توصل نادي النصر السعودي إلى اتفاق نهائي مع المدرب البرتغالي الشهير خورخي جيسوس، لتولي القيادة الفنية للفريق الأول لكرة القدم، في خطوة تُعد من أبرز تحركات الأندية السعودية خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
ويأتي هذا التعاقد بعد مفاوضات مكثفة بين الطرفين استمرت لعدة أيام، وانتهت بتوقيع عقد يمتد لموسم واحد مع خيار التمديد، ليعود جيسوس بذلك إلى أجواء الدوري السعودي من بوابة الغريم التقليدي لناديه السابق الهلال.
إقرأ ايضاً:
"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العامبعد نوبة صحية خطيرة.. الهلال الأحمر في جازان ينقذ رضيعًا من خطر التشنجات في موقع جبلي معزولوبحسب ما أوردته صحيفة "A Bola" البرتغالية، فإن جيسوس من المنتظر أن يصل إلى العاصمة الرياض منتصف شهر يوليو الجاري، وتحديدًا يوم الاثنين المقبل، لتوقيع العقود رسميًا وبدء العمل على التحضيرات الخاصة بالموسم الجديد، الذي يطمح فيه النصر إلى المنافسة بقوة على جميع البطولات المحلية والقارية.
العودة المرتقبة لجيسوس إلى الملاعب السعودية تُعد واحدة من أبرز المفاجآت الفنية لهذا الصيف، نظرًا لما يحمله من سجل تدريبي حافل وخبرة كبيرة في قيادة الفرق إلى منصات التتويج.
وسبق للمدرب البرتغالي أن درّب نادي الهلال خلال موسم 2018–2019، وحقق معه نتائج لافتة قبل أن يغادر عائدًا إلى بلاده لتدريب نادي فلامنغو البرازيلي، حيث سجل معه نجاحات كبرى على المستوى القاري، واليوم يعود الرجل إلى الرياض، ولكن بزي أصفر هذه المرة، وسط تطلعات كبيرة من جماهير النصر.
اللافت في الصفقة أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد فريق النصر، كان له دور مؤثر في ترشيح جيسوس، مستندًا إلى العلاقة المتينة التي تجمعهما منذ سنوات، وإيمانه بقدرة المدرب على قيادة مشروع كروي طموح يعيد "العالمي" إلى منصات البطولات.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن تواصلًا مباشرًا جرى بين رونالدو وإدارة النادي لتأكيد دعمه لجيسوس، وتأكيد أهمية التعاقد مع مدرب يمتلك فلسفة هجومية تتناسب مع الطموحات الكبيرة للفريق.
ويُنظر إلى التعاقد مع جيسوس كخطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة ترتيب البيت النصراوي من الداخل، خصوصًا بعد موسم لم يحقق فيه الفريق الأهداف المأمولة رغم وجود أسماء كبرى في صفوفه، ويُنتظر من المدرب أن يعيد بناء التوازن الفني داخل الفريق، ويطوّر من أداء المجموعة التي تضم نخبة من النجوم المحليين والأجانب، بقيادة رونالدو.
ويُتوقع أن يبدأ جيسوس مهمته من خلال الإشراف على المعسكر الإعدادي للفريق، والذي سيكون المرحلة الأولى من التحضيرات للموسم الجديد، كما سيعمل على تقييم قائمة اللاعبين، وتقديم تقرير فني حول احتياجات الفريق من التعاقدات أو المخالصات، تمهيدًا لتشكيل فريق قادر على المنافسة في جميع البطولات، خصوصًا دوري روشن للمحترفين ودوري أبطال آسيا.
التحدي الذي ينتظر جيسوس في النصر ليس سهلًا، فالفريق يخوض موسمًا بعد الآخر بطموحات عالية ويملك قاعدة جماهيرية واسعة تتطلع إلى تحقيق الألقاب، ولكن مع خبرته الطويلة في التعامل مع الضغوطات، ونهجه الفني المعروف، يبدو أن النصر قد وضع حجر الأساس لمرحلة جديدة بقيادة مدرب يملك الطموح والكفاءة لتحقيق النجاح.
ومع وصول جيسوس المنتظر إلى الرياض خلال أيام قليلة، تتجه الأنظار إلى ما سيقدمه من رؤية فنية، وما إذا كان قادرًا على إعادة النصر إلى منصات التتويج بعد سنوات من الغياب عن الألقاب الكبرى.
