في ضربة جديدة تؤكد التزام الجهات الأمنية في المملكة العربية السعودية بحماية المجتمع من آفة المخدرات، أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات عن إحباط محاولة تهريب ضخمة لمادة الإمفيتامين، تمثلت في ضبط أكثر من مليون ونصف قرص مخدر كانت مخبأة داخل شحنة طاولات تم تهريبها إلى العاصمة الرياض وهذه العملية الأمنية النوعية تأتي امتدادًا للجهود المستمرة التي تبذلها وزارة الداخلية لتعقب شبكات التهريب والترويج التي تستهدف أمن المملكة وشبابها.
تفاصيل العملية تشير إلى تنسيق محكم ورصد دقيق، حيث تمكنت الفرق المختصة من كشف الحيلة التي لجأ إليها المهربون بإخفاء الأقراص المخدرة ضمن شحنة تبدو في ظاهرها تجارية وهذه الحيلة لم تنطلِ على أعين رجال مكافحة المخدرات، الذين أظهروا كفاءة استخباراتية وميدانية عالية قادت إلى كشف المخطط قبل أن يصل إلى غايته الخطيرة.
وبعد ضبط الشحنة، تم تنفيذ سلسلة من العمليات الأمنية المتزامنة في منطقتي الرياض والشرقية، أسفرت عن القبض على المتورطين في استقبال هذه الشحنة، ووفقًا للمعلومات الرسمية، فإن المقبوض عليهم هم ثلاثة وافدين يحملون الجنسية السورية، إضافة إلى مواطن سعودي، وهو ما يعكس الطبيعة المتشابكة لشبكات التهريب التي تضم عناصر من جنسيات متعددة.
العملية الأمنية سلطت الضوء مجددًا على حجم التحديات التي تواجهها المملكة في التصدي لظاهرة المخدرات، خاصة تلك المصنعة مثل الإمفيتامين، والتي تُعد من المواد ذات التأثير المدمر على الجهاز العصبي، وتستهدف الفئات الشابة على وجه الخصوص، وتعكس هذه الضبطية حجم المحاولات المتكررة التي تسعى لترويج هذه المواد داخل المجتمع السعودي، إلا أن يقظة الأجهزة الأمنية تقف لها بالمرصاد.
وفي إطار جهود التوعية، جددت الجهات الأمنية دعوتها للمواطنين والمقيمين بضرورة التعاون والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بالتهريب أو الترويج، وأكدت أن جميع البلاغات التي ترد عبر الأرقام المخصصة أو البريد الإلكتروني سيتم التعامل معها بسرية تامة، بما يضمن حماية المُبلغين وتعزيز دورهم كشركاء في حفظ أمن المجتمع.
كما دعت المديرية العامة لمكافحة المخدرات إلى الاستفادة من قنوات التواصل المتاحة لتقديم البلاغات، وهي: الرقم (911) لمناطق مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض، والمنطقة الشرقية، والرقم (999) لبقية المناطق، بالإضافة إلى الرقم المباشر لمكافحة المخدرات (995) والبريد الإلكتروني (995@gdnc.gov.sa)، وذلك في إطار تعزيز الاستجابة السريعة لكل ما يهدد أمن الوطن.
هذه الضبطية تُعد واحدة من بين العديد من العمليات النوعية التي نفذتها الأجهزة الأمنية خلال الفترة الأخيرة، في سياق استراتيجيتها الشاملة لمكافحة المخدرات، والتي ترتكز على محاور الرصد المبكر، والملاحقة، والتوعية، والتعاون الدولي، وهو ما أثمر عن إحباط عشرات المحاولات الخطيرة التي كانت تستهدف شباب الوطن.
في المحصلة، تؤكد هذه العملية نجاح منظومة الأمن السعودي في مواكبة التحديات المستجدة، وتعزيز قدرتها على إحباط خطط المروجين والمهربين قبل أن تتحول إلى كوارث صحية واجتماعية، ويظل وعي المواطنين وتعاونهم عاملًا أساسيًا في دعم هذه الجهود الوطنية، من خلال التبليغ والمساهمة في بناء جدار أمان يحمي المجتمع من أخطار هذه السموم القاتلة.