أبرز الدكتور عبداللطيف الخطيب، مدير قطاع البحث والابتكار بالمركز الوطني للنخيل، أهمية واحة الأحساء ودورها الكبير في إنتاج التمور، مشيرًا إلى أن هذه الواحة تعد من أكبر المناطق الزراعية المتخصصة في زراعة النخيل على مستوى العالم.
وتحدث الخطيب عبر حساب إدارة الإرشاد الزراعي بمنصة "إكس"، موضحًا أن الواحة تنتج حوالي 120 ألف طن من التمور سنويًا، وتتنوع الأصناف المزروعة بها إلى ما يقرب من 20 صنفًا مختلفًا من النخيل.
إقرأ ايضاً:
"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العامبعد نوبة صحية خطيرة.. الهلال الأحمر في جازان ينقذ رضيعًا من خطر التشنجات في موقع جبلي معزولوأشار الخطيب إلى أن واحة الأحساء تضم أكثر من مليوني نخلة، ما يجعلها من أضخم الواحات العالمية التي تعتمد على النخيل كمصدر رئيسي للإنتاج الزراعي، ويشكل قطاع التمور جزءًا هامًا من اقتصاد المنطقة.
ويبدأ موسم الرطب في الأحساء عادة من نهاية شهر مايو، ويستمر حتى نهاية سبتمبر، وقد يمتد في بعض الأصناف إلى شهر أكتوبر، مما يمنح المنطقة فترة طويلة لجني المحصول وتنويع الإنتاج.
وأكد الخطيب أن التمر في الأحساء لا يمثل مجرد محصول زراعي، بل هو جزء من التراث الثقافي والاقتصادي للمنطقة، حيث تعتمد الكثير من الأسر والمزارعين على هذا القطاع كمصدر رئيسي للدخل.
وأضاف أن التنوع الكبير في أصناف التمور، مثل الخلاص والسكري والروثانة وغيرها، يعكس تعددية الإنتاج وجودته العالية، التي تجعل تمور الأحساء تحظى بسمعة ممتازة في الأسواق المحلية والعالمية.
وأوضح أن المركز الوطني للنخيل يعمل باستمرار على دعم المزارعين في الواحة من خلال توفير الأبحاث والتقنيات الحديثة التي تهدف إلى تحسين جودة الإنتاج وزيادة المحاصيل، إلى جانب مكافحة الآفات الزراعية التي قد تؤثر على صحة النخيل.
وبيّن أن الابتكار والبحث العلمي يسهمان في تطوير ممارسات الزراعة التقليدية وتحويلها إلى نظم أكثر كفاءة واستدامة، تواكب التطورات العالمية في قطاع الإنتاج الزراعي.
وأشار إلى أن واحة الأحساء لا تقتصر على الإنتاج فقط، بل تعتبر مركزًا بحثيًا وتعليميًا مهمًا، حيث يستقبل المركز الوطني للنخيل العديد من الباحثين والطلاب المهتمين بدراسة زراعة النخيل وأساليب تطويرها، وأكد أن هذه الجهود المستمرة تعكس حرص الجهات المختصة على تعزيز مكانة السعودية كواحدة من أبرز الدول المنتجة للتمور في العالم.
ولفت الخطيب إلى أن موسم الرطب الطويل في الأحساء يمنح المزارعين فرصة لتحقيق إيرادات مستمرة خلال فترة الصيف، مما يسهم في استقرار الاقتصاد المحلي، وأضاف أن التنوع في أصناف التمور يتيح للمستهلك خيارات متعددة من حيث الطعم والجودة والقيمة الغذائية، مما يجعل تمور الأحساء محط اهتمام المستهلكين داخل المملكة وخارجها.
وأخيرًا، أعرب مدير قطاع البحث والابتكار بالمركز الوطني للنخيل عن فخره بما تحقق في واحة الأحساء من إنجازات في قطاع التمور، مشيرًا إلى أن هذا النجاح يعكس التعاون المستمر بين الجهات الحكومية والمزارعين، إضافة إلى الاستثمار في البحث والتطوير.
وأكد أن الخطط المستقبلية تهدف إلى تعزيز مكانة الواحة وتحويلها إلى نموذج عالمي يحتذى به في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور، بما يضمن استدامة القطاع وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في المملكة.