في خطوة استراتيجية تعكس تنامي دور القطاع الصحي في دعم القطاعات الحيوية داخل المملكة، أعلنت شركة المركز الكندي الطبي عن توقيع اتفاقية توريد كبرى مع شركة التعدين العربية السعودية "معادن"، تبلغ قيمتها 93,666,684 ريال سعودي، وتمتد على مدار ثلاث سنوات، وذلك بهدف تقديم خدمات طبية شاملة وتشغيل العيادات داخل مواقع "معادن" المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة، هذه الاتفاقية تمثل نقلة نوعية للمركز الكندي الطبي، وتندرج ضمن مسار توسع مدروس يعكس طموحات الشركة في ترسيخ حضورها في قطاع الخدمات الصحية المهنية المرتبطة بالصناعات الكبرى.
الاتفاق الذي تم الإعلان عنه عبر منصة "تداول السعودية" ليس مجرد عقد مالي، بل هو شراكة استراتيجية بين عملاقين في مجالَين مختلفين ولكنهما متكاملان: الرعاية الصحية والتعدين، فمن جهة تسعى شركة "معادن" لتعزيز صحة وسلامة موظفيها العاملين في بيئات صناعية وجغرافية متنوعة تتطلب جهوزية طبية عالية المستوى، ومن جهة أخرى يفتح هذا التعاون أمام المركز الكندي الطبي آفاقًا جديدة للتوسع في تقديم خدمات صحية ميدانية متقدمة، تعزز من مكانته كمزوّد رئيسي للرعاية الصحية في البيئات التشغيلية المعقدة.
الشراكة تحمل في طياتها بعدًا نوعيًا مهمًا، حيث سيشمل نطاق الخدمات تقديم رعاية طبية متكاملة في مواقع حساسة تتطلب استجابة طبية فورية، ما يضع المركز الكندي أمام تحديات مهنية تتطلب أعلى درجات الجاهزية، من تجهيزات طبية حديثة، إلى فرق طبية مدرّبة وقادرة على العمل في ظروف مختلفة، ومن المتوقع أن تبدأ آثار هذا التعاون في الظهور على نتائج الشركة المالية ابتداءً من الربع الثالث من عام 2025، وهو ما يعكس نظرة مستقبلية متفائلة مدفوعة بثقة "معادن" في قدرة المركز الكندي على تلبية احتياجاتها.
التوسّع في تقديم خدمات العيادات الطبية التشغيلية داخل المواقع الصناعية يشير إلى تحول نوعي في استراتيجية المركز الكندي الطبي، الذي بات يستهدف شراكات مع مؤسسات ضخمة تنشط في القطاعات الاقتصادية الحيوية، هذه الشراكات لا تسهم فقط في تنمية إيرادات الشركة بل تعزز من سجلّها المهني وتفتح أمامها مزيدًا من فرص النمو داخل المملكة وخارجها خصوصًا في ظل الطلب المتزايد على خدمات الرعاية الصحية المتخصصة في بيئات العمل الميدانية.
ما يميّز هذه الاتفاقية أنها جاءت في وقت حساس تشهده المملكة من حيث الدفع نحو التنويع الاقتصادي وتكامل القطاعات، وهو ما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تشجّع على التكامل بين القطاعات الحيوية، وتدعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ومع دخول العقد حيّز التنفيذ سيكون المركز الكندي أمام مسؤولية كبرى لتقديم خدمات صحية وفق أعلى المعايير تعكس صورة الاحترافية والمهنية التي تحتاجها بيئات العمل في شركات كبرى بحجم "معادن".
التوقيع على هذا العقد يعكس ثقة "معادن" في الشريك الطبي الذي اختارته، كما يؤكد قدرة المركز الكندي على التوسع في مجال الطب الصناعي، وهو مجال دقيق يتطلب مزيجًا من الكفاءة التقنية والسرعة في الاستجابة، فالمواقع التي تعمل فيها "معادن" ليست مواقع تقليدية بل هي مناطق ذات طبيعة خاصة تتطلب جاهزية طبية مستمرة، وخدمة لا تنقطع، وتواجدًا فعّالًا على مدار الساعة.
هذه الخطوة قد تفتح المجال أمام شراكات مستقبلية أخرى بين المركز الكندي الطبي ومؤسسات اقتصادية كبرى، وهو ما يعزز من مكانة الشركة كمزوّد موثوق للرعاية الصحية التشغيلية، ويضعها في مصاف الشركات التي تسهم بشكل مباشر في دعم الاقتصاد الوطني من خلال خدماتها عالية الجودة، وبينما تبدأ رحلة تنفيذ الاتفاقية، يبقى الأمل معقودًا على أن تكون هذه الشراكة نموذجًا يحتذى به في تكامل الخدمات الصحية مع القطاع الصناعي في المملكة.