شهدت العاصمة البحرينية اليوم توقيع عقد استكمال مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية، في خطوة جديدة تجسد عمق الشراكة التنموية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، حيث تسهم المملكة بتمويل المشروع عبر الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ يصل إلى مليار ريال سعودي، دعمًا منها لتعزيز القطاع الصحي في المملكة الشقيقة، بما يتماشى مع رؤية الجانبين في تطوير بنى الرعاية الصحية وفقًا لأعلى المعايير العالمية. وجرت مراسم التوقيع بحضور لافت لعدد من الشخصيات البارزة، على رأسهم رئيس المجلس الأعلى للصحة في البحرين الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، ووزير التعليم السعودي يوسف بن عبدالله البنيان، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية سلطان بن عبدالرحمن المرشد، ما يعكس اهتمام القيادات في البلدين بهذا المشروع الصحي الاستراتيجي.
ويُعد المشروع حجر أساس في البنية الصحية الحديثة، حيث يهدف إلى إنشاء مستشفى جامعي بطاقة استيعابية تبلغ 276 سريرًا، ومرافق متقدمة تتضمن مراكز طبية متخصصة تغطي طيفًا واسعًا من التخصصات، أبرزها الطب الباطني، وطب الأطفال، وطب النساء والولادة، وطب الجراحة، كما سيتضمن المشروع مباني تمتد على مساحة تتجاوز 70 ألف متر مربع، بالإضافة إلى توريد معدات وتجهيزات طبية متطورة تعزز من جودة الخدمات الصحية المقدمة.
إقرأ ايضاً: القرآن بلغات متعددة.. هدية تلامس قلوب الحجاج المغادرينرحلة الحجاج تختتم من منفذ الوديعة.. وتنظيم سعودي يُبهر الجميع
ويمثل المستشفى عنصرًا محوريًا في تمكين الكفاءات الطبية البحرينية، وفتح آفاق أوسع أمام طلبة كليات الطب عبر التدريب العملي والبحث العلمي، بما يسهم في تطوير منظومة التعليم الطبي ويحقق تكاملًا فعّالًا بين التعليم والخدمات الصحية المتقدمة، إلى جانب دعم الكوادر الصحية في مختلف التخصصات الطبية ذات الأولوية.
ويُعد هذا المشروع تتويجًا للعلاقات التاريخية الممتدة بين السعودية والبحرين، كما يندرج ضمن سلسلة من المبادرات والمشاريع التي يرعاها الصندوق السعودي للتنمية لدعم القطاعات الحيوية في الدول الشقيقة والصديقة، ولا سيما قطاع الصحة الذي يُعد محورًا رئيسًا في منظومة التنمية المستدامة، لما له من دور حيوي في تعزيز جودة الحياة وتحقيق الرفاه الاجتماعي.
كما عبّر مسؤولو البلدين عن تفاؤلهم بقدرة المشروع على إحداث نقلة نوعية في البنية التحتية الطبية والتعليمية في البحرين، مؤكدين أن مثل هذه المشروعات تُسهم في تعزيز الرعاية الشاملة، وتدعم الخطط الحكومية نحو بناء اقتصاد صحي مستقر يقوم على الابتكار والمعرفة، ويُلبي احتياجات المواطنين والمقيمين على حد سواء.
وقد حضر مراسم التوقيع عدد من الوزراء وكبار المسؤولين البحرينيين، من بينهم وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن مبارك جمعة، ووزير الأشغال المهندس إبراهيم الحواج، ووزيرة الصحة الدكتورة جليلة بنت السيد، ورئيس جامعة الخليج العربي الدكتور سعد آل فهيد، في تأكيد جماعي على أهمية المشروع من حيث التأثير والامتداد، سواء في الحاضر أو في آفاق المستقبل.
هذا ويُنتظر أن يكون لمستشفى الملك عبدالله الطبي دور ريادي في دفع عجلة الخدمات الصحية والتعليمية قدمًا، عبر خلق بيئة علاجية وتعليمية متكاملة، تدعم خطط البحرين في التحول إلى مركز إقليمي للتميز الطبي في المنطقة، مستفيدة من التمويل السعودي الكريم، والدعم المؤسسي الذي يوفره الصندوق السعودي للتنمية.