في مشهد جوي يعكس التنوع المناخي الكبير الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية، توقع المركز الوطني للأرصاد اليوم الجمعة، أن تعيش البلاد ثلاث حالات جوية متباينة، تتراوح بين الأمطار الرعدية الغزيرة، والرياح المثيرة للغبار، والأجواء شديدة الحرارة.
وأشار المركز في تقريره اليومي إلى أن الفرصة لا تزال مهيأة بشكل كبير لهطول أمطار رعدية، قد تكون مصحوبة برياح نشطة وزخات من البرد، على مرتفعات مناطق جازان، وعسير، والباحة، وأجزاء من منطقة مكة المكرمة، في استمرار للحالة المطرية الصيفية على المرتفعات الجنوبية الغربية.
إقرأ ايضاً:
"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العامبعد نوبة صحية خطيرة.. الهلال الأحمر في جازان ينقذ رضيعًا من خطر التشنجات في موقع جبلي معزولوفي المقابل، يستمر تأثير الرياح النشطة التي تثير الأتربة والغبار على مساحات واسعة من المملكة، تشمل مناطق نجران، والرياض، والمدينة المنورة، وأجزاء أخرى من منطقة مكة المكرمة، مما يؤدي إلى تدنٍ ملحوظ في مدى الرؤية الأفقية.
وقد وجه المركز تحذيرًا خاصًا لمرتادي الطريق الساحلي الواصل إلى منطقة جازان، حيث من المتوقع أن تصل كثافة الغبار إلى ذروتها، مما قد يؤدي إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية، وهو ما يتطلب أقصى درجات الحيطة والحذر من قائدي المركبات.
أما الحالة الجوية الثالثة، فتتركز على المنطقة الشرقية، التي من المتوقع أن يسودها طقس حار إلى شديد الحرارة، لتكتمل بذلك صورة الطقس المتباينة التي تشهدها المملكة اليوم، والتي تتطلب من الجميع متابعة التنبيهات الخاصة بكل منطقة.
ولم تقتصر التقلبات على اليابسة فقط، بل امتدت لتشمل البحر الأحمر، الذي يشهد انقسامًا واضحًا في حالته، حيث يسوده الهدوء النسبي في جزأيه الشمالي والأوسط، برياح خفيفة لا تتجاوز سرعتها اثنين وعشرين كيلومترًا في الساعة، وأمواج لا تزيد عن المتر الواحد.
لكن الصورة تتغير بشكل دراماتيكي في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، الذي يشهد رياحًا نشطة تصل سرعتها إلى خمسين كيلومترًا في الساعة، مما يؤدي إلى هيجان البحر وارتفاع الأمواج إلى ما يزيد عن مترين ونصف المتر، في حالة جوية خطرة تتطلب إيقاف كافة الأنشطة البحرية.
وعلى الضفة الأخرى، يبدو الخليج العربي أكثر هدوءًا، حيث تكون حركة الرياح خفيفة إلى معتدلة، ولا يتجاوز ارتفاع الموج المتر الواحد، لتكون حالته خفيفة الموج بشكل عام، ومناسبة للأنشطة البحرية بحذر.
إن هذه المنظومة الجوية المعقدة، التي تجمع بين الأمطار والبرد والغبار والحرارة الشديدة في يوم واحد، تستدعي وعيًا كبيرًا من كافة أفراد المجتمع، وضرورة الالتزام بالتوجيهات التي تصدرها الجهات المعنية، وعلى رأسها المركز الوطني للأرصاد والدفاع المدني.
ففي المناطق التي تشهد أمطارًا رعدية، يجب الابتعاد بشكل كامل عن بطون الأودية ومجاري السيول، وعدم المخاطرة بعبورها، والحذر من الرياح الهابطة القوية التي قد تصاحب السحب الرعدية، وتساقط حبات البرد التي قد تلحق أضرارًا بالمركبات والممتلكات.
أما في المناطق التي تتأثر بالأتربة والغبار، فيُنصح مرضى الجهاز التنفسي والربو بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، مع ارتداء الكمامات الواقية، بينما يتوجب على السائقين تخفيف السرعة وترك مسافة أمان كافية، خاصة على الطرق السريعة.
وتأتي هذه التوقعات الدقيقة لتؤكد على الدور المحوري الذي يلعبه المركز الوطني للأرصADC، في رصد ومتابعة الظواهر الجوية، وتوفير المعلومة الموثوقة التي تساهم في حماية الأرواح والممتلكات، وتعزيز السلامة العامة في كافة أنحاء المملكة.
في المحصلة النهائية، يشهد طقس المملكة اليوم الجمعة حالة من التنوع الكبير، التي تتطلب من كل فرد أن يكون على دراية بطقس منطقته، وأن يلتزم بتعليمات السلامة، لتمر هذه التقلبات الجوية بسلام على الجميع.
