في تحذير صحي لافت، أطلقت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة جازان تنبيهاً طبياً بشأن معدل ضربات القلب أثناء الراحة، مشيرة إلى أن تجاوز عدد النبضات 100 في الدقيقة يمكن أن يكون مؤشراً مقلقاً على الإصابة بما يُعرف طبياً بـ"تسرّع القلب"، وهو اضطراب قد يتطلب تدخلاً عاجلاً في بعض الحالات.
وأكدت "صحة جازان" في بيانها أن تجاهل هذا النوع من الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات صحية غير متوقعة، داعية الجميع، مواطنين ومقيمين، إلى ضرورة التوجه إلى الطبيب عند ملاحظة استمرار تسارع النبض، خصوصاً في أوقات الراحة أو دون وجود محفز واضح مثل الجهد البدني.
إقرأ ايضاً:بصحة أفضل ورؤية 2023 .. السعودية تقود الوعي الغذائي بإلزام المطاعم بكشف كل التفاصيللحظات فارقة تنقذ سبعيني من الموت.. خلل في جهاز القلب واستجابة عاجلة تغيّر المصير!
ورغم هذا التحذير، أوضحت المديرية أن ارتفاع نبض القلب ليس دائماً مؤشراً على خطر محدق، إذ يمكن أن يكون ناتجاً عن ظروف مؤقتة مثل التوتر النفسي، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو حتى بعد مجهود رياضي عنيف، مما يجعل تقييم السياق الصحي العام للمريض أمراً ضرورياً.
وشددت وزارة الصحة من خلال منشوراتها التوعوية على أهمية معرفة الفرد لمعدله الطبيعي في ضربات القلب ومراقبته بشكل دوري، مشيرة إلى أن التفاوت في هذا المعدل قد يعود لعوامل متعددة كوزن الجسم، والعوامل النفسية، ونوعية النشاط البدني، إضافة إلى تأثيرات بعض الأدوية أو العادات اليومية.
وحرصت الوزارة على تسليط الضوء على أن استخدام الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، مثل الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة، يمكن أن يكون وسيلة فعالة لرصد التغيرات في معدل النبض على مدار اليوم، مما يساعد على كشف الاضطرابات مبكراً، لا سيما لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو من لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب.
وأشارت أيضاً إلى أن البعض قد يشعر بخفقان أو تسارع في النبض بشكل مفاجئ دون أي مقدمات واضحة، وهو ما يجب ألا يتم الاستهانة به، حيث قد يتكرر ذلك ويؤثر على جودة الحياة، أو يكون مؤشراً مبكراً على اضطراب قلبي يستدعي الفحص والتشخيص الطبي الدقيق.
وفي سياق متصل، أوضحت الوزارة أن هناك حالات معينة يكون فيها ارتفاع النبض مقبولاً أو حتى طبيعياً، مثل فترات القلق أو عند التعرض للضغط النفسي، إلا أن استمرار النبض السريع لفترات طويلة أو تكراره دون تفسير واضح يُعد سبباً كافياً لزيارة الطبيب.
وقدمت "صحة جازان" مجموعة من النصائح عبر قنواتها الرسمية للتعامل مع التغيرات في نبض القلب، من بينها أهمية الراحة عند الشعور بالخفقان، وتجنب المشروبات المنبهة، وممارسة تقنيات الاسترخاء، كالتنفس العميق أو التأمل، ما يسهم في خفض التوتر وتحسين معدل النبض.
كما حثت الوزارة الأفراد على عدم الاعتماد على التشخيص الذاتي أو المعلومات غير الموثوقة عبر الإنترنت، بل أوصت بالرجوع إلى المصادر الرسمية أو استشارة المختصين عبر الرقم الموحد 937، أو من خلال الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة السعودية.
وبيّنت أن التوعية الصحية تلعب دوراً محورياً في الوقاية من أمراض القلب، معتبرة أن المعرفة بالمؤشرات الحيوية للجسم مثل معدل ضربات القلب من أهم الخطوات للحفاظ على سلامة القلب وتجنب المضاعفات.
وأضافت الوزارة أن التعامل السريع مع أعراض مثل تسرّع القلب يمكن أن يمنع تطور الحالة إلى مضاعفات أكثر خطورة، مشيرة إلى أن التباطؤ في اتخاذ القرار الطبي قد يكلف المريض الكثير من حيث الصحة وحتى التكلفة العلاجية لاحقاً.
كما دعت "صحة جازان" إلى اعتبار مراقبة القلب جزءاً من الروتين اليومي، خصوصاً لأولئك الذين تتجاوز أعمارهم الأربعين أو لديهم تاريخ طبي في أمراض القلب، موضحة أن الفحوصات الدورية تمثل خط الدفاع الأول للكشف المبكر عن الأمراض.
وفي ظل الانتشار الواسع للتقنيات الصحية القابلة للارتداء، شددت الوزارة على أهمية استخدامها ليس فقط في تتبع اللياقة، بل كأداة إنذار مبكر تساعد على اتخاذ الإجراءات الطبية السليمة في الوقت المناسب.
وأشارت إلى أن هذه الأجهزة، رغم بساطتها، قد تسهم في إنقاذ الأرواح عندما تُستخدم بوعي، مشيدة بتزايد الوعي المجتمعي بالصحة القلبية ومؤكدة أن الوقاية تبدأ من معرفة الفرد بجسمه والإصغاء لإشاراته.
وختاماً، أكدت وزارة الصحة أن الشراكة بين المواطن والجهات الصحية تبدأ من الانتباه للأعراض البسيطة التي قد تبدو عابرة، لكنها قد تحمل مؤشرات لأمراض تستدعي التدخل، مشددة على أن الاهتمام بصحة القلب لم يعد خياراً، بل ضرورة يومية لا ينبغي إغفالها.