يواصل الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، مهمته الفنية بتحضير تقرير مفصل حول مشاركة "الأخضر" الأخيرة في بطولة كأس الكونكاكاف الذهبية، والتي خرج منها الفريق في ربع النهائي بعد خسارة مؤلمة أمام منتخب المكسيك.
هذا التقرير المنتظر سيُرفع إلى اللجنة الفنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث سيتضمن التقييم الفني الكامل للبطولة، وتفاصيل أسباب الخروج، مع مقترحات للمرحلة المقبلة التي تعد الأكثر حساسية في مشوار المنتخب نحو مونديال 2026.
إقرأ ايضاً:تحدث بأي لغة واسمع الترجمة في أذنك.. "آبل" تجهز لـ"ثورة" في التواصل عبر سماعات AirPods"إنترنت بسرعة الضوء".. علماء من كوريا الجنوبية يكشفون عن "تقنية ثورية" قد تغير العالم
تأتي هذه الخطوة في ظل ترقب واسع داخل الأوساط الرياضية السعودية، حيث أثارت المشاركة في البطولة الكثير من التساؤلات حول أداء المنتخب تحت قيادة رينارد، الذي كان يواجه تحديًا جديدًا بمواجهة مدارس كروية مختلفة ضمن أجواء البطولة الأمريكية.
وعلى الرغم من بعض المؤشرات الإيجابية خلال الدور الأول، إلا أن الخروج أمام المكسيك كشف عن ثغرات واضحة في التكتيك والاستعداد البدني والذهني للاعبين، وهو ما يُفترض أن يتناوله التقرير بموضوعية فنية تامة.
وكانت بعثة المنتخب قد وصلت إلى الرياض صباح الإثنين، بعد رحلة مرهقة امتدت لنحو 20 ساعة من التنقلات الجوية عبر الولايات المتحدة قبل العودة إلى العاصمة.
هذه العودة الثقيلة على معنويات اللاعبين والجهاز الفني، تفتح الباب أمام تساؤلات حول جاهزية المنتخب للفترة القادمة، خصوصًا أن الطريق إلى كأس العالم أصبح أكثر تعقيدًا بعد فشل التأهل المباشر من التصفيات الآسيوية، حيث اضطر المنتخب لخوض الملحق القاري المؤهل.
وبالنظر إلى نتائج التصفيات، أنهى المنتخب السعودي المرحلة الأخيرة في المركز الثالث ضمن مجموعته، محققًا 13 نقطة فقط، خلف كل من اليابان المتصدرة بـ23 نقطة، وأستراليا بـ19 نقطة، وهما المنتخبان اللذان ضمنا تأهلهما مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
هذا التراجع في النتائج يفرض على الاتحاد السعودي ورينارد مراجعة الأداء بأعلى درجات الدقة، لا سيما أن المواجهات القادمة في الملحق القاري لا تحتمل الأخطاء.
وكان الاتحاد الآسيوي قد أعلن موعد إجراء قرعة الدور الرابع (الملحق القاري)، حيث تقام يوم 17 يوليو المقبل، لتحديد مجموعتين تضم كل منهما ثلاثة منتخبات.
ويتأهل أول كل مجموعة مباشرة إلى المونديال، بينما يخوض صاحبا المركز الثاني مواجهة فاصلة ذهابًا وإيابًا، والفائز منهما سيواجه منتخبًا من قارة أخرى في الملحق العالمي، المقرر بين 8 و14 أكتوبر القادم، وبذلك يتحول شهر أكتوبر إلى محطة حاسمة قد تحدد مستقبل الكرة السعودية على الساحة العالمية.
وتأهل إلى هذا الملحق الآسيوي كل من السعودية، قطر، الإمارات، عمان، العراق، وإندونيسيا، بعد احتلالهم المراكز الثالث والرابع في مرحلة المجموعات.
وهي منتخبات تتمتع بتاريخ وإمكانات متفاوتة، ما يجعل المجموعتين المرتقبتين متقاربتين في المستوى، ويزيد من صعوبة مهمة "الأخضر" الذي سيجد نفسه مطالبًا بتقديم مستويات عالية من الانضباط التكتيكي والجاهزية الذهنية والبدنية.
بالنسبة لهيرفي رينارد، فإن تقريره المقبل سيحمل ما هو أكثر من مجرد تحليل تقني؛ سيكون بمثابة شهادة مصيرية في استمراره على رأس الجهاز الفني، في ظل ضغوط إعلامية وجماهيرية متزايدة تطالب بتغيير حقيقي في الأداء والنتائج.
ومع أن الاتحاد السعودي لا يزال يمنحه الثقة، إلا أن أي إخفاق في ملحق أكتوبر قد يدفع الإدارة إلى إعادة النظر في مستقبل الجهاز الفني بالكامل، وفتح الباب أمام بدائل محلية أو أجنبية.
في المقابل، يؤكد المقربون من الجهاز الفني أن رينارد يرى في الملحق فرصة لاستعادة ثقة الجماهير وتصحيح المسار، حيث يعكف حاليًا على دراسة الفرق المنافسة، وتحديد نقاط القوة والضعف، بالتوازي مع إعداد معسكر تدريبي يتسم بالصرامة والتحفيز، يُنتظر أن يكون نقطة تحول في عقلية المنتخب.
وفيما تنتظر الجماهير السعودية لحظة العودة إلى المونديال، يظل السؤال معلقًا: هل يكون رينارد رجل العبور... أم أنه يقف على حافة الوداع؟