أثارت المواجهة الجوية الأخيرة بين الطائرات الباكستانية والهندية اهتمامًا عالميًا واسعًا، خصوصًا بعد تداول أنباء عن إسقاط طائرات هندية متقدمة من قبل مقاتلات صينية الصنع تابعة للقوات الجوية الباكستانية، الحدث الذي وصفه مراقبون بأنه تطور نوعي في ميزان القوة الجوية الإقليمية، فتح الباب أمام تساؤلات عديدة بشأن مدى التطور التكنولوجي الذي وصلت إليه صناعة السلاح الصيني، وتأثير ذلك على التوازنات العسكرية في آسيا والعالم.
وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية أميركية، فإن القوات الجوية الباكستانية استخدمت طائرة "جيه-10" الصينية الصنع لإسقاط طائرتين على الأقل تابعتين لسلاح الجو الهندي، إحداهما من طراز "رافال" الفرنسية، في سابقة قد تكون الأولى من نوعها من حيث استخدام هذه المقاتلة في معركة جوية مباشرة.
وأشارت التقارير ذاتها إلى أن طائرات "إف-16" الأميركية التي تمتلكها باكستان لم تشارك في عملية الإسقاط، مما يُعزز من مكانة المقاتلات الصينية في ساحة القتال الفعلي، وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، صرّح لوسائل الإعلام بأن الطائرات المستخدمة في الهجوم كانت من طراز "جيه-10"، وأكد إسقاط ثلاث طائرات هندية من طراز "رافال".
يُعتبر هذا الاشتباك الجوي بمثابة اختبار عملي حقيقي لأداء الطائرات والصواريخ من نوع "جو-جو" في بيئة قتال حية، وهي فرصة نادرة يمكن من خلالها تقييم كفاءة الأنظمة القتالية بشكل دقيق، ما يجعلها محط تحليل من قبل كبريات الجيوش حول العالم.
الحدث أثار اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الدفاعية الدولية، خاصة في الولايات المتحدة والصين، في ظل التنافس المتصاعد بين البلدين في المجالين العسكري والتكنولوجي، خصوصًا في ضوء الاستعدادات الجارية لاحتمالات تصاعد التوتر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أو حول تايوان.
الخبراء العسكريون أشاروا إلى أن الأداء الميداني للطائرات الصينية في مثل هذا النوع من الاشتباكات، سيساعد في توجيه بوصلة التطوير المستقبلي لأنظمة السلاح على مستوى العالم، الأنظار أيضًا توجهت إلى أداء الصواريخ المستخدمة في المعركة، وبشكل خاص صاروخ "بي إل 15" الصيني الذي يُعد من أكثر الأسلحة تطورًا في ترسانة بكين، حيث تمت مقارنته بالصاروخ الأوروبي "ميتيور" الذي تستخدمه الهند.
مصادر عسكرية غربية ذكرت أن إحدى الصور المسربة من موقع الاشتباك قد تُظهر صاروخًا أوروبياً فشل في إصابة هدفه، ما قد يعزز من فرضية تفوق النسخة الصينية، ومع ذلك لا تزال هناك تساؤلات حول نوع النسخة المستخدمة من "بي إل 15"، سواء كانت تلك التي تمتلكها الصين حصريًا أو نسخة التصدير الأقل مدى.
ويُعد صاروخ "بي إل 15" الذي يعمل بالوقود الصاروخي، محل اهتمام استخباراتي غربي منذ سنوات، نظراً لما تردد عن امتلاكه مدى أطول من الصواريخ الغربية المنافسة، ورغم أن بعض المصادر الغربية تنفي تفوقه المطلق، فإن الأداء الميداني قد يكون قدم دلائل جديدة حول إمكاناته.
وكنتيجة لذلك تعمل الولايات المتحدة على تسريع تطوير صاروخ "AIM-260" من إنتاج شركة "لوكهيد مارتن" لمعادلة هذا التفوق المحتمل، في خطوة تعكس إعادة توجيه الأولويات الاستراتيجية نحو احتواء القدرات الصينية المتزايدة.
وبينما لا تزال تفاصيل الاشتباك الجوي محل دراسة وتحليل، يؤكد خبراء الطيران العسكري أن الحدث سيُشكل مرجعًا مهمًا في دوائر صنع القرار العسكري، ليس فقط في آسيا، بل في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، لما يحمله من مؤشرات على تغيير في قواعد الاشتباك ومستوى نضوج الصناعة الدفاعية الصينية.