خطف الحارس المغربي ياسين بونو الأضواء في واحدة من أقوى مواجهات بطولة كأس العالم للأندية 2025، بعدما قدّم عرضًا بطوليًا ساهم في تعادل الهلال السعودي مع ريال مدريد الإسباني بهدف لكل فريق، في افتتاح مباريات المجموعة الثامنة، أداء بونو المذهل لم يمر مرور الكرام، بل احتل صدارة العناوين في الصحف العالمية، التي احتفت بتألقه وتصديه الحاسم في الدقائق الأخيرة.
جرت المباراة وسط ترقب عالمي كبير، خاصة أنها شهدت الظهور الرسمي الأول لتشابي ألونسو كمدرب لريال مدريد، إلا أن نجومية اللقاء لم تكن في المنطقة الفنية، بل بين الخشبات الثلاث، حيث وقف بونو كالسد المنيع في وجه هجمات الفريق الملكي،
إقرأ ايضاً:بصحة أفضل ورؤية 2023 .. السعودية تقود الوعي الغذائي بإلزام المطاعم بكشف كل التفاصيللحظات فارقة تنقذ سبعيني من الموت.. خلل في جهاز القلب واستجابة عاجلة تغيّر المصير!
اللحظة الأبرز جاءت في الدقيقة التسعين، حين احتسب الحكم ركلة جزاء لريال مدريد وسط ضغط متواصل، ليقف بونو في مواجهة فالفيردي، وينجح في التصدي ببراعة للكرة، مانحًا فريقه نقطة ثمينة من فم الأسد الأوروبي، في لقطة اختزلت روح التحدي والتركيز العالي.
الصحف العالمية لم تتردد في الإشادة، فقد كتبت شبكة "ESPN" أن ريال مدريد سقط في فخ التعادل بسبب تألق الحارس المغربي، مشيرة إلى أن تصدي بونو كان بمثابة نهاية درامية للقاء، أفسدت فرحة المدريديين ببداية قوية للمدرب الجديد.
أما شبكة "CNN" الأمريكية، فقد ذهبت أبعد من ذلك، حين وصفت بونو بأنه "جلاد إسبانيا"، في إشارة واضحة لتألقه اللافت مع منتخب المغرب خلال كأس العالم 2022، معتبرة أن الحارس لم يفقد بريقه وبات يشكل عقدة للأندية الإسبانية، حتى وهو يلعب في قميص فريق سعودي.
من جهتها، أبرزت صحيفة "le360" المغربية أن ابن الوطن عاد ليصنع المجد، معتبرة أن ما فعله بونو في الدقيقة الأخيرة أنقذ الهلال من خسارة محققة أمام أبطال أوروبا، مشيدة بثباته الذهني وردود فعله المذهلة في لحظات الضغط القصوى.
ما قدمه بونو لم يكن فقط تألقًا فرديًا، بل أرسل رسالة قوية عن جاهزية الهلال لمقارعة الكبار في البطولة العالمية، وأكد أن طموح الفريق لا يقتصر على التمثيل المشرف، بل يمتد للرغبة في التتويج وإثبات الذات بين عمالقة اللعبة.
ولم يكن بونو وحده من برز، بل جاء أداء الهلال بشكل عام متوازنًا ومبشرًا، إذ نجح الفريق في مجاراة أسلوب ريال مدريد الفني والتكتيكي، ما أعطى انطباعًا إيجابيًا لدى الجماهير والمحللين بأن الفريق السعودي قادر على الذهاب بعيدًا في البطولة.
تصدي بونو لركلة الجزاء لم يكن مجرد صدفة أو لقطة عابرة، بل تجسيد لما يملكه من خبرة وثقة نابعة من سنوات التألق في الملاعب الأوروبية، فقد تعامل مع الكرة بتركيز مثالي وقراءة ذكية لحركة اللاعب، ما عكس نضجه الكبير كحارس مرمى نادر الطراز.
المفارقة أن هذه ليست المرة الأولى التي يتألق فيها بونو في مواجهة فريق إسباني، فقد بات يعرف بخبرته الواسعة في قراءة تحركات اللاعبين الإسبان، بحكم لعبه السابق في الليغا، وهو ما أعطاه أفضلية نسبية في مواجهة ريال مدريد على المستوى الذهني والنفسي.
الصحافة الإسبانية لم تكن أقل اهتمامًا، فقد كتبت بعض المنصات الرياضية عن أن ريال مدريد اصطدم بحارس يعرفه جيدًا، وأشارت إلى أن بونو استغل معرفته بخصومه لينتزع تعادلًا بطعم الفوز لفريقه، في سيناريو لم يكن في حسبان جمهور سانتياغو برنابيو.
على الصعيد الجماهيري، تصدّر اسم بونو محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي بعد اللقاء، وتداولت الجماهير لقطة التصدي لركلة الجزاء على نطاق واسع، مرفقة بكلمات الإعجاب والثناء، ما جعله أيقونة المباراة بلا منازع.
في المقابل، لم يخفِ مشجعو ريال مدريد إحباطهم من التعادل، معتبرين أن بونو كان السبب الرئيسي في حرمان فريقهم من الانتصار، بينما دعا البعض إلى ضرورة دراسة خطط الخصوم بشكل أعمق لتجنب مفاجآت مماثلة في اللقاءات المقبلة.
الهلال من جانبه يسعى للبناء على هذه البداية القوية، وهو يدرك أن مشواره في البطولة ما زال في بدايته، لكن الحالة المعنوية المرتفعة بعد هذا التعادل الثمين قد تشكل دافعًا إضافيًا للفريق لتحقيق نتائج أفضل في الجولات القادمة.
المدرب البرتغالي خورخي جيسوس أشاد بعد اللقاء بتركيز لاعبيه وخاصة بونو، مؤكدًا أن فريقه كان مستعدًا جيدًا لمواجهة ريال مدريد، وأن ما حققه في المباراة الأولى هو انعكاس للعمل الجماعي والانضباط التكتيكي الذي طُبّق بحذافيره.
ويستعد الهلال الآن لمواجهة خصوم آخرين في المجموعة، لكن تظل الأنظار موجهة نحو بونو الذي بات يمثل عنصر الثقة الأبرز في صفوف الفريق، وربما ورقة الحسم في المباريات المقبلة، وسط توقعات بمواصلة التألق وقيادة الفريق لأدوار متقدمة.