كشفت شركة طيران ناس، الناقل الجوي السعودي الاقتصادي الرائد، عن خطوة تاريخية تضعها في مصاف الشركات المدرجة بالسوق المالية السعودية، حيث أعلنت اليوم الاثنين عن عزمها طرح 30% من أسهمها للاكتتاب العام في خطوة هي الأولى من نوعها لشركة طيران خليجية منذ قرابة عقدين من الزمان، وتأتي هذه الخطوة الاستراتيجية في وقت تشهد فيه المملكة نشاطاً متزايداً في سوق الطروحات الأولية تماشياً مع رؤية 2030 وخطط تنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن النفط، وتعكس ثقة المستثمرين في قطاع الطيران السعودي الذي شهد نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة رغم التحديات العالمية التي واجهت القطاع، كما تعد مؤشراً على نضج الشركة وقدرتها على المنافسة في سوق يتسم بالتنافسية العالية.
وأوضحت نشرة الاكتتاب المنشورة على موقع هيئة السوق المالية السعودية أن الشركة ستطرح 51.3 مليون سهم للمستثمرين، وهو ما يمثل 33.4% من رأس المال الحالي للشركة البالغ 1534.25 مليون ريال والمقسم إلى 153.43 مليون سهم بقيمة اسمية تبلغ 10 ريالات للسهم الواحد، وبعد إتمام عملية الطرح سيرتفع رأس مال الشركة ليصل إلى 1708.52 مليون ريال مقسماً على 170.85 مليون سهم، مما يعكس التوسع الاستراتيجي الذي تخطط له الشركة في المرحلة المقبلة، وقد حددت الشركة الفترة بين 28 مايو حتى الأول من يونيو موعداً للاكتتاب، مما يمنح المستثمرين فرصة للمشاركة في نمو واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في المنطقة، وتأتي هذه الخطوة بعد موافقة هيئة السوق المالية على الطرح في 28 مارس 2025م، مما يؤكد استيفاء الشركة للمتطلبات التنظيمية للإدراج.
وتكتسب هذه الخطوة أهمية كبيرة كونها تمثل أول اكتتاب عام لشركة طيران خليجية منذ نحو عقدين من الزمان، مما يجعلها علامة فارقة في تاريخ قطاع الطيران الإقليمي الذي يشهد تحولات كبرى في ظل المنافسة المتزايدة والتوجه نحو نماذج تشغيلية أكثر كفاءة، وتعد شركة طيران ناس المملوكة بنسبة 37.1% من قبل شركة المملكة القابضة من أبرز شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة، حيث تشغل شبكة واسعة من الرحلات الجوية داخل المملكة وإلى وجهات إقليمية ودولية متعددة، ويأتي هذا الطرح في وقت تسعى فيه الشركة لترسيخ مكانتها كناقل جوي منخفض التكلفة قادر على المنافسة محلياً وإقليمياً، خاصة مع التوسع الكبير الذي يشهده قطاع السياحة والسفر في المملكة ضمن مستهدفات رؤية 2030.
وتخطط الشركة لاستثمار عوائد الطرح في تعزيز أسطولها من الطائرات وتوسيع شبكة وجهاتها ونطاق عملياتها، مما سيمكنها من تلبية الطلب المتزايد على خدمات النقل الجوي في المملكة والمنطقة، وسيساهم في تحسين كفاءة العمليات وتعزيز تجربة المسافرين، وتأتي هذه الخطط التوسعية في إطار استراتيجية الشركة للنمو المستدام وزيادة حصتها السوقية في قطاع يشهد منافسة شرسة، ويتماشى هذا التوجه مع الاستثمارات الضخمة التي تشهدها البنية التحتية للنقل الجوي في المملكة، بما في ذلك توسعة المطارات القائمة وإنشاء مطارات جديدة لاستيعاب النمو المتوقع في حركة المسافرين خلال السنوات القادمة، كما يأتي بالتزامن مع توقيع الشركة لاتفاقيات استراتيجية مع شركات عالمية مثل "سافران العالمية" المتخصصة في تصنيع مقاعد الطائرات.
ويرى خبراء القطاع المالي أن طرح شركة طيران ناس للاكتتاب العام يمثل فرصة استثمارية واعدة للمستثمرين الراغبين في الدخول إلى قطاع النقل الجوي السعودي الذي يشهد نمواً متسارعاً، خاصة مع التوقعات المتفائلة بنمو قطاع السياحة والسفر في المملكة خلال السنوات القادمة، ومن المتوقع أن يشهد الاكتتاب إقبالاً كبيراً من المستثمرين المؤسسيين والأفراد على حد سواء نظراً للسمعة القوية التي تتمتع بها الشركة والإمكانات الكبيرة للنمو في المستقبل، كما سيساهم هذا الإدراج في تعزيز عمق السوق المالية السعودية وتنويع القطاعات المدرجة فيها، مما يعزز من جاذبيتها للمستثمرين الإقليميين والدوليين، ويجسد التقدم الذي تحرزه المملكة في تطوير أسواقها المالية وجذب المزيد من الشركات للإدراج كجزء من رؤيتها الاقتصادية الطموحة.