئ وهو يعاني من نوبات صعق كهربائي ناتجة عن خلل في جهاز مزروع لتنظيم ضربات القلب.

هذه الحالة الطارئة كشفت عن مدى جاهزية المستشفى وتعامل الطواقم الطبية بكفاءة عالية مع مواقف حرجة قد تكون فاصلة بين الحياة والموت.
إقرأ ايضاً:الزكاة والضريبة تحذر.. حتى لو لم يكن هناك ضريبة مستحقة، عدم التقديم يعرضك للغرامةمن الشرق الأوسط للعالم: السعودية تثبت ريادتها في سماء الطيران بجوائز سكاي تراكس 2025

المريض، الذي كان يعاني سابقًا من اضطراب في نظم القلب، زُوّد بجهاز صدمات كهربائية مزروع كجزء من علاجه، لكن الجهاز بدأ فجأة بإرسال إشارات صعق كهربائي بشكل غير منتظم، مسبّبًا ألمًا شديدًا وخطرًا مباشرًا على حياته.

فور وصوله إلى المستشفى، بدأ الفريق الطبي بإجراء الفحوصات التشخيصية، والتي بيّنت أن الخلل في الجهاز يستوجب تدخلاً دقيقًا يتجاوز الإمكانيات المتاحة داخل المستشفى.

بالتنسيق مع منظومة التكامل الصحي بين منشآت تجمع مكة المكرمة الصحي، تم التواصل العاجل مع مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة في جدة، حيث تم الحصول على الموافقة الفورية لتحويل المريض كـ"حالة إنقاذ حياة"، وهو ما جرى ترتيبه بسرعة كبيرة لضمان عدم تفاقم حالته.

وهذا التكامل بين المراكز الصحية يعكس تحولًا نوعيًا في آلية تقديم الرعاية في المملكة، من خلال ربط المنشآت وتوحيد الجهود لصالح المريض.

لم يكن مجرد تحويل طبي تقليدي، بل عملية طبية متكاملة بدأت من لحظة التشخيص وانتهت بإيصال المريض إلى المستشفى المتخصص في جدة، حيث تم استقباله والتعامل معه مباشرة دون تأخير، ما أنقذ حياته من مضاعفات خطيرة كانت قد تؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها.

نجاح هذا التدخل السريع يسلّط الضوء على فعالية نظام الرعاية العاجلة الذي يُعدّ من أبرز ما جاء به نموذج الرعاية الصحية الجديد في السعودية.

وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي أن هذه التجربة تثبت القدرة العملية للنموذج في الميدان، إذ لا يقتصر الأمر على تطوير سياسات أو تحسين بنى تحتية، بل يتعداه إلى إنشاء قنوات تواصل طبي فوري وفاعل بين المستشفيات، وتوفير آليات دقيقة لتحريك الحالات الحرجة بين مختلف المستويات العلاجية في المملكة.

ويُعدّ المريض اليوم مثالًا حيًا على ما يمكن أن تحققه الرؤية الصحية السعودية حين تقترن بالتنفيذ الميداني والروح الطبية المسؤولة.

ويحمل هذا الإنجاز أبعادًا أخرى تتعلق بتعزيز ثقة المواطنين والمقيمين في قدرات المستشفيات العامة، خصوصًا في المناطق غير المركزية، مثل القنفذة، التي قد يُظن خطأً أن خدماتها محدودة، إلا أن هذا التدخل يبرهن على أن الجودة لا ترتبط بالمكان، بل بالمنظومة والتكامل بين أجزائها، وهو ما سعت إليه وزارة الصحة السعودية ضمن خططها الاستراتيجية لتحسين الرعاية على مستوى الوطن بأكمله.

ويُبرز الحدث أيضًا الدور المتنامي لمستشفى القنفذة العام، بوصفه أحد ركائز التجمع الصحي في مكة، في تقديم رعاية طبية متقدمة لمجتمعه المحلي، مدعومًا بشبكة متصلة من المستشفيات التخصصية، ويُعدّ ما جرى شاهدًا حقيقيًا على أن استثمار المملكة في الرعاية الصحية بدأ يُؤتي ثماره على أرض الواقع، ليس فقط في الأرقام والتقارير، بل في الأرواح التي تُنقذ كل يوم.

هذه القصة الإنسانية تختصر في تفاصيلها تحولًا شاملاً تعيشه المملكة في مجال الصحة، وتؤكد أن كل مواطن، في أي منطقة، له الحق في الوصول إلى رعاية متقدمة، متكاملة، وسريعة، تحترم حياته وكرامته، وهي دعوة أيضًا للاستمرار في تمكين الكوادر الصحية، وتطوير البنية التقنية والإجرائية التي تجعل من كل لحظة طبية فرصة للنجاة، لا انتظارًا للمجهول.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار