المديرية العامة للجوازات السعودية.

فرص غير مسبوقة لخدمة ضيوف الرحمن .. الجوازات تفتح أبواب التطوع أمام المواطنين

كتب بواسطة: رانية كريم |

كشفت المديرية العامة للجوازات عن فتح باب المشاركة في فرص تطوعية مخصصة لخدمة المعتمرين القادمين إلى المملكة، ضمن استعداداتها المبكرة لموسم عمرة عام 1447 هـ، حيث أعلنت عن هذه المبادرة عبر منصاتها الرسمية، مؤكدة أن التقديم يتم من خلال المنصة الوطنية للعمل التطوعي التي تعد الجهة المركزية المعتمدة لتنسيق الجهود التطوعية في البلاد.

وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود الدولة لتوسيع مشاركة المواطنين في خدمة ضيوف الرحمن، وتعزيز ثقافة العمل التطوعي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تولي أهمية كبرى لمشاركة الأفراد في المبادرات الوطنية، ورفع نسبة المتطوعين إلى مستويات غير مسبوقة خلال السنوات القادمة.

إقرأ ايضاً:

الأمن والحماية تضبط مقيمين يخالفون النظام البيئي في تبوك وتوقع عقوبة صارمةإجراء تنظيمي جديد .. "التعليم" تعتمد دليل تخطيط شاغلي الوظائف التعليمية لهذا السبب

وأوضحت الجوازات أن هذه الفرص ستشمل مجموعة متنوعة من المهام المرتبطة باستقبال وتوجيه المعتمرين في المنافذ البرية والبحرية والجوية، حيث سيقوم المتطوعون بالمساهمة في تسهيل إجراءات الدخول، وتقديم الإرشادات اللازمة، إضافة إلى العمل جنباً إلى جنب مع موظفي الجوازات خلال فترات الذروة.

ولقي الإعلان تفاعلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أبدى العديد من المواطنين رغبتهم في التسجيل والمشاركة، خاصة أن هذا النوع من العمل يتيح فرصة حقيقية لخدمة الحجاج والمعتمرين، في تجربة إنسانية وروحية تتجاوز المردود العملي المباشر، وتعزز الانتماء الوطني لدى المشاركين.

وتؤكد الجوازات أن عملية التسجيل تتطلب الدخول إلى المنصة الوطنية، وإنشاء حساب تطوعي في حال عدم وجود حساب مسبق، ثم استعراض الفرص المتاحة في نطاق خدمة المعتمرين، واختيار المهمة المناسبة بحسب الموقع والمهارات والرغبة الشخصية، ضمن بيئة تنظيمية تشجع على الاحترافية والتنسيق.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن الجوازات ستقدم دورات تعريفية للمقبولين في البرنامج التطوعي، بهدف تأهيلهم ميدانياً وتعريفهم بالمهام الدقيقة التي سيقومون بها، كما سيتم التنسيق مع جهات حكومية أخرى لضمان اندماج المتطوعين بسلاسة في مواقع العمل ذات الصلة بموسم العمرة.

ويأتي هذا الإعلان في ظل الاستعدادات المتسارعة التي تشهدها مختلف الجهات الحكومية استعداداً لموسم العمرة، حيث يُتوقع أن يشهد هذا العام زيادة كبيرة في أعداد المعتمرين القادمين من مختلف الدول الإسلامية، خاصة بعد التسهيلات الأخيرة التي أقرتها المملكة فيما يخص تأشيرات الدخول.

وتؤكد الإحصاءات الرسمية أن المواسم الماضية شهدت إقبالاً كبيراً على التطوع في خدمة ضيوف الرحمن، ما يعكس تطوراً ملحوظاً في وعي المجتمع بأهمية التطوع كقيمة وطنية، ودوره في تعزيز التلاحم بين أفراد المجتمع، إضافة إلى اكتساب المهارات والخبرات في مجالات متعددة.

ويرى محللون أن فتح فرص تطوعية في قطاع الجوازات يمثل تحوّلاً في طريقة إشراك المجتمع في خدمات المرافق السيادية، إذ يُعد العمل في المنافذ الحدودية أحد أكثر المهام حساسية وتنظيماً، ما يدل على ارتفاع مستوى الثقة في قدرة المتطوعين على أداء أدوار فعالة في بيئات حيوية.

كما أن هذه المبادرات تتيح فرصاً للشباب السعودي لاكتساب خبرات ميدانية ترتبط بالعمل الحكومي، وتعزز من فرصهم في سوق العمل لاحقاً، حيث أن العديد من المتطوعين في المواسم السابقة وجدوا فرصاً وظيفية بعد انتهاء أعمالهم التطوعية، بفضل الأداء الجيد والاحتكاك المباشر مع الجهات الحكومية.

ومن المتوقع أن يتوسع نطاق هذه المبادرة في الأعوام المقبلة، بحيث تشمل فرصاً تطوعية في قطاعات أخرى مثل الجمارك والنقل والصحة، بهدف بناء منظومة تطوعية متكاملة تتوزع على مختلف مراحل رحلة المعتمر والحاج، منذ وصوله إلى المملكة حتى مغادرته بعد أداء المناسك.

وتنوه الجوازات بأن المتطوعين سيحصلون على شهادات رسمية تثبت مشاركتهم في هذه المبادرة، وهو ما يعزز من سجلاتهم المهنية والاجتماعية، خاصة أن المملكة بدأت في السنوات الأخيرة الاهتمام بتوثيق العمل التطوعي في المنصات الرسمية، ليصبح مرجعاً معترفاً به في السيرة الذاتية.

ويؤكد المراقبون أن إشراك المتطوعين في خدمة المعتمرين ليس مجرد إضافة عددية للكوادر البشرية، بل يمثل قيمة مجتمعية تنعكس على جودة الخدمات المقدمة، من خلال رفع مستوى التفاعل الإنساني وتقديم تجربة ثرية للزوار، الذين يقدّرون الروح السعودية الحاضرة في كل التفاصيل.

ومن اللافت أن هذه المبادرة تتزامن مع نمو كبير في البنية التحتية للحج والعمرة، حيث تم تحديث العديد من المرافق وإدخال تقنيات حديثة لتسريع الإجراءات، وهو ما يجعل دور المتطوعين أكثر تركيزاً على التفاعل البشري والدعم النفسي واللوجستي للمعتمرين، خصوصاً من كبار السن والنساء.

وفي ضوء هذا الحراك، تتطلع الجهات المعنية إلى أن تشهد المرحلة المقبلة توجهاً أكبر من فئة الشباب للانخراط في العمل التطوعي، خاصة في المناسبات والمواسم الدينية، حيث يمثل ذلك فرصة عملية للمشاركة في واحدة من أهم أولويات الدولة وهي خدمة ضيوف الرحمن.

كما أن المنصة الوطنية للعمل التطوعي بدأت في استقطاب المزيد من المؤسسات الحكومية والخاصة لطرح فرصها التطوعية، ما يفتح الباب لتوسيع نطاق المشاركة وتنوع المهام، ويمنح المواطن والمقيم على حد سواء فرصة ليكونوا جزءاً من رحلة العطاء الوطني.

وتحرص الجوازات، من جانبها، على إبراز هذه الفرص ضمن خطة إعلامية توعوية تشمل الحضور في الجامعات والمؤسسات التعليمية، لإيصال الرسالة إلى فئة الشباب بشكل مباشر، وتحفيزهم على التسجيل والمشاركة في المبادرة بروح المسؤولية والانتماء.

وفي نهاية المطاف، تبقى مثل هذه المبادرات نموذجاً حياً على تكامل الأدوار بين الجهات الرسمية والمجتمع، في مسار يخدم ليس فقط المعتمرين، بل يعكس صورة المملكة المشرقة، كدولة ترحب بالعالم وتسعى لتقديم أفضل ما لديها لضيوف بيت الله الحرام.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار