حذر الدكتور فهد الخضيري، الباحث المتخصص في المسرطنات، مرضى الكلى والكبد من السفر إلى دول يُعتبر مستوى الخدمات الطبية فيها متدنيًا لإجراء عمليات زراعة الأعضاء دون استشارة الطبيب المعالج والمتابع لحالتهم الصحية.
وأكد الخضيري أن نسبة نجاح هذه العمليات في تلك الدول لا تتجاوز 5%، وفقًا للإحصائيات المتاحة، مشيرًا إلى أن هذه العمليات تتم غالبًا خارج الإطار الطبي المعتمد والمعايير الصحية اللازمة.
إقرأ ايضاً:زلزال في النصر: إقالة بيولي تفتح أبواب التغيير الكبير وتضع رونالدو على مفترق طرق!"لأن الفرح أمانة.. رجل يعفو عن قاتل حفيده ويؤجل حزنه كي لا يفسد بهجة العرس"
وأوضح الخضيري أن ظاهرة السفر لإجراء زراعة الأعضاء في مثل هذه الدول تحولت إلى تجارة غير قانونية وفاسدة، لا تلتزم بشروط التعقيم أو المعايير الطبية الأساسية، وأضاف أن هذه العمليات تُجرى في كثير من الأحيان دون التأكد من تطابق الأنسجة بين المتبرع والمتلقي، كما لا تُقدم الرعاية الطبية اللاحقة التي يحتاجها المرضى بشكل عاجل، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تصل إلى الوفاة قبل عودة المريض إلى بلده.
وأشار إلى أن حوالي 95% من المرضى الذين يخضعون لتلك العمليات في هذه الدول يواجهون مصيرًا مأساويًا، بسبب ما وصفه بـ"عصابات الاتجار بالأعضاء" التي تهتم فقط بتحصيل الأموال دون تقديم أي رعاية طبية حقيقية، وأضاف أن هؤلاء المرضى يتركون في مواجهة مخاطر صحية بالغة دون دعم طبي يذكر، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل كبير.
وفي سياق متصل، نبه الدكتور فهد الخضيري إلى انتشار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي يظهر فيه شخص مجهول يدعي علاج أمراض الكلى باستخدام خلطة طبيعية أو وصفة غامضة.
وأكد أن هذه الادعاءات تشكل خطرًا جديًا على المرضى، إذ تدفع البعض منهم إلى التوقف عن تلقي العلاج الطبي المناسب أو جلسات الغسيل الكلوي الضرورية، وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تودي بحياتهم.
وشدد الخضيري على أن هذه الادعاءات، التي توصف بأنها مجانية أو بدافع الخير، ليست سوى غطاء لاستغلال المرضى ماديًا ومعنويًا، داعيًا الجميع إلى التحلي بالحذر الشديد والاعتماد فقط على الأطباء المختصين والمصادر الطبية الموثوقة في معالجة أمراضهم، وأوضح أن الخروج عن هذا المسار يمكن أن يعرض حياة المرضى للخطر، وينقلهم من حالة مرضية يمكن السيطرة عليها إلى وضع صحي حرج أو حتى الموت.
وأكد أن دور الطبيب والمتخصصين هو الأساس في تقديم التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، وأن الالتزام بالخطة العلاجية الموصوفة والمتابعة المستمرة من قبل الأطباء هي الضمان الحقيقي لصحة المرضى وسلامتهم.
كما دعا الجهات المختصة إلى تكثيف الرقابة على المحتوى الطبي المتداول في وسائل التواصل، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يروجون للعلاجات غير المعتمدة أو الضارة.
في الختام، حث الدكتور فهد الخضيري مرضى الكلى والكبد وأسرهم على عدم الانسياق وراء المغريات الزائفة التي قد تعرض حياتهم للخطر، مشددًا على أهمية التعاون مع الفريق الطبي المختص والابتعاد عن كل ما هو غير موثق ومثبت علميًا لضمان أفضل فرص للشفاء والحفاظ على الصحة.