أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء عن تسجيل مستحضر "وينريفير" (سوتاتيرسيبت)، ليُضاف إلى قائمة العلاجات المعتمدة في المملكة لعلاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي لدى البالغين، وتحديدًا المرضى المصنفين ضمن الدرجة الوظيفية الثانية أو الثالثة، وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية.
ويُعد هذا المستحضر من الأدوية اليتيمة التي صُنفت سابقًا ضمن "برنامج الأدوية اليتيمة"، في إطار الجهود الوطنية لتعزيز تنوع الخيارات العلاجية المتقدمة، خاصة في مجال الأمراض النادرة والمستعصية.
إقرأ ايضاً:
اشتراطات صحية جديدة.. السعودية تحظر استخدام البيض الطازج في تحضير المايونيز لحماية المستهلكمدينة جازان الصناعية تعلن.. التسجيل مفتوح الآن في ورش مهنية معتمدة داخل أكاديمية جازانويمثل ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي أحد أكثر الأمراض الرئوية خطورة، إذ يؤدي إلى تضيق وسماكة الأوعية الدموية داخل الرئتين، ما ينتج عنه أعراض مرهقة تشمل ضيق التنفس، وألمًا في الصدر، وإرهاقًا مستمرًا يؤثر سلبًا على جودة الحياة، ويضع عبئًا متزايدًا على القلب والرئتين.
ويمثل وجود علاج نوعي وفعّال خيارًا مهمًا لتحسين حالة المرضى وتقليل تدهور الحالة السريرية مع مرور الوقت، ويعتمد المستحضر الجديد على آلية علاجية مبتكرة ترتكز على تثبيط مادة "الأكتيفين"، وهي من المواد التي تؤدي إلى زيادة سماكة جدران الأوعية الدموية، وتلعب دورًا رئيسيًا في ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي.
ومن خلال هذا التثبيط، يعمل الدواء على استعادة التوازن في إشارات نمو الخلايا، وتحسين تدفق الدم داخل الرئتين، ما يخفف من الضغط الواقع على القلب، ويزيد من كفاءة نقل الأوكسجين، ويعزز القدرة الجسدية للمريض على ممارسة أنشطته اليومية، وبالتالي يرفع من جودة حياته بشكل عام.
وقد أكدت الهيئة أن قرار التسجيل استند إلى تقييم دقيق وشامل لفعالية المستحضر وسلامته وجودته، من خلال مراجعة كافة البيانات العلمية والدراسات السريرية المرتبطة به، والتي أظهرت نتائج مبشّرة، إذ بيّنت الدراسات أن العلاج أسفر عن انخفاض كبير في خطر تفاقم المرض أو الوفاة لدى المرضى من الفئة المستهدفة، مع دلالة إحصائية واضحة وأهمية سريرية ملموسة.
كما أظهرت البيانات أن الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا كانت محدودة وتشمل الصداع، ونزيف الأنف، والحكة الجلدية، وجميعها تُعد من الأعراض الخفيفة التي يمكن التعامل معها سريريًا دون مضاعفات تذكر.
ويأتي تسجيل هذا الدواء ضمن جهود الهيئة المستمرة لتوفير علاجات متقدمة في المملكة، وبخاصة لمرضى الأمراض النادرة التي تعاني من نقص حاد في البدائل العلاجية، وفي هذا السياق، أطلقت الهيئة "برنامج الأدوية اليتيمة"، بوصفه أحد البرامج الإستراتيجية لدعم الابتكار الدوائي في المملكة، عبر توفير حوافز ومزايا للمصنّعين وشركات الدواء.
تشمل الأولوية في التسجيل، والاستشارات العلمية، والاجتماعات التمهيدية، وذلك بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحقيق تحول فعّال في القطاع الصحي يركز على الوقاية وجودة الرعاية.
